بوجه تسكنه ملامح الفرحة، تقف سارة سعد متأملة لوحتها التي حلمت لأيام طويلة بعرضها للجميع، وبفخر تثني عائلتها على مجهودها في الرسم الذي دام شهرين، وتكلل بمشاركتها في معرض "خُلق مبدعًا"، المعرض الأول من نوعه لدعم ذوي الهمم في أسوان.
فتح معرض الفنون التشكيلية "خُلق مبدعًا" الذي شارك فيه 32 فنانًا من ذوي الهمم من جميع محافظات مصر، أبوابه للجمهور ظهر اليوم الثلاثاء، في قاعة نادي أسوان الرياضي، وسيستمر لمدة 5 أيام.
"أحب رسم المناظر الطبيعية كثيرًا"، هكذا قالت سارة لـ"عين الأسواني"، التي لم تمنعها الإعاقة السمعية عن مزاولة هوايتها بالرسم الذي تعلمته بالمدرسة، موضحة أنها قررت رسم لوحة للجبال وهي تقف شامخة تحت ظل القمر، وذلك للمشاركة بها في "خُلق مبدعًا".
بين الظل والنور، هكذا أسمى أحمد ناصر الذي يبلغ من العمر 20 عامًا لوحته الفنية، التي وجهته لرسمها قبل بداية المعرض مباشرة، معلمته التي نمت موهبته، حتى استطاع الرسم بمفرده.
لا يرى ناصر أن إعاقته الذهنية تزعجه، بل يتعايش معها ويمارس هوايته بشكل طبيعي، قائلًا: "مبحبش بس حد يتكلم عني أو عن لوحاتي بطريقة مش جميلة".
أكثر ما ميز المعرض بجانب مواهب ذوي الهمم المتميزة، هو دعم العائلات لأبنائهم، وعن ذلك تقول انتصار أحمد والدة أحد الفنانين المشاركين: "ابني من ذوي الإعاقة الذهنية ولكنه فنان منذ صغره، وحالما اكتشفنا موهبته، دعمناه بالتحاقه في أكثر من ورشة فنية، وهو يتدرب حاليًا بالمركز الحرفي، ويدرس بالمدرسة الزخرفية، وسنظل نسانده في كل خطوة يخطوها من أجل تطوير موهبته الفريدة".
لم ينطلق "خُلق مبدعًا" بين ليلة وضحاها، بل تطلب انطلاقه ورشة عمل دامت 6 أشهر، هذا بحسب تصريحات طارق صبحي، صاحب فكرة ومدير معرض "خُلق مبدعًا" قائلًا: "هذا المعرض هو الأول من نوعه، لأننا خصصناه لعرض مواهب ذوي الهمم، وهو نفذ برعاية قسم التمكين الثقافي بقصر ثقافة أسوان".
وأضاف: "جعلنا ذوي الهمم يعرضون لوحاتهم بحسب وجهة نظرهم ورؤيتهم الفنية الخاصة بهم، وهو معرضًا مفتوحًا لأي فنان سواء كان يعيش داخل أو خارج محافظة أسوان، ولأي فئة عمرية".
يذكر أنه يتكون المعرض من 60 عمل فني، تتنوع بين فن النحت، الجرافيك، الخزف، التصوير الفوتوغرافي، واللوحات الزيتية، وسمحت إدارة المعرض للفنانين بالمشاركة بأكثر من عمل فني، ومن المقرر تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في حفل ختام "خُلق مبدعًا".
تصوير: أمنية حسن
-
صور من معرض "خُلق مبدعًا"