بعد زيادة أسعار الإنترنت وكروت الفكّة.. الغضب يسيطر على الأهالي

تصوير: رنا محمد - زيادة أسعار باقات الإنترنت وكروت الفكة

كتب/ت رحمة أشرف - رنا محمد
2024-12-17 18:58:20

في أكتوبر الماضي أعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات موافقته على طلب شركات المحمول، بإجراء دراسة مبدئية لزيادة أسعار الخدمات بنسبة 15%، واستمرت الأخبار المتداولة أكثر من شهر، حتى ظنّ عديد من الناس أن التنفيذ لن يحدث، حتى فاجئهم قرار التطبيق بزيادة أسعار باقات الإنترنت وكروت الشحن. 

كانت قد رفعت الشركة المصرية للاتصالات، أسعار باقات الإنترنت، لتبدأ من 239.4 جنيه بدلًا من 160 جنيهًا، لباقة سوبر 140 جيجابايت الأكثر شعبية، كما تراوحت أسعار كروت الشحن الفكة -غير شاملة ضريبة القيمة المضافة- بين 13 جنيهًا، و38 جنيهًا، بدلًا من 10 جنيهات و29 جنيهًا.

وقد أوضح المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذي للجهاز، أن خطوة الزيادة تأتي في إطار تنظيم السوق وضمان تحقيق التوازن بين مصالح الشركات والمستهلكين، كما برر شمروخ السبب فى زيادة أسعار خدمات الاتصالات المرتقبة بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل التى تواجه شركات المحمول. 

سخط بين الأهالي

فاجأ القرار حمدي رزق ذو الـ43 عامًا، وقال في حديثه لـ"أهل سوهاج" إن الزيادة الأخيرة أضافت عبء مادي جديد، لكنه لن يستطيع الاستغناء عن الإنترنت، إذ يعتمد أبنائه بشكل كامل على الإنترنت في دراستهم. 

وحاليًا يشحن رزق باقة الإنترنت بـ200 جنيه، بعدما كان سعرها يبلغ 160 جنيهًا، وتابع بقوله "إذا استمر الوضع بهذا الشكل، سنواجه مشكلة حقيقية في توفير الخدمة لأبنائي، وهو ما سيؤثر عليهم، خاصة أن لدي ابنًا في مرحلة الثانوية العامة".  

واضطر الأب لثلاثة أبناء أن يُقيد استخدام الإنترنت في المنزل "أصبحت أدبر استهلاك الإنترنت أكثر، إذ منعت أولادي من استعماله للترفيه، ولكن إذا زادت الأسعار مرة أخرى سأضطر إلى تحويل حصص أبنائي الأونلاين، إلى الدروس الخصوصية على الأرض". 

وتحكي سعاد عجمي (70 عامًا)، عن معاناتها بسبب زيادة الأسعار بقولها "أنا امرأة مسنّة وأحتاج بشدة للتواصل مع الآخرين، حيث إنني في هذا العمر أعيش بمفردي معظم الوقت، فالإنترنت والرصيد أصبح وسيلتي الوحيدة للبقاء على اتصال لأبنائي وأصدقائي، حيث أعيش طوال الأسبوع في عزلة". 

وأصبحت سعاد تشحن باقة الإنترنت بـ250 جنيه، بدلًا من 200 جنيهًا، فيما أثرت الزيادة على الوضع المادي للسيدة السبعينية "معاشي صغير بالكاد يغطي احتياجاتي الأساسية، فما بالك بتغطية تكاليف زيادة بلغت 50 جنيهًا!". 

أما هاني جابر فسيقلل التواصل مع أسرته عبر التليفون، مُعطيًا الأولوية للمكالمات لوالدته فقط، قبل الزيادة الأخيرة كان جابر يشحن رصيده أكثر من مرة، حتى يتسنى له مكالمة أسرته ووالدته وأشقائه "أشعر كأنني في دوامة لا أستطيع الخروج منها، ازداد قلقي بسبب ارتفاع الأسعار الذي يحدث طوال الوقت".

استاءت أسماء خميس من القرار، إذ تقول "تعتمد دراستي على استخدام الإنترنت، هذه الزيادة ستؤثر عليّ بشكل كبير في روتيني اليومي، سأضطر لإنفاق 250 جنيه، بعدما كنت أدفع 150 جنيه".   

"أمر لا يحتمل"

يقول رشدي أحمد، صاحب سوبر ماركت، إنه شعر بحالة من الغضب والارتباك في الحي بالكامل الذي يقع فيه محله، واصفًا الحالة التي كان عليها المستهلكون "الزبائن كانت تدخل المحل بوجوه غاضبة، وكلمات تحمل الكثير من القهر"، فإحدى السيدات قالت له بصوت يملؤه الحزن "هذا أمر لا يحتمل، كيف يمكننا أن نستمر؟".

وتراوحت ردود فعل الناس ما بين لوم بعضهم لمسؤولي الحكومة، فيما اتهم آخرين استغلال شركات الاتصال للمواطنين. 

واستطرد أحمد في حديثه قائلًا "حاول الناس إيجاد حلول، لكنها بدت مستحيلة، فمنهم من قرر تخفيض الاشتراك إلى أقل باقة على الرغم أنها لن تكفي احتياجاتهم، وآخرون قرروا إلغاء الانترنت تمامًا لتوفير المال لدروس أبنائهم، فهذه الزيادة ليست الأولى من نوعها".

وفي رأي البائع أن القرار الحالي جاء في وقت غير مناسب "لأن معدل ارتفاع الأسعار في ازدياد، وبالتالي زاد من حالة الغضب لدى الناس، حتى أني أصبحت متوترًا مع كل خبر عن زيادة، لذلك نحاول دائمًا أن نبقى على اتصال مع الشركة، لكي نكون على إطلاع بكل جديد، حتى نتمكن من الإجابة على أي استفسار قد يطرأ". 

وقد شهدت أسعار كروت الشحن وباقات الانترنت، زيادات متتالية خلال السنوات الاربعة الأخيرة، بنسبة تجاوزت الـ 15%، إذ ارتفعت الأسعار أربع مرات متتالية، بمعدل مرة واحدة في العام.