غناء ومسرح ونحت.. مواهب ذوي الإعاقة البصرية تبرز في احتفالية "رؤية"

تصوير: جيسيكا عبدالمسيح

كتب/ت رفيدة أشرف - جيسيكا عبد المسيح
2024-12-12 18:22:44

في حي الكوامل، في مدينة سوهاج الجديدة، أقام مركز رؤية لتعليم "المكفوفين" التابع لجمعية صحبة الخير للتثقيف الصحي وتنمية المجتمع بسوهاج، احتفاله السنوي في إطار اليوم الدولي لذوي الإعاقة، أول أمس الاثنين، على مسرح مدرسة جيل المستقبل، بالمدينة التي تقع جنوب غرب مدينة سوهاج.

استهدف الاحتفال، الذي بدأت فعالياته في الثالثة عصرًا، استعراض قصص نجاح مشاركيه وأعمالهم التي أنتجوها خلال ورش العمل التي شملت أشغال يدوية وفنون تشكيلية وعرض قصص وكتب الدمج المخصصة لذوي الإعاقة البصرية، خلال مبادرة موهبتي التي تتبع المركز وتركز على دعم أصحاب التحديات البصرية من خلال مجالات فنية متنوعة تشمل المسرح والغناء والفن التشكيلي.

مبادرة موهبتي 

يقول أنجلو رفعت، مدرب بمبادرة "موهبتي" لـ”أهل سوهاج”، أن المبادرة هذا العام ركزت على العمل على الفخار وتلوينه إلى جانب الرسم والنحت، موضحًا أن التدريب يبدأ بتعليم المشاركين أشكال هندسية بسيطة، ثم الانتقال إلى نحت البورتريه، وصولًا إلى نحت جسم يعبر عن حركة.

يشير رفعت إلى أن تدريب ذوي الإعاقة البصرية يستغرق وقتًا أطول بسبب عدم امتلاكهم مرجعًا بصريًا سابقًا، مما يجعل الشرح أكثر دقة واحتياجًا إلى متابعة مستمرة، وأن كل خطوة تدريبية تحتاج إلى مراقبة وتوضيح متكرر لضمان فهمها بشكل صحيح.

وقد تضمنت الورش أيضًا انتاج أعمال تعبر عن ذوي الإعاقة الحركية، مثل تصوير مستخدمي الكراسي المتحركة أو الأطراف الصناعية.

وقد بدأت المبادرة بدأت منذ ثلاث سنوات، وتقدم الدعم المادي من خلال صحبة الخير ومصر الخير. وقد شهدت أعداد المشاركين زيادة عن العام  الماضي، بواقع أربعة متدربين جدد، ليصل العدد الإجمالي إلى ما بين 8 و10 مشاركين، بين المرحلة الابتدائية والثانوية. 

يتذكر رفعت بداية تجربته مع المشروع ويصفها بأنها كانت "صعبة"، حيث قام بغلق عينيه وحاول رسم لوحة، وهو ما دفعه للبكاء، معتبرًا أن هذه التجربة ساعدته في فهم أفضل لاحتياجات الأطفال المكفوفين، الذين يستخدمون أسلوب "تخزين الحركة واللمس" في تعلم الفن.

 

وتضمنت الاحتفالية معرض استعرض نماذج من الفن التشكيلي ونتاج عمل الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية من مجسمات و بورتريهات قاموا بنحتها أثناء الورش التدريبية التي تلقوها خلال المشروع.

يوضح محمود عمر، 15 عامًا، أنه بدأ في تعلم فن النحت منذ ثلاث سنوات، على يد الفنان أنجلو، مشيرًا إلى أنه حتى الآن استطاع أن ينحت "بورتريه وبعض المجسمات على شكل حيوانات ومنها البطة، وآخر أعماله كانت الأكواب"، وأنه لم يعد يستغرق سوى 10 دقائق فقط لإنتاج بورتريه، وأنه يشعر بالفرح أثناء العمل، خاصة عند الانتهاء منه، ويستخدم في النحت بعض الأدوات منها خشبة تساعده على فرد الطين، ليبدأ بتشكيلها، ثم يقوم بتنعيمهما بإستخدام القلم حتى يصل إلى الشكل النهائي. 

وإذا أراد تلوين الأعمال، يبدأ بتلوينها باللون الأبيض، ثم يتبع ذلك بالألوان التي يختارها، مضيفًا أنه  شارك في عدة مسابقات في مجال الفنون التشكيلية، وحصل على ميدالية ذهبية على مستوى الصعيد، وتوج هذا العام بالمركز الأول على مستوى الصعيد، وهو الآن مؤهل للانتقال إلى مستوى الجمهورية في هذه المسابقة.

أما يوسف أنور،12 عامًا، الذي يشارك للمرة الثالثة في المشروع، فأشار إلى اهتمامه بالبورتريه الذي يقضي في تعلمه فترة طويلة، وأن حلمه كي يصبح طبيبًا لن يمنعه من مواصلة شغفه بالفن.

واتفق معه أيمن ياسر، 9 أعوام، الذي أوضح أنه سعيد بالمشاركة في المشروع، وأنه حتى الآن استطاع أن يصنع "قلم". 

دمج ذوي الإعاقة في المجتمع

من جانبه، أشار سامح سعيد، مدير مركز رؤية لذوي الإعاقة البصرية، أثناء فعاليات الحفل، إلى أن المركز يخدم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في ثلاث محافظات؛ أسيوط وسوهاج وقنا، كما يقدم خدماته لـ 162 مستفيدًا في أسيوط، و767 مستفيدًا في سوهاج، و210 مستفيدين في قنا. 

ويشير سعيد إلى أن المركز يسعى إلى دمج ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع من خلال محاور رئيسية؛ تشمل التعليم والتدريب والتأهيل المجتمعي، إضافة إلى رفع الوعي المجتمعي حول حقوقهم وتوفير بيئة داعمة لهم.

وقد اختتم الحفل مع أوركسترا النور والأمل التي قدمت مجموعة من أغاني "التراث الأندلسي"، و كلًا من عبد الوهاب وفيروز" وأم كلثوم، واختتم العرض بمقطع من أغنية داليدا "بلد المواويل"، التي تقول فيها: "سوهاج أحسن ناس". 

الجدير بالذكر أن فرقة النور والأمل مكونة من ذوي الإعاقة البصرية، وقد قادت الغناء أثناء عرضهم، دينا ثابت، المولودة في سوهاج.