تجمُّع كبير من المهتمين بالقراءة والمثقفين شهدته مكتبة نادي اتحاد المهن الطبية بسوهاج لمدة 4 ساعات، يوم الجمعة الماضي، لمناقشة رواية "عندما بكى نيتشه" للكاتب الأمريكي "إيرفين يالوم".
لم يتوقع الحضور في بداية الفعالية في السابعة مساءً، أن الدكتور والكاتب محمد طه، أستاذ الطب النفسي، سيحلّ عليهم ضيفًا عبر تطبيق "زووم"، إذ بدأ باستعراض لمحات عريضة عن شخصية المؤلف وأصله اليهودي، وتأثير ذلك على نظرياته وفكره في الرواية، مُشيدًا في البداية عن المشكلات المحورية التي تتمحور حولها الرواية كالخوف من الموت ومعنى الحياة والحرية والوحدة الوجودية.
حوار عميق حول معاناة الإنسان
وتدور أحداث الرواية حول لقاء تخيّلي بين الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه والطبيب النفسي جوزيف بروير، أحد رواد العلاج بالكلام، إذ يقترح بروير على نيتشه خوض تجربة علاجية للتعامل مع أزماته النفسية، بينما يحاول الفيلسوف الألماني إقناع الطبيب بتحريره من معاناته الخاصة، مما يخلق حوارًا عميقًا عن الألم والوجود والحرية والبحث عن الذات.
بعد انتهاء حديث الدكتور محمد طه، بدأ الحضور بإبداء آرائهم حول الرواية، ومن بينهم جهاد حمدي، اختصاصي التحاليل الطبية بجامعة سوهاج، التي دفعها حبها للفلسفة في قراءة تلك الرواية "وبحب جدًا المناقشات لأنها بتزيد من خبرة الإنسان".
“عاصفة للذهن والفكر"
وفي رأي نهى عثمان، مدرس جراحة تجميل بكلية الطب في سوهاج، أن "عندما بكى نيتشه" ليست مجرد رواية، بل وصفتها بأنها "عاصفة للذهن والفكر"، مما يجعلها مسلية ومثيرة أثناء قرائتها، على حد قولها.
واستطردت نهى في حديثها حول السياسة المتبعة في الصالون الأدبي، أن الإدارة تختار شهريًا من الأدب العالمي والعربي "وبعدين نختار موضوع متكلمناش عنه قبل كدا، وتُجرى المناقشة بالتعريف بالكاتب، ثم الحديث عن عناصر الكتاب وبناء انطباعات حول الكاتب وطريقة سرده الأفكار".
ومن وجهة نظرها فإن المناقشة حول الأعمال الأدبية لا تقل أهمية عن القراءة "لأن الشعور الذي يحسه القارئ عندما يناقش عدد من الناس لا يوصف، فبالإضافة إلى اكتساب أفكار جديدة، وتعلم طرق الحوار الجيد، فإن الصالون يُعدّ متنفسًا للحضور بعيدًا عن العمل".
حرص على الحضور عمرو دنقل، الذي يهتم بالصالونات الأدبية نظرًا لكونه كاتبًا، ويقول "تُعدّ المناقشات الثقافية مهمة جدًا بالنسبة لي، لذلك أحرص على حضورها"، وفي رأيه أن محافظة سوهاج من الخمس مراكز الأولى على مستوى محافظات مصر المهتمة بالثقافة وإقامة الصالونات الثقافية، فضلًا عن العدد الكبير للكُتّاب والمثقفين بسوهاج، على حد قوله.
وتوضح رانيا الباهي، مؤسس الصالون، أن الصالون تأسس منذ عام ٢٠١٥، ويستمر في عقد الفعاليات حتى الآن، ويُقام خلال الصالون مناقشات كتب شهريًا، وتُوضح رانيا في حديثها لـ"أهل سوهاج" أن الحضور متاح لكل من يحب القراءة ويناقش ما يقرأه، فيها يجرى اختيار الكتاب الشهري عن طريق التصويت على مجموعة عبر تطبيق الواتساب.