كيف سيؤثر حذف  مادة الجغرافيا؟ طلبة الثانوية ومُدرسون يجيبون

تصوير: رنا محمد - حذف مادة الجغرافيا للصف الأول الثانوي

كتب/ت رنا محمد
2024-08-27 17:44:59

على مدار الأسبوعين الماضيين أصيب طلاب ومعلمي المرحلة الثانوية بالتشتت والإحباط، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم خطة إعادة هيكلة الثانوية العامة، والتي اتسمّت بعدم الوضوح، حتى أن الوزارة- بعد البيان الرسمي في 14 أغسطس- تراجعت عن أكثر من قرار، منها دراسة الصف الأول الثانوي لمادة الجغرافيا، وأكدت على حذفها من المواد الدراسية. 

وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي علمت أسماء قدري، الطالبة بالصف الأول الثانوي، بحذف مادة الجغرافيا، إذ وصفت شعورها بكونه "متناقض"، فقد تضاربت الأسئلة في رأسها حول أهمية هذا القرار من عدم "وبعد تفكير وجدت سلبياته أكتر من إيجابياته"، فمن ناحية سيُخفّف العبء عن كاهل الطلاب. 

لكن على الجانب الآخر ترى أسماء أنه سيؤثر على طريقة تفكير كل الأجيال القادمة "وسيجعلهم غير مهتمين إطلاقًا بالجغرافيا، فهي مادة مهمة تجعلنا مُدركين لمواقع الدول المجاورة، ومعرفة أماكن المناطق الأثرية، واقتصاد وسياسة كل دولة". 

توافقها في الرأي سمر كمال، مؤكدة على أنه "قرار غير سليم"، مُوضحة بقولها "مادة الجغرافيا مهمة جدًا، تجعلنا مُدركين لما حولنا"، ولفتت سمر النظر إلى الخسائر المادية الواقعة على المدرسين، في حالة إعطائهم دروس خصوصية بمادة الجغرافيا، كذلك المطابع المُنتجة للكتب الخارجية، وأولياء الأمور الذين اشتروا الكتاب البالغ سعره 150 جنيهًا تقريبًا ، وتسكمل سمر في حديثها "صحيح أن القرار سيوفر وقت لدراسة مواد أخرى وتخفيف عبء على الطلاب، لكن كان من الأفضل تخفيفها بدلًا من إلغائها تمامًا". 

على الجانب الآخر شعرت شهد عصام بالسعادة حينما سمعت القرار، لأنها تواجه صعوبة في حل أسئلة مادة الجغرافيا، إذ تعتقد أن مادة الجغرافيا تعتمد على الحفظ أكثر، مُضيفة "منهج جغرافيا الصف الأول أصبح صعب على عكس الأعوام الماضية". 

وكانت شهد تتمنى إلغائها بالفعل، إلا أنه كان حُلمًا بعيد المنال، لم تتوقع تحقيقه بالفعل "لما اتأكدت من صحة الخبر حسيت كأنه هم وانزاح".  

وترى نانسي وجدي وهيب التي أنهت المرحلة الثانوية بالشعبة الأدبية، أن القرار سيء "مادة الجغرافيا بتنور العقل"، فيما تعني ضرورة معرفة الإنسان بما يحيط به من مواقع الدول وأنظمتها وسياستها "القرار جيد بالنسبة لمن لا يدرك أهمية الجغرافيا". 

أثّر القرار على إسراء أسامة، خريجة دبلومة تربوية دراسات إجتماعية، ماديًا؛ فتقول "مجموعة أولى ثانوي أكبر مجموعة عندي، مقارنة بتانية وتالتة ثانوي، لأن عدد طلاب أدبي دائمًا ما يكونوا أقل من علمي"،  أما على الجانب التربوي، فترى أن قرار إلغاء مادة الجغرافيا سيُنشأ أجيال غير مهتمة أكثر من الماضي بمادة الجغرافيا "بسبب نظرة المجتمع الأقل للمواد الأدبية مقارنة بالمواد العلمية، فبالتالى سيؤثر القرار على اهتمام طالب إعدادي بمادة الجغرافيا وسيهتم فقط بالمواد العلمية".

وتستطرد إسراء في حديثها قائلة إن المعلمين المتخصصيين في قسم الجغرافيا فقط هم سيعانون بشكل كبير، وتضيف إسراء أن  زيادة درجات التاريخ إلى 60 درجة سيعني اهتمام الطلاب بدارسته بدرجة أكبر "كنا نعانى قبل تطبيق القرار من عدم اهتمام الطلاب بمادة التاريخ بسبب درجاتها المنخفضة".

طلاب أولى ثانوي لن يعرفوا "جغرافيا مصر"

ويقول أحمد يونس، أحد معلمي المرحلة الثانوية تخصص جغرافيا وتاريخ، إنه سمع القرار عن طريق ولى أمر، وعندما تأكد من القرار أصيب بنوبة ضحك، فيما شعر أن التعليم سيطل عليهم بنظام جديد سيشتت  فيه الطلاب أكثر. 

مما جعله يتساءل حول تأثير إلغاء مادة مهمة مثل الجغرافيا من منهج الصف الأول الثانوي، التي تتحدث عن جغرافيا مصر "القرار ده هيسبب ليا مشاكل في التدريس بسبب أن الطلاب اللي هيدخلوا تالتة هيكونوا مش عارفين حاجة عن الجغرافيا والخرائط"، لافتًا النظر إلى ضرورة تهيئة الطلاب وتأهيلهم لمادة الجغرافيا الخاصة بالشعبة الأدبية، أما عن رأيه في أن طلبة الشعبة العلمية لن يدرسوا بتاتًا مادة الجغرافيا فيقول "كل اللى هيطلعوا من علمي مش هيعرفوا حاجة عن جغرافيا العالم ومواقع الدول، وده عكس طبعًا طلاب أدبي اللى هيكملوا".

 أما بالنسبة للصعوبات التي واجهته بعد القرار، فقد واجه طلاب أحمد الخوف تجاه ضم الجغرافيا والتاريخ مثلما حدث مع مادة "العلوم المتكاملة"، فيما لم يصمت هاتف أحمد بعد صدور القرار عن مكالمات أولياء الأمور "مكنوش مصدقين إن الجغرافيا اتلغت".  

أما من الناحية المهنية فقد قام بإلغاء مجموعات جغرافيا الصف الأول الثانوي، وأرسل رسائل اطمئنان  لأولياء الأمور والطلاب للتخفيف عن حالة التوتر التي أصابتهم بسبب قرارات الوزارة،  ويرى المعلم أنه كان من الأفضل تخفيف المناهج، وليس الإلغاء التام.

تصوير: رنا محمد - حذف مادة الجغرافيا للصف الأول الثانوي