التفكير الإبداعي ليس سهلًا، وليست هبة مخصصة للبعض، بتلك المنهجية حاول المركز الاستكشافي للعلوم بسوهاج بدء ورشة عمل عن "التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق" التي حضرها العديد من طلاب المدارس والجامعات.
استهلّ المحاضر والمدرب وليد جلال ورشة العمل بشرح مفهوم التفكير خارج الصندوق، كذلك مهارات التفكير الإبداعي الذي يتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية، تلاها شرح معمل لمعوقات التفكير الإبداعي؛ منها انعدام التوجيه وعدم القدرة على التغيير أو التكيف، كذلك الخوف وعدم الثقة بالنفس.
مبادرة "باحث مبدع"
يقول جلال أثناء حديثه لــ"أهل سوهاج"، إن الورشة أقيمت ضمن خطة قسم البحث العلمي بالمركز الاستكشافي بالتعاون مع فرع ثقافة سوهاج لسهولة التواصل مع المبدعين لحضور التدريب، ويستهدف التدريب جميع الفئات العمرية؛بداية من طلاب التعليم قبل الجامعي وطلاب التعليم الجامعي والخريجين وأولياء الأمور، إذ يهدف إلى نشر ثقافة البحث العلمي والتفكير الإبداعي بالمجتمع السوهاجي.
ويرى المدرب أن ردود أفعال الحاضرين كانت إيجابية، وتفاعل الحضور بشكل جيد، واستطرد في حديثه أن التفكير الإبداعي له أهمية كبيرة بالنسبة للطلاب، إذ إنه يساعد الطلاب على حل المشاكل بطريقة إبداعية وليست تقليدية، خاصة أنها مهارة غير متوافرة عند معظم الطلاب، ففي رأيه أن أسلوب التعليم القائم يدفع الطلاب إلى الاعتماد على الغير في حل المشكلات "لذا نحاول توضيح أهمية التفكير الإبداعي للطلاب أهمية التفكير الإبداعي".
واستخدم المدرب معهم بعض الاستراتيجيات الحديثة التي تساعد على إكسابهم مهارات التفكير الإبداعي، ومنها الاستقصاء العلمي، والبحث والتجريب، والتعلم من الأخطاء، كما تحاول تغيير طريقة تفكيرهم وأسلوب حياتهم. وأكد جلال على أن تلك الورشة لن تكون الأخيرة، بل تعتبر ضمن سلسلة من الورش تحت اسم "مبادرة باحث مبدع"، وسهّلت تلك المباردة نشر ثقافة البحث العلمي والتفكير الإبداعي.
تنافس وحماس بين الحضور
على الجانب الآخر، يقول بهاء الدين أحد حاضري الورشة، طالب بكلية تجارة، إنه من خلال حضوره الورشة استطاع أن يتخلص من رهبة المشاركة أمام الجميع، كما عرف كيفية التخلص من معوقات الحياة بطريقة خارج الصندوق "ساعدتني الورشة في تنمية أفكاري"، كما يقول.
واستمتع بهاء الدين بالتنافس بين الحضور، إذ إن الأنشطة التفاعلية كانت بهدف إقامة مسابقة بين الحضور وتنشيط روح التنافس بينهم، وأكد الشاب على نجاح المدرب في توصيل المعلومة بطريقة مبسطة، مُشيرًا إلى أنه يميل للاهتمام بهذا المجال ، ففي رأيه "التنمية البشرية أصبحت الأهم في العصر الحالي، لأنها تجعل الشخص يستطيع التعامل وفهم و تقبل الآخر الذي يحاوره".
وتضيف نوران علاء إحدى الحاضرات ذات الــ12 عامًًا، أنها استمتعت بحضور الورشة رغم معرفتها بالصدفة عنها، لكنها لم تشعر بالملل خلالها، كما تعلمت طريقة التفكير بشكل إبداعي، وكيفية اختلاف الزوايا في وجهات النظر لنفس الحدث، وتمنّت نوران تكرار هذه التدريبات.
جاء وفد من كنيسة ماري جرجس وفقًا لدعوة أحد مسؤولي الورشة، منهم يوستينا شارل ذات الــ 14 عامًا، والتي أبدت رضاها عن محتوى الورشة، وأكدت على أن استفادتها لم تكن محدودة على فهم المحتوى فقد، بل النشاط العملي أيضًا، وتفاعلت يوستينا أثناء المسابقة بشكل ممتاز، مما جعلها تُدرك معنى التفكير الإبداعي عمليًا، ونتيجة لذلك كانت مع فريقها "سمكة القرش" من الفائزين في النشاط العملي.
كما أبدت ميرنا جرجس - مشرفة من الكنيسة على الفتيات المشاركات- إعجابها بالعمل الجماعي الذى نتج عن الرغبة بالفوز بالمسابقة لدى الفتيات؛ فساعدهم ذلك على التعاون والمشاركة الفعالة، وأوضحت أن ما كان ينقص الورشة هو حدوث مشكلة تقنية أدت إلى عدم عرض الفيلم التسجيلي "رفعت عيني للسما"، من إخراج أيمن الأمير وندى رياض.