لم يكن اختيار صالون مشكاة الثقافي في ندوته الأدبية بسيطًا، بل اختيارًا ينمّ عن ذكاء ورغبة في إحداث نقاش حقيقي، فقد اختار الصالون الثقافي رواية "أولاد حارتنا" للأديب نجيب محفوظ، في الأمسية المقامة الأسبوع الماضي.
صراعات المجتمع المصري في رواية
تُعد رواية "أولاد حارتنا" من أشهر روايات لأديب نوبل، إذ أنها حازت على انتقادات عديدة وصلت حدّ اتهامه بالكفر والتعدي على المقدسات الدينية والذات الإلهية، ليس ذلك فحسب، بل تعرّض محفوظ بسببها لمحاولة اغتيال في عام 1995، وقد قال محفوظ عن الرواية إنها قُرأت على نحو مغاير لما أراده.
خلال الندوة نوقشت أحداث الرواية والشخصيات، وأبدى هشام محمد، أحد الحضور، اهتمامًا بالغًا بالمناقشة الدائرة، إذ قال إنه يعتبر صالون مشكاة الثقافي مساحة لمناقشة واحترام جميع الآراء، والتعبير عنها بكل حرية، كما أنه يرى "أولاد حارتنا" من أكثر الروايات المميزة في إنتاج محفوظ الأدبي، مُوضحًا أن تميز الرواية جاء بسبب حملها لأكثر من دلالة ومعنى "كما أنها تضعنا في قلب المجتمع المصري وصراعاته المختلفة".
من أهم عشرة روائيين
اختيرت الرواية عبر تصويت للقراء، كما يقول بهاء عبد الرحمن، أحد الحاضرين، مُضيفًا أن اختلاف الآراء الفكرية حول الرواية هو ما أثار فضوله لقرائتها، وأشار إلى أن نجيب محفوظ من أهم عشرة روائيين بالنسبة له.
وتشجّع عبد الرحمن لحضور المناقشة بصالون مشكاة الثقافي، لأنه يمتاز باستعراض جميع الآراء دون التركيز على رأي دون الآخر "مما يجعلني أزداد معرفة ومرونة في الفكر".
مُتنفّس أدبي للقراء
تُوضّح سحر الجميل، أحد مؤسسي صالون مشكاة الثقافي، أن فكرة الصالون بدأت تنفيذها عام 2020، وكانت أول مناقشة في 20 أغسطس تحديدًا. ويقوم الصالون على اختيار رواية أو كتاب كل شهر وطرحها للمناقشة، ويُختار الكتاب عبر آلية التصويت.
وتضيف سحر أن الحضور مُتاح للجميع، ولا يوجد عمر محدد للحضور، لكن الأهمّ أن يسمح عمر المشارك بفهم واستيعات الكتاب، حتى يتمكّن من المناقشة "لأن الكتب التي يتم اختيارها غير مناسبة للأطفال".
وتضيف منى ناجي، أحد المؤسسين، أن فكرة الصالون تُعتبر متنفّس أدبي للقراء، لتفريغ الضغوط النفسية التى يمرون بها عبر مناقشة للكتب.