"عيد ومصدر رزق".. ملامح الليلة الختامية لمولد سيدي أبو القاسم

تصوير: رنا محمد - الليلة الختامية لمولد أبو القاسم

كتب/ت رنا محمد
2024-08-08 15:59:25

شهد مركز أخميم بسوهاج، أمس الأول، الليلة الختامية لمولد سيدي أبو القاسم أبو علي، وتوافد العديد من محبي القطب الصوفي من كل المحافظات، حبًا وشوقًا.

بدأت التجهيزات يوم الإثنين، وانطلقت الليلة الختامية، الثلاثاء، بعد صلاة العشاء بقراءة القرآن، بعدها صدحت الأصوات بالمديج والأناشيد الدينية، ومن بين القادمين إلى المولد كان حلمي محمد ذو ال56 عامًا، الذي حرص على الحضور من محافظة الفيوم، قائلًا "بحس إن دي أجمل ليلة بتحصل في مصر، كلها سكينة وراحة"، ورغم مشقة السفر إلا أن حلمي يأتي خصيصًا كل عام من محافظته حتى لا يفوته تلك الليلة الدينية، كما يشتري حلويات المولد.

وصاية الأب وذكريات الطفولة

على بعد خطوات منه وقف حمدي صالح برفقة أسرته التي حرصت على القدوم. ورث الرجل الأربعيني حب الطقس الديني بسبب والده الذي أوصاه على الحضور من بعده "أبويا الله يرحمه كان بيحب ييجي هنا"، مُتذكرًا حديثه "خلوا عيالكم يعيشوا فرحة وسعادة الليلة".

بجانب روحانيات الليلة التي سرت بين الناس، تواردت ذكريات طفولة عبد الله مصطفى إلى ذهنه، إذ يقول "كان بالنسبالي عيد، أجهز ملابسي وأوفر مصروفي قبل المولد بشهر عشان أشتري ألعاب من المولد". منذ طفولته اعتاد مصطفى على حضور المولد، ويداوم على تلك العادة حتى الآن "أنا كمان عوّدت ولادي يرتبطوا بالمكان زيي".

رز بلبن وفول نابت

السعادة التي تسري في نفوس الحاضرين، كانت مثيلتها قابعة بداخل قلب علي علوش، أحد المسؤولين عن تنظيم مولد أبو القاسم، إذ اعتاد على تجهيز فعاليات الليلة قبلها بشهرين، فيقام الصوان ويُتفق مع مشايخ القرآن، والفرق الدينية، فضلَا عن الاتفاق مع المسؤولين عن الطعام "لازم نتفق مع ناس تجهز الفول النابت والرز بلبن والبليلة والحمص"، بجانب ذلك يضمّ المولد أماكن لبيع الحلويات والإكسسوارات يتوافد عليها الناس، ويرى علوش أن الليلة تُعدّ مصدر رزق لكثيرين "بحس إن الناس كلها بتتبسط، وأنا بفرح معاهم لما أشوف فرحانين".

حتى البائعين تنشرح صدورهم في تلك الليلة؛ يقول رؤوف أحمد ذو الـ38 عامًا، وهو صاحب ألعاب بالمولد، إن "الليلة يكون رزقها واسع"، كما أن عادة قدومه كل ليلة مُرتبطة بوالده "كان بييجي يبيع زمان وأنا صغير، وكنت باروح معاه عشان أساعده وأستمتع بالليلة اللي متتعوضش دي".

من الجدير بالذكر، أن الشيخ جلال الدين أبو القاسم هو أحد أقطاب المتصوفة في عصره، وعُرف باسم أبو القاسم الطهطاوي، نسبة إلى مدينة طهطها، ويرجهع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي ابن فاطمة الزهراء ابن رسول الله، وتوفي أبو القاسم في مدينة أخميم سنة 731 هجرية، وتضم المدينة ضريح أبو القاسم، وبجواره أقيم مسجدًا للصلاة باسم مسجد سيدي أبو القاسم أبو علي، وفي مُحيطه يقام المولد سنويًا.

تصوير: رنا محمد - مولد أبو القاسم بمركز أخميم