اختتم معرض سوهاج للأثاث والحرف اليدوية فعالياته، أمس الأحد الموافق 7 يوليو، بنادي المحليات بمدينة ناصر في محافظة سوهاج، بمشاركة 28 عارضاً، فيما استمر المعرض لمدة أسبوع، وقد انطلق في مطلع شهر يوليو.
ضمّ المعرض 3 أنواع من الأعمال اليدوية التي تشمل منتجات الأثاث بمدينة طهطا، والتكتل النسيجي بمدينة أخميم، وتكتل التلي بجزرة شندويل.
ومن بين العارضات بالفعالية شاركت إيمان نصر الدين التي تُنتج عباءات وأردية منزلية يدوية الصنع، وأشارت إيمان إلى أن الإقبال خيّب آمالها "مبعتش إلا قطعة واحدة طوال أيام المعرض"، مُشيرة إلى أن زيادة أسعار المنتجات، التي تراوحت سعر القطعة الواحدة من 1100 جنيه إلى عشرة آلاف جنيه، فيما كانت سعر القطعة الواحدة العام الماضي تتراوح ما بين 850 جنيهًا إلى 8 آلاف جنيه.
وتبرر إيمان سبب ارتفاع أسعار منتجاتها بأنها مصنوعة يدويًا وبخامات مرتفعة مثل التلي وخيوط الفضة التي تستوردها من الهند.
أرجعت إيمان سبب قلة الإقبال على المعرض قلة الدعاية وضعف ثقافة المواطن السوهاجي بهذه الحرفة، على الرغم أن أصول تلك الحرفة ترجع إلى محافظة سوهاج، فيما لاحظت أن الإقبال على منتجاتها أكثر في المعارض خارج سوهاج، مثل محافظات وجه بحري والقاهرة، كما تمنُت العارضة أن تشهد منتجاتها إقبالًا أكثر بمدينتها.
وأكد عارض آخر، هو روميل سمير وسام، أن الإقبال على المعرض شبه منعدم، وكان يحتاج إلى دعاية أكثر.
وقدّم روميل خلال فترة المعرض منسوجات يدوية مثل "المفارش والفوط والكوفرتات"، مُوضحًا أنه لم يبع سوى قطعة واحدة فقط، فيما تتراوح أسعار منتجاته من 25 جنيهًا إلى 650 جنيهًا "ونسبة المكسب بتاعتي ضئيلة جدًا".
الإقبال على معرض سوهاج للأثاث لم يكن بهذا الشكل من قبل، كما أكد روميل، فقد شارك في المعرض نفسه منذ خمس سنوات.
بالنسبة للتنظيم استاءت قدرية رمضان، إحدى العارضات، منه كثيرًا، قائلة "لم يراعوا ارتفاع درجات الحرارة، ولم يوفروا لنا مراوح وتكييفات"، وأكدت وجود زوار بالمعرض، لكنهم كانوا يسألون فقط، دون شراء..
وتُقدّم قدرية التلي والمنسوجات اليدوي، فيما تتراوح أسعارها من 350 جنيهًا إلى 10 آلاف جنيه، مضيفة أن اختلاف الأسعار يرجع إلى الرسومات المصنوعة على المنسوجات، التي تحتاج إلى خامات مرتفعة الثمن مثل خيوط الفضة والذهب.
وتوضح قدرية أن خيط التلي من أصعب التحديات التي تواجهها، لأنها تستورده من الهند "وهو 80% فضة و 20% معدن"، لذلك فإن سعر القماش مرتفع جدًا، وتُدرك أن ارتفاع سعره هو السبب في قلة الإقبال على الشراء، فيما تجد إقبالًا أكبر من الأجانب القادرين على دفع ثمنه.
وتعمل قدرية مُدرّبة تلي لدى الفتيات بجزيرة شندويل وصاحبة مشروع تلي أدورة، فيما تشارك مع إحدى صديقاتها في تسويق الحرفة، إذ تصنع قدرية منتجات التلي، فيما تروج صديقتها المنتجات في المحافظات الأخرى.
وتحدث عبدالرحيم مرعي، أحد العارضين بمشروع تكتل الأثاث بطهطا، عن الخامات المُستخدمة في صناعة منتجات الأثاث، وهي الخشب الأبيض والخشب الزان والابلاكاش الأحمر، إذ تُشقّ الأخشاب، بعدها يدخل مرحلة التصميم، ثم يتجه إلى المصنع لتصنيعه، إلى أن يُسلّم إلى يد العميل
أما عن الإقبال، فأوضح عبدالرحيم أن إقبال الزبائن على شراء الأخشاب انخفض عن العام الماضي بسبب ارتفاع سعره بنسبة 50%، الذي أرجعه إلى ارتفاع أسعار الخامات المرتبطة بارتفاع سعر الدولار، ويواجه عبد الرحيم عددًا من التحديات، لكن أبرزها هو اضطراره إلى تحمل فرق السعر في حالة اتفاقه مع العميل على خشب معين، ثُم يزداد سعرها بعدها.
وأوضح جمال محروس، صاحب ورشة للأثاث وأحد المشاركين، أن الخامات التي يستخدمها وهي الأبلاكاش والخشب الزان الأبيض والأخشاب المصنعة الجديدة، وتابع حديثه أن مرحلة صناعة الأثاث لها مراحل وتتوقف على حسب نوع الأثاث المصنوع، إذ إنها بحاجة إلى تصميمات إلى آلالات وتصميمات أخرى تحتاج إلى أيدي عاملة.
واستعد محروس للمعرض عن طريق اختياره لأنواع أثاث مُلائمة لهذا الموسم، وهو موسم تجهيز العرائس، مُضيفًا أن التسويق من أكبر التحديات التي يواجهها، كما أرجع سبب عوامل غلاء سعر الخشب في سوهاج حاجته إلى شحن بعض الأخشاب من محافظات أخرى.
وتحدثت لمياء فتحي مسؤولة التكتل النسيجي، أن المنتجات المعروضة نتاج نتيجة التدريب من البنك الدولي، فضلًا عن تدريبات مكثفة أخرى مقدمة للعارضات، إذ تدرّبن على كيفية التسويق والترويج للمنتج، وكيفية عرض منتجاتهن، وكيفية التعامل مع الزبائن، كما تدرّبن على كيفية التجهيز للمشاركة في المعارض، وشاركت العارضات قبل ذلك في معرض "تراثنا" لثلاث سنوات متتالية، كذلك معرض "ديارنا".
وذكرت لمياء أن من التحديات التي واجهتهم هي أن أغلب السيدات مُعيلات ومتزوجات وأرامل، كما أن الأمية إحدى الأزمات التي واجهتها معهن، قائلة "وكان من الصعب علينا إقناعهم بالسفر بجانب غلاء سعر خيط التلي المستورد، ولكن دعمناهم، كنا نقوم بشراء منتجاهم، ونوزعها على الوزارء والسفراء لتشجيعهم"، وأوضحت أن الهدف من إقامة المعرض التسويق لهذه المنتجات وتعريف السوهاجيين بالحرف التراثية.
وأوضحت مروة أن المعرض أقيم في شهر يوليو لأنه موسم للزواج، كما يحاولون عودة سمعة أثاث مدينة طهطا مرة أخرى المصنوع يدويًا، مُفسّرة سبب عدم الإقبال عليه "اتجاه الناس لإنهم يشتروا الأخشاب اللي دخلت التكنولوجيا في صناعتها، وكمان إن الصناعة اليدوية للأسف لم تتطور مع الزمن"، لذلك توجد مُحاولات لتطوير صناعة الأخشاب في طهطا.