يشتهر شهر رمضان بحلويات معينة، يرتفع الطلب عليها فيه، مثل القطايف والكنافة والبسبوسة، التي تتضمن طريقة طهيها جميعًا "الشربات" أو "العسل" الذي تصنعه ربات البيوت من السكر.
ووسط ارتفاع ضخم في أسعار السكر إن وجد، انعكس ذلك على رفع سعر الحلويات الجاهزة في المحال، وأيضًا على قدرة ربات البيوت في صناعة الحلوى المنزلية.
يقول محسن عباس، أحد المواطنين، إن زوجته لجأت إلى تقليل الحلوى بعدما كانت تصنعها يوميًا في رمضان، حتى لا تستهلك كميات كبيرة من السكر.
ونفس الأزمة اتبعته أسرة عصام علي، التي أعتادت على صناعة الزلابية والقطايف في شهر رمضان إلا أن احتياج كلاهما للسكر، جعل المائدة خالية منهما هذا العام.
يقول عصام: «الحلويات من الأساسيات في شهر رمضان لكن الكيلو وصل 60 جنيه ومش موجود، عشان كدة هنعملها كل أسبوع مرة أو مرتين لأن كل الحلويات بتطلع غرقانة في السكر، وهنقلل السكر في المشروبات كمان والشاي والقهوة من ثلاثة معالق إلى معلقة ونصف للتوفير».
تؤيده ميرفت علي، أم لثلاثة أولاد، إذ ترى أن الحلويات جزء لا يتجزأ من شهر رمضان، كما أنها تشجع أطفالها على الصيام: «ارتفاع سعر السكر هذا العام مبالغ وأنا بقبض 5 آلاف جنيه يدوب بيكفوا الأساسيات الغذائية للبيت».
لجأت ميرفت إلى تقليل كميات السكر المستخدمة في الحلويات والاعتماد بشكل أكبر على العصائر رغم حب أطفالها للحلويات: «هقلل من الكمية عشان استهلاك السكر ميزدش وهو ناقص في السوق وسعره غالي».
بينما تلجأ أسر إلى تقليل صناعة الحلوى في رمضان، هناك أسر أخرى منعتها تمامًا، منها أسرة محمد النيدي، 48 عامًا، يتقاضى 1500 جنيهًا، ولديه طفلين، قرر هذا العام إلغاء بند الحلويات بشكل كامل، بسبب غلاء سعر الزيت والسكر.
يقول: «الأسعار في الخارج غالية كيلو البسبوسة كان بـ50 جنيه دلوقتي بـ110، ولو عملناها في البيت فيه تكاليف الزيت والسكر عشان كدة لغينا الحلويات السنة دي».
تؤثر أزمة السكر على إقبال المواطنين نحو المحلات، إذ يؤكد شريف الحلواني، 23 عامًا، يعمل في محل حلويات أن العام الحالي يشهد عزوفًا قويًا من المواطنين، لدرجة أن صاحب المحل يفكر في الغلق أو تغيير النشاط بسبب ارتفاع سعر السكر.
يوضح أن المحل في خسارة مستمرة ولم يستطيع رفع سعر الحلويات بسبب ارتفاع السكر حتى لا يعزف الزبائن عنه، وفي نفس الوقت يتحمل هو وحده الخسارة بسبب ارتفاع سعر الخامات: «السنة اللي فاتت كان سعر شيكارة الكاكاو 500 - 600 جنيه، لكن السنة دي وصلت 2500 و3000 جنيه والسكر والكاكاو هما أساس صناعة الحلويات».
ولا يعتمد شريف على شراء السكر من تجار الجملة بل ينتهز فرصة أي عروض بالمحلات، في محاولة منه لعدم رفع سعر الحلويات بالمحل حتى لا تعزف الزبائن على الشراء.
ويشير علي السيد، صاحب مخبز لصنع المخبوزات في سوهاج، إلى أن الإقبال هذا العام قل بشكل ملحوظ بسبب أزمة ارتفاع سعر السكر، وقلت نسب البيع إلى 40% مقارنة بالعام الماضي، إذ ارتفع سعر السكر من 21 جنيهًا للكيلو إلى 60 جنيهًا».