يعتبر النشاط المدرسي هو المساحة الآمنة للطلاب، إذ يستطيعون من خلاله التنفيس عن ضغط الدراسة والمذاكرة، وكذلك منفذ لثقل المواهب وتنميتها من خلال اهتمام المدارس به إلا أن واقع الأمر غير ذلك.
بعض المدارس في محافظة سوهاج لم تعد تهتم بالنشاط المدرسي لا سيما الحكومية، ولا يتلقى الطلاب بها أي فاعليات تخص الأنشطة المدرسية. رصد «أهل سوهاج» تلك الأزمة في التقرير التالي من خلال شكاوى الطلاب وآراء المدرسين والفرق بين الاهتمام بالنشاط المدرسي داخل المدارس الحكومية والخاصة.
تشكو منار أحمد، طالبة بالمرحلة الثانوية بمدرسة الحاج حداد الثانوية (حكومية)، من عدم الاهتمام بالنشاط المدرسي داخل مدرستها، مؤكدة أنه نادرًا ما تنفذ أنشطة في الندرسة بسبب اعتقادهم أنها مضيعة للوقت.
وتوضح أنه حتى إذا نفذت المدرسة نشاطًا تختار نفس الطلاب الذين تم اختيارهم كل عام دون أن يخبروا جميع الطلاب بالمدرسة بأن هناك نشاطًا ومن يرغب في الالتحاق به عليه التقديم.
وتصف منار الأنشطة المدرسية بالهامة فهي تخلق روح التعاون، وتزود من حصيلة المعلومات لدى الطلاب، متمنية أن تهتم مدرستها بالأنشطة الثقافية والمسابقات.
نفس الحال يحكيه الطالب محمود هشام في مدرسة الأرقم (حكومية)، إذ يوضح أن تنفيذ الأنشطة المدرسية لديهم يعتمد على حسب سلوكهم داخل الحصص الأساسية، فإذا قاموا بأي شغب في الحصص يتم حرمانهم من حصص الأنشطة.
يختلف الأمر من المدارس الحكومية عن الخاصة، إذ تقول شيماء محمد، التي لديها طالبين أحدهم في مدرسة حكومية والآخر خاصة، أن الأخيرة تهتم بتنفيذ الأنشطة المدرسية، وتنفذ بعض المسابقات والرحلات أثناء اليوم الرياضي، وعندما يشارك ابنها في هذه المسابقات كالجري أو كرة القدم يشعر بالسعادة.
تضيف: «هذه الأنشطة تساعده على تنمية مهاراته في كرة القدم كما تجدد له طاقته، على النقيض المدرسة الحكومية التي بها ابنتي ألاحظ عدم الاهتمام بالأنشطة المدرسية، فأبنتي لديها موهبة الرسم والغناء ولكن لا يوجد اهتمام بهذه المواهب، ففي حصة الألعاب لا يتم تنفيذ أي أنشطة مدرسية».
تؤيدها هناء رجب، ولي أمر طالب في مدرسة خاصة، إذ تؤكد أنها تهتم بالأنشطه المدرسية، خاصة العلمية، وكذلك الفنية لأنها تزيد من عامل الثقه لدى الطالب لأنه يندمج مع باقي الطلاب، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بالنشاط المدرسي كي يحسن من التحصيل الدراسي للطالب لوجود مفاهيم الود والمحبة والمشاركة بين الطلاب أثناء الأنشطة.
بينما يعاني مدرسو التربية الرياضية من قلة اهتمام إدارات المدارس بحصصهم، إذ يقول محمود عبدالحميد، مدرس تربية رياضية في مدرسة حكومية، أن يواجه بعض التحديات أثناء تنفيذ النشاط الرياضي، منها عدم توافر الأدوات الرياضية وصغر مساحة الملاعب.
ويرى محمود أن النشاط المدرسي عمومًا بالنسبه للطالب روح، فهو يساعده علي إخراج كل طاقته، مضيفًا: «أثوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات وكل مجموعة يكون لها قائد، فهذا النشاط ينمي روح القيادة والاعتماد على النفس والتخطيط والمسؤولية لدي الطلاب».
وتفسر نعمة رجب، أخصائية اجتماعية في مدرسة جيل المستقبل الخاصة، أهمية النشاط المدرسية لكونه يساعد الطالب على تنمية مهاراته وتطوير ذاته.
تقول: «لكن يوجد اعتقاد خاطيء لدى بعض أولياء الأمور أن الأنشطة المدرسية توثر سلبيًا على الطالب في تحصيله الدراسي، وخصوصًا الأنشطة اللاصفية التي تحدث خارج الصف مثل الندوات والمبادرات والإذاعة، لكن هذا الأمر غير حقيقي فهي تعتبر متنفسًا لضغط التحصيل الدراسي ولا بد من الاهتمام به».