حالة من التشتت أصيب بها طلاب صفوف النقل بشتى المحافظات؛ نتيجة تغيير مجلس الوزراء جدول مواعيد تخفيف الأحمال الذي يسبب قطعًا في الكهرباء، بدعوى أنه يتماشى مع احتياجات الطلاب للمذاكرة في أوقات الامتحانات.
وقد تبدلت خطة تخفيف الأحمال منذ 2 يناير وتنتهي وفقًا للتاريخ المعلن من مجلس الوزراء اليوم، 24 يناير، جاء فيها أن تكون فترات انقطاع الكهرباء نهارًا وليس ليلًا، من الساعة 11 صباحًا حتى 5 مساءً، بموجب ساعتين في كل منطقة كمدة للانقطاع.
وقد حدد المجلس هذه المدة لحين انتهاء فترة امتحانات منتصف العام، إلا أنه وفقًا للطلاب أنفسهم، كان الأولى بالنسبة لهم وقف الخطة نفسها، فتغيير المواعيد إلى الفترة الصباحية لم يمنعهم من التضرر أيضًا.
مريم هاني، طالبة بالصف الأول الثانوي، تقطن بقرية أدفا في سوهاج، عانت من مواعيد انقطاع الكهرباء اليومية التي تنقطع عندها من 3 عصرًا حتى 5 مساءً، فلم تستطع مشاهدة مقاطع فيديو المراجعة بسبب انقطاع الإنترنت.
بينما تؤكد رودينا أحمد، طالبة بالصف السادس الابتدائي، تقطن بمنطقة الشرق في سوهاج، أن قرار تخفيف الأحمال في ذلك التوقيت سبب لها أزمة شديدة، حيث تزامن مع مواعيد دروسها إذ تنقطع في الرابعة عصرًا حتى الخامسة مساءً، فلا تتمكن من حضور الدروس أونلاين.
أما آلاء ناصر، طالبة بالصف الثاني الثانوي، تقطن بأخميم في سوهاج، توضح أن القرار أثر عليها سلبًا لا سيما في أثناء فترة الامتحانات.
لا تفضل آلاء حضور الدروس خارج المنزل حيث ترى أنه مضيعة للوقت، لذلك فضلت أن تكون غالبية دروسها أونلاين، ولكن عند انقطاع الكهرباء والذي يبدأ من الساعة 3 عصرًا حتى الساعة 5 مساءً لا تستطيع الحضور عبر شبكة الإنترنت.
يؤيدها محمد محسن، طالبًا بالصف السادس الابتدائي، يقطن بمركز جرجا في سوهاج، إذ يرى أن ن هذا القرار لم يؤثر فقط على دراسته بل أثر على حياته كلها، فانقطاع الكهرباء والذي يبدأ من الساعة 3 عصرًا حتى الساعة 5 مساءً، يؤثر على شبكة الإنترنت فلا يحضر الدروس أونلاين، في ظل عدم وجود بدائل للكهرباء والإنترنت.
بينما يحاول أحمد عصام، طالبًا بالصف الثاني الإعدادي، من أخميم تجاوز مشكلة انقطاع الكهرباء عبر مذاكرة مادة لا تحتاج لوجود الإنترنت.
لم يؤثر القرار فقط على طلاب النقل فقط، بل أمتد تأثيره على طلاب الثانوية العامة، ويعتبر هذا الوقت من أكثر الأوقات المهمة لديهم للمذاكرة.
تقول هنا حمدي، طالبة بالمرحلة الثانوية العامة، تقطن بمنطقة الشعارنة الغربية في سوهاج، أن القرار أثر عليها بالسلب، حيث يبدأ انقطاع التيار الكهربائي من الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة السادسة مساءً، ويعتبر هذا الوقت بالنسبة لها أهم فترة خلال اليوم بعد رجوعها من دروسها.
أما في درس "الفيزياء" تستكمل باقي الدرس مع زملائها على كشافات الهواتف، متمنية بدء تطبيق مواعيد جديدة لتخفيف الأحمال وتكون خلال فترة الليل.
فيما تحاول كريمة رأفت، طالبة بالصف الثالث الثانوي، تقطن في أدفأ بسوهاج، حل مشكلة انقطاع الكهرباء، عن طريق تحميل الفيديوهات التي تريد مشاهدتها قبل الانقطاع، ولكن الأمر أثر على الخطط اليومية.
المعلمون أيضًا كان لهم نفس المعاناة، منهم ضياء المهر، معلم فيزياء، يقطن بمنطقة سيتي بسوهاج، إذ يعاني من انقطاع الكهرباء أثناء شرحه للطلاب كما لا يستطيع استخدام الشاشة الذكية أو السبورة المعتادة في أثناء الشرح، مما يضطره إلى استخدام تعابير اليد والجسم فقط، مما يؤثر سلب على استيعاب الطلاب الدرس.
بينما يعبر سيد مخلوف، مدير مؤسسة "كايزن بوك" للتدريب بمنطقة سيتى في سوهاج، عن استيائه من فترة انقطاع الكهرباء حيث أصبحت الكهرباء تنقطع من الساعة 12 حتى 2 ظهرًا، وهذا التوقيت يعتبر هامًا للعمل خلال اليوم.
يقول: "انقطاع الكهرباء يسبب أزمة في الدورات المتعلقة بالحاسب الآلي، كما لا يمتلك المركز الرفاهية لشراء مولد للكهرباء بانتظام الحصص للطلاب".