في ليلة 19 يناير من كل عام، يستعد الأقباط للاحتفال بعيد الغطاس، أحد الأعياد المقدسة لديهم والمرتبطة بالمسيح، وتبدأ الاستعدادات منذ الصباح لاستقبال العيد في 20 يناير طليعة كل عام.
واليوم السبت، تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الغطاس، وهو إحياء لذكرى معمودية المسيح بنهر النيل على يد القديس يوحنا المعمدان، إذ يرتبط لديهم بعدد من الطقوس الدينية ومظاهر الاحتفالات من ضمنها تناول قصب السكر والقلقاس واليوسفي والبرتقال.
رصدت أهل سوهاج، استعدادات الأقباط بعيد الغطاس ومظاهر الاحتفالات بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس مطرانية الأقباط الأرثوذكس بسوهاج والمنشأة والمراغة.
مينا شهدي، 36 عامًا، خادم بالكنيسة، يقول إن الاحتفال بالأعياد في كنيستنا الأرثوذكسية يبدأ بالعشية، هي الليلة التي تسبق يوم العيد، الذي يتميز بصلاة اللقان، ونحتفل به ثلاث مرات في العام لاستخدام الماء الذي يرمز وفقًا لقوله ل"الروح القدس”.
ويشرح، نبدأ اليوم بالقداس صباحًا ونستكمل صلاة العيد واللقان مساءً، وتكون الصلاة باللحن الفرايحي لأنه من الأعياد السيدية الكبرى، كما أن الرسم بماء اللقان في عيد الغطاس يكون بالجبهة، وارتبط عيد الغطاس عند المصريين بالمثل الشعبي "يغطس النصراني ويطلع الدف الحقاني".
وذكر مينا، نحن كأسرة لا نحب تناول القلقاس ولكن عيد الغطاس بالنسبة للأولاد يعني القصب و"الشورية" التي تشبه الفانوس ونصنعها بقشور البرتقال، بينما أنا اجتمع بالخدام في الكنيسة ونأكل القصب واليوسفي والموز.
ويعتقد الخادم، بيتر فتحي 39 عامًا، أن أكثر ما تنتظره بيوت الأقباط في العيد هو ماء اللقان، نظرًا لقدسيته لديهم وفي الوقت ذاته "ليس من أسرار الكنيسة السبع فيمكن للأقباط لمسه واستخدامه على عكس الأسرار المقدسة”، يضيف.
وأوضح بيتر أنه خلال 4 أعوام يأتي العيد 3 مرات يوم 19 يناير، وتكون العشية يوم 18 يناير، ومرة واحدة يأتي يوم 20 يناير وعشيته يوم 19 يناير في السنة الكبيسة، واليوم السابق للعيد يصوم الأقباط برامون عيد الغطاس إلى منتصف الليل.
وتذهب الخادمة دميانة روماني 43 عامًا، للقداس صباح الجمعة بصحبة أسرتها، ثم تجتمع العائلة لتناول أعواد القصب والقلقاس واليوسفي لارتباطها بعيد الغطاس حتى إذا كان البعض لا يفضل مذاقها.
وأوضحت أن سر ارتباط العيد وعلاقته الرمزية بالقلقاس وقصب السكر، فالقصب يغمر بالماء أثناء زراعته كما يحدث في المعمودية حيث يتم تغطيس الطفل المولود الذي بلغ من العمر 40 يومًا في الماء المصلي عليه، والعود مكون من عقل كثيرة كل عقلة تعبر عن فضيلة.
أما القلقاس وفقًا للخادمة يحوي مادة سامة تزول بعد أن يطهر بالماء ويطهى جيدًا، مبينة أن الكنيسة اعتادت تسمية العيد عدة مسميات، منها عيد الغطاس اعترافًا أن "العمودية بالتغطيس"، وعيد الأنوار "لنور إعلان لاهوت السيد المسيح"، وعيد الأبيفانيا وهي كلمة يونانية تعني "ظهور أو إعلان".
وتحب فيرونني نبيلا، 17 عامًا، سماع الترانيم والتراتيل الدينية وتجمع العائلة، كما تذهب للقداس صباح يوم الجمعة وتذهب مساءً إلى الكنيسة لترسم بماء اللقان، كما تتناول القلقاس والقصب، على الرغم من أنها لا تفضل مذاقه ولكن ترى أنه مظهر من مظاهر الاحتفالات البسيطة المرضية لها.
بينما تجتمع مريم جمال، 33 عامًا، مع العائلة في عيد الغطاس لحضور القداس صباح يوم الجمعة، ثم يشترون القلقاس الذي غالبًا ما ينسى طوال العام فيما عدا يوم العيد حتى إذا كان ثمنه غاليا، وتحب مذاقه فقط في العيد، كما لم يشتروا القصب هذا العام كما في الماضي ولكن سيشترون اليوسفي.
وعبرت كاترين جمال، 29 عامًا، عن حبها لهدوء عيد الغطاس في الكنائس عن "الميلاد المجيد"، حيث تصلي بهدوء وتحب أن تنتظر اللقان، وتجتمع مع عائلتها لتناول القلقاس والقصب.
وتضيف: "كما نحرص على التجمع وسط العائلة للمناقشة حول الموضوعات الدينية المختلفة".