نظمت جامعة الأزهر بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمحافظة سوهاج، أمس السبت، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المعرفي بين العلوم وأثره في التوازن الفكري والواقع المجتمعي، والذي يختص بالنقاش حول التكامل المعرفي والفكري بين العلوم والتوازن الفكري ودوره في خدمة قضايا المجتمع.
بدأ المؤتمر بوقفة صامتة حدادًا وتضامنًا مع القضية الفلسطينية وشهدائها، وتنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تلاها قراءة القرآن للشيخ مصطفى رفاعي نور الدين ثم قدم الدكتور علي عبد الجواد، عميد الكلية كلمة المؤتمر الافتتاحية رحب فيها بالحضور ومتحدثًا عن أهمية البحث العلمي وتطويره.
وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور سلامة جمعة، رئيس جامعة الأزهر، أن أهل كل تخصص "متقوقعين" على ذاتهم وينتج عن ذلك الاختلافات بين التخصصات المختلفة في الموضوع الواحد، وأن الجامعة تسعى حاليًا إلى فك هذا الانفصال التوازن والتكامل بين العلوم، لذا فقد قررت أن يخضع باحثي الماجستير والدكتوراة للاختبار الذي يربط بين رسالتهم وباقي العلوم.
وأوضح أن الجامعة بصدد افتتاح كليات أخرى في فرعها بحي الكوثر، نظرًا لما تتسم به سوهاج من كثافة طلابية للأزهر فيها، بالإضافة إلى افتتاح قسم القانون بكلية الدراسات الإسلامية، وأقسام في جامعات أخرى.
وقد كانت للقضية الفلسطينية تواجدًا ملحوظًا في كلمة رئيس الجامعة وكل من تحدث خلال المؤتمر، مثل عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف الأسبق، الذي دعا العالم العربي إلى ترك خلافاتهم والتوحد خلف القضية الفلسطينية إلى أن يخرج منها الاحتلال.
وقالت إلهام خلف الله، مدرس الحديث وعلومه وأحد المنظمين، أن المؤتمر يعالج قضية البعد بين التخصصات المختلفة، معلقة: “وهذا ليس المعمول به فى الأزهر رغم أنه سابقاَ كان الشيخ حافظ القرآن على دراية كبيرة بباقي التخصصات من شريعة وهندسة وعلوم اخرى".
وأشارت إلهام إلى أن ذلك يساعد فى حل القضايا المجتمعية الخارجية بعيدًا عن الدراسة المنهجية، وأن المؤتمر بدأ الاستعداد له منذ أشهر طويلة للباحثين داخل مصر وخارجها، موضحة أنه تأثر بالأحداث الجارية في فلسطين، فعدد المشاركات هذا العام 37 بحثًا مقابل 75 بحثًا تم تقديمهم في نسخة المؤتمر الأول العام الماضي.
وأيدت نغم إسماعيل، أستاذ مساعد الفقه المقارن، قضية تكامل العلوم التي يطرحها المؤتمر، وأضافت: “مثلًا بعض الأحكام الشرعية منفصلة عن واقع الحاضر، مثل حكم سن الأضحية في الدول الأوروبية أو حكم وضوء الطاقم الطبي أثناء الأزمات مثل كورونا، فهناك فريق بين مقصد كل حكم، سواء التي تخص وقتها أو التي تتكيف مع الواقع الحالي".
وقد شارك الطلاب في تنظيم المؤتمر، مثل اسلام جاد، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية طب سوهاج والمسؤول عن الأعمال التقنية بالمؤتمر، الذي اشار الى ان الكلية هذا العام حرصت على توفير كل الاستعدادات والاجهزة والوصلات المستخدمة أثناء العمل، موضحًا أن الحضور هذا العام أكبر من العام الماضى، خصوصًا مع الحضور الأونلاين من مشاركين خارج مصر لم يستطيعوا الحضور بسبب الظروف الراهنة في دولهم مثل السودان وفلسطين .
وشهد المؤتمر حضور الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، النائب زكريا حسان عضو مجلس الشيوخ، وقد تسلم بعض الحضور في نهاية المؤتمر دروعًا تكريمية.