مش_مجاني | صباح السبت المقبل، تقرع المدارس أجراس الحصة الأولى، وتستعد مدرجات الجامعات لاستقبال طلابها الجدد والقدامى، وقبل أن تصيح صفوف التلاميذ "صفا وانتباه"، تصطف الأسرة المصرية فى مواجهة معركة موسمية طاحنة، تختلف كثيرًا عن سابقتها فى ظل ارتفاع تشهده كل مستلزمات تجهيز أبناؤها.
يقف أولياء الأمور أمام جبهات متعددة تقصف جميعها جيوبهم في آن واحد، بداية من المصروفات الدراسية ومستلزماتها والملابس والكتب والدروس، التي تشهد جميعًا ارتفاعات متلاحقة ما بين انخفاض الجنيه وارتفاع الدولار ومآسي عمالنا فى ليبيا، ناهيك عن ارتفاع الاحتياجات المعيشية نفسها ما بين أجور وأغذية وسلع.
فى هذا الملف نرصد كل الأصوات، الطلاب وأولياء الأمور والباعة، حيث يبحث الجميع عن كيفية تدبير عبورهم لأزمة، تتصدر فيها مشهد أساسي؛ التعليم .. مش مجاني.
أيام قليلة ويدخل الطلاب المدارس، فيما لازالت الأسر المصرية تحسب نفقاتها بالجنيه والورقة والقلم، خوفًا من نفاد نقودهم، عقب ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من أدوات مكتبية وشنط وأحذية وأزياء.
ورصدت هذه المعاناة "أهل سوهاج" بين عدة أسر.
تقول هند مظهر أم لثلاثة أبناء، منهم ابنين في مرحلة رياض الأطفال وثالث في المرحلة الابتدائية، إن هذا العام ارتفعت أسعار مستلزمات الدراسة بشكل مبالغ فيه ووصلت إلى ثلاثة أضعاف، مما أثر على ميزانية تكاليف المعيشة أصلًا.
وتسرد أسعار مستلزمات الدراسة التي قامت بشرائها هذا العام لأطفالها، وهي دستة الكشاكيل بـ 65 جنيه بالرغم من أنها جودتها ضعيفة، دستة كراسات بنفس السعر وبها 20 كراسة وزجاجة مياه بـ 25 جنيه، وحقيبة المدرسة بـ 450 جنيه، وحذاء المدرسة بـ 330 جنيه، وزي المدرسة الخاص بـ 1200 جنيه، وكتب المدرسة بـ 1500 جنيه، ودستة الأقلام الرصاص أسعارها 31 جنيه، ودستة الأقلام الجاف أقل سعر 25 جنيه، هكذا تقول بينما تمسك ورقة وقلم تحسب بهما التكاليف.
كما اضطرت هند إلى شراء أدوات السبلايز التي طلبتها المدرسة والتي كلفتها 3000 جنيه.
ولجأت نجلاء علي، وهي أم لثلاثة أبناء أيضًا في مراحل تعليمية مختلفة "الابتدائي والاعدادي والثانوي" إلى تقليل الكميات التي اعتادت شرائها كل عام دراسي، ولم تشتر زي المدرسة هذا العام، واعتمدت على ملابس العام الدراسي الماضي؛ بسبب وجود فرق كبير بين أسعار العامين.
وتأثرت ميزانية نجلاء للمعيشة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، فيما اضطرت ميرفت والدة ثلاثة أبناء في ثلاث مراحل تعليمية مختلفة إلى الاستغناء عن شراء البناطيل هذا العام، واشترت القميص المدرسي بسعر 150 جنيه، كما اضطرت إلى تقليل شراء أعداد الزي المدرسي.
واشترت ميرفت حقيبة المدرسة بثمن 350 جنيه، برغم أنها لم تكن من الدرجة الممتازة، كما تراوحت أسعار أحذية المدارس بين 200 و250 جنيه، موضحة أن أسعار الملخصات ارتفعت بشكل مبالغ فيه هذا العام لدرجة أنها أنفقت المرتب الشهري كاملًا على شراء مستلزمات المدرسة، متوقعة أن تصل نسبة زيادة الأسعار بين 50 إلى 70%".