عندما فقدت فادية عبد الجواد حاسة السمع وهي طفلة لم تتجاوز الحادية عشر من عمرها، حاولت التأقلم مع الفقد بكل الطرق، واجتهدت حتى أصبحت أول طبيبة صماء في مصر، وخدمت مجتمعها وجميع أقرانها من الصم، إلى أن فوجئت بمكافئة الله لها، سماع صوت الحياة من جديد، بعد صمت دام لـ41 عامًا.
فادية كانت واحدة من المكرمين في حفل سفراء العمل المجتمعي، الذي نظمه الاتحاد العام لشباب سوهاج، بقاعة مركز القيادات الشبابية، أول أمس الأثنين، بحضور عددًا من الشخصيات العامة، على رأسهم الفنانين أحمد ماهر، وأحمد جوهر.
تقول فادية لـ"أهل سوهاج": "لم يؤثر فقداني لحاسة السمع على تحقيق أحلامي، بل كان دافعًا لي للمضي قدمًا، فألفت كتاب بعنوان أنين الصمت، شاركت خلاله تجربتي، وأنا أتمنى أن أفيد غيري ممن فقدوا سمعهم".
تضمن الحفل عروضًا قدمتها مجموعة من المواهب السوهاجية المتميزة، على رأسها فقرات المونولوج، الاسكتشات الكوميدية، عزف الموسيقى، واختتم الحفل المطرب أحمد جوهر، بغناءه لمجموعة من أفضل أغانيه.
"أردنا تكريم رواد العمل المجتمعي الذين بذلوا الجهود من أجل خدمة أبناء سوهاج، دون انتظار أي مقابل"، هكذا قال أحمد هاشم، رئيس الاتحاد العام لمحافظة سوهاج عن الهدف وراء تنظيم الحفل.
فيما أثنت مروة طلعت، أمينة لجنة المرأة بحزب مستقبل وطن بمركز المراغة، على المواهب السوهاجية المتميزة التي شاركت في الحفل، مشيرة إلى أن المحافظة أثبتت امتلاكها للعديد من الكوادر الشبابية المؤثرة.
وعلى هامش الحفل، أطلق الاتحاد معرضًا للحرف اليدوية والتراثية، هدفه استعراض مدى حرفية فناني سوهاج.
سادت الشكوى من ارتفاع أسعار الخامات خلال المعرض، فتقول شيرين الحلواني، مصممة الكروشية والإكسسوارات التراثية: "بدأت امتهان هذه الحرفة منذ كنت طالبة في المرحلة الإعدادية، ولكن الوضع الآن أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، فتوقف الاستيراد تسبب للأسف في زيادة أسعار الخامات".
لم تختلف الأوضاع كثيرًا لدى منال جلال، مصممة إكسسوارات، التي تفرغت لاحتراف هوايتها بعدما بلغ أبناءها سن الرشد، فتجارتها تأثرت مباشرة بزيادة الأسعار، نتيجة لاستخدامها للؤلؤ والألماظ في صناعة الأحزمة والحقائب، مشيرة إلى تراجع حركة البيع بسبب اضطرارها لزيادة أسعار منتجاتها مؤخرًا.
أما بالنسبة لـنور عبد العال، مصممة ستائر وفستاين سوارية، فهي أوضحت تعلمها لحرفة تصميم التلي، وهي حرفة التطريز بألوان زاهية براقة، نتيجة لنشأتها في جزيرة شندويل التراثية، التي تشتهر بهذه الحرفة منذ عقود طويلة.
ومثل زميلاتها، اضطررت نور لزيادة أسعار منتجاتها، خاصة وأنها تستخدم خامات من الليكرا، القطن، والفضة، وهي خامات باهظة الثمن، مشيرة إلى أنها أصبحت تروج لمنتجاتها خارج محافظة سوهاج، وبين الأجانب، كحل لمواجهة الأزمة الاقتصادية.