حكايتنا مع كورونا.. معاناة لا تنتهي

تصوير: صورة أرشيفية - كورونا.. معاناة لا تنتهي

كتب/ت نور الزين
2022-02-22 00:00:00

 

كبرت "يس" ولم تعد فتاة صغيرة، تشعر بأعوامها الـ16 أنها أصبحت شابة راشدة، بعد إصابة والدتها بعدوى فيروس كورونا للمرة الثانية.

"يسر" تعرضت لصدمة كبيرة بسبب فيروس كورونا، وتتمني من قلبها أن هذا الفيروس لم يوجد أبدًا، فقد تغير العالم والناس كثيرًا بسببه، ومنا من فقد أعز أحبابه، و من تدهور وضعه الاقتصادي ومنا من تدهورت حالته النفسية.

تحدث نفسها يوميا، قائلة: "يا ليت كل شيء يعود كما كان، الحياة أصبحت مملة جدًا، و روتينية، والذهاب إلى المدرسة أمرًا إلزاميًا، ونظرا للوضع الصحي في البلاد أصبحت أفراحنا و مسراتنا سببا لأتراحنا، بسبب لعدد الأموات كل يوم و لم تعد الحفلات كما كانت تعج بالناس للاستمتاع معا".

لم يعد الخروج للتنزه أمرًا عاديًا، أصبحنا ملزمين بلباس الكمامة، وتعقيم أنفسنا وأن نمتنع عن التلامس كثيرًا أو التواصل من دون كمامة.

تلقيت يومًا خبر مفاجئ خفت منه كثيرًا، مرضت أمي للمرة الثانية بهذا الفيروس اللعين، وهي الآن تعاني من أثره طريحة الفراش من شدة التعب، والأرق، تتألم في صمت وهي تعاني من صعوبة في التنفس حتى لا تشعرني وأخوتي بآلامها ولكننا نشعر ونعرف.

لازمنا المنزل معها في الحجر الصحي، أتفهم الأمر جيدًا بسبب صحتنا، لكنني حزينة لن أحضر دروسي أو أن أخرج للتدريب علي كرة السلة مع أصدقائي، وبدأت البحث عن أشياء لفعلها لتضييع الوقت، ولكني أقول لنفسي الملل الذي أعانيه ليس كالذي تعانيه أمي، بينما هي محبوسة في غرفتها لا تخرج منها إلا للضرورة، و حين ترغب في التحدث معنا تكلمنا هاتفيًا، أشعر بالحزن لحالي أمي المسكينة، وأدعو لها بالشفاء العاجل، وبرغم أنها في الغرفة المجاورة بالمنزل، لكني أشعر أنها بعيدة جدًا.

وجدت نفسي أصبحت مسؤولة عن المنزل عوض أمي أقوم بمهامها، أستعد كل يوم وأعد فطور الصباح لإخوتي وأجهز فطور أمي لأضعه لها أمام باب غرفتها، ثم تحضير الغداء وتنظيف المنزل، وأحرص على هدوء أخوتي كي لا يزعجون أمي.

أحسست أني أصبحت بنتًا راشدة وبالغة في العمر، وفي نفس الوقت أحسست بمدى تعب أمي في العناية بنا، وبالمنزل مع طلبات والدي المتكررة، وتأكدت أن مكانة الأم في البيت لا يمكن أن تعوض مهما صار، وقررت في قرارة نفسي أن أساعدها في البيت مستقبلًا حتى لا تتعب وتضطر لملازمة الفراش مرة أخرى بعد أن تتعافى من هذا الفيروس اللعين.

وأيضًا أحقق نتائج جيدة في الدراسة تجعلها تشعر بالفخر وتنسى تعب الحياة اليومية.