من روسيا.. نردد التكبيرات على اليوتيوب ونأكل "الرنجة" فى الغابة

تصوير: سلمى الهواري

كتب/ت سلمي الهواري
2023-04-21 00:00:00
في روسيا، حيث أدرس أنا والعديد من الطلاب المصريين، لا يعلم كثير من الروس عن أعيادنا أو مناسباتنا الدينية شيئًا، لا نأخذ عطلات رسمية ولا نسمع أغنيات العيد في الشوارع، لا نشم رائحة الكحك والبسكوت التي كنت تقريبًا ألمسها طول الوقت في مدينتي المنصورة، وبالطبع نبتعد عن لمة الصلاة وتجمع العائلة، إلا إذا أجرينا المكالمات عبر الإنترنت محاولين أن نهرب من سوء الشبكة التي قد تقطع المكالمة أو تعطّل الفيديو أي وقت.
تشير دعاء محمد ، ٢١ عام، إلى أن الأمر هنا له "روح مختلفة" عن مصر بالتأكيد.
لكن يظل للعيد فرحته التي نحاول ألا نفقدها، من الأمور الهامة لنا مثلًا التي نرجوها دومًا أن يتزامن العيد مع يوم عطلة رسمية هنا، فإذا لم يكن كذلك سنضطر إلى الالتزام سواء بالدراسة أو العمل، فإن لم يكن ذلك، نضطر أن يكون "يوم غياب" نتعمده. نسعى أن نلحق ما يمكن لحاقه من لحظات فرحة العيد التي اعتدناها، نتجمع للصلاة، ونتجهز بلبس جديد للعيد، ونعد "الكعك والبسكوت" على قدر الإمكان.
تعلق شهد ابراهيم ، ٢٠ عام: "لو محضرتش بنفسي إزاي هنقضّي العيد، هيعدي بلا أي عيد، هنا انت اللي بتدي نفسك أجازة حتى لو هيتخصم منك غياب".
بدأت شهد احتفالاتها بالعيد هي وأصدقائها منذ يوم الوقفة، وهو أمر باتت تكرره معهم منذ قدومها إلى روسيا. تقول:" بنسهر سوا حتى صلاة العيد، نتفرج علي افلام مصرية وسط اللب والسوداني، ومن على اليوتيوب نتابع البث المباشر لتكبيرات العيد، واللي بتكون ليها دور كبير في عيدنا بنشغلها ونفضل نكبر وراها".
وتتضيف: "نصلي العيد جماعة و بعد الانتهاء منها بنقف في الشباك نتفرج علي الشباب زمايلنا وهما راجعين من الصلاة ولابسين الجلابيات، وقتها بنحس اننا فعلًا في العيد".
لا يعكر صفو سعادة هذه اللحظة إلا أنهم غالبًا يتذكروا أسرهم وبعدهم عنهم وقد يشعروا بالحزن والحنين.
ويشير محمد محمود ، ٢٢ عام، إلى أن صلاة العيد هي ما تشعره هنا به، لذا يحرص عليها هو وأغلب زملاؤه، لأن باقي اليوم عادةً يكون روتينيًا سواء في العمل أو في الدراسة نظرًا لعدم اعتباره كمناسبة خاصة هنا.
ويتذكر أحمد عوض، ١٩ عام، ما قام به هو وزملاؤه العام الماضي من شراء أسماك "رنجة وسردين"، وهي أحد الأكلات التي تعتاد الأسر في مصر على تناولها خلال عيد الفطر، يقول: "طلعنا فرشنا في الغابة وتناولناه"،
ويبدو الأمر ان في حديث الطالبات مشهد آخر؛ منة أحمد، 20 عام، على سبيل المثال، التي تشير إلى أنها تشعر هنا بالعيد أكثر مما كانت تشعر به في المدينة في مصر، فالقيود التي تخشى منها البنات من النزول في الشارع وقت العيد في مصر ليست موجودة هنا، لذا تبدو مساحة الحركة لديهن أكبر، خصوصًا أنها تكون بلا أحكام، مثل إذا أرادت اللعب أو الجري في الشارع.
وتشرح الأمر صديقتها رحمة أشرف، 20 عام، التي تقول: "نستطيع قيادة العجل أو الجري، نضحك في الشارع دون أن يحكم علينا أحد أو يضايقنا لمجرد أننا بنات".
تضيف: "لا أنكر أن قضاء العيد في الخارج صعب لكن هو أول عيد نشعر فيه وكأننا عدنا أطفال مرة أخرى، نستطيع أن نعبر عن فرحتنا، وكأننا نؤدي أغنية "افرحوا يا ولاد يلا وهيصوا".

تصوير: سلمى الهواري -