انتشر منذ أيام على وسائل التواصل الاجتماعي مزاحًا بين المصريين يتحدث عن أعراض مرضية تشبه أدوار البرد أو ما سُمى بـ"برد المروحة"، ليقطع كل ذلك قول وزارة الصحة المصرية عن وجود متحور جديد لفيروس كورونا "كوفيد 19" وهو متحور "إيريس" أو "إي جي5” EG.5”.
بيان وزارة الصحة المصرية نوه على ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية، ومتابعة الأعراض التي قد تظهر على الأفراد، وأهمية زيارة الطبيب أو المستشفى، كل ذلك حدث بينما كان الناس يتندرون على أدوار البرد التي تظهر في فصل الصيف.
ولا أحد يستطيع تحديد الفروق بين أعراض نزلات البرد وأعراض كورونا أو متحوراته الكثيرة؛ لكن الجميع يخشى الإصابة، ويمني نفسه بأن الأمر كله في "هواء المروحة"، فيما شهدت الصيدليات إقبالًا كبيرًا بعد الإعلان عن المتحور.
تقول سامية محمد، ربة منزل، إن دور برد شديد تمكن منها خلال الأيام الماضية، وصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة "السخونية"، آلام في الجسد، صداع، سيلان ورشح في الأنف.
تضيف: “تناولت أدوية البرد المتعارف عليها من المسكنات والمضادات الحيوية، وخافض للحرارة وطارد للبلغم، وشربت الليمون بحسب توصيات الصيدلي".
وشعرت وفاء محمد، 48 عامًا، بالشك والخوف من إصابتها بفيروس كورونا، تقول: “أصابني دور برد شديد منذ أسبوع، وأعراضه التي عانيت منها تشبه أعراض إصابتي السابقة مرتين بفيروس كورونا وهي ضيق التنفس، آلام الصدر".
حصلت وفاء على جرعة من لقاح جونسون منذ عام ونصف، ثم أصيبت بمتحور "أوميكرون"، عقب ذلك تعافت، إذ خضعت لكورس علاجي مدته 90 يوم.
محمد العدل، موظف، شُخص باشتباه كورونا، يقول: “ظهرت لديّ الأعراض الأكثر شيوعًا لكورونا فذهبت فورًا للطبيب وظهر التشخيص، والطبيب وصف لي كورس علاجي كامل وشدد على ضرورة ارتداء الكمامة والعزل المنزلي".
ويقول صيادلة لـ"قلم المنصورة": “واجهنا بعد انتشار الأعراض إقبالًا كبيرًا للحصول على أدوية ومسكنات لنزلات البرد دون روشتة علاجية يصفها طبيب".
الدكتور دياب عباس، 39 عامًا، وهو دكتور صيدلي في نطاق "طلخا"، أوضح: "في الآونة الآخيرة كثر التردد على الصيدلية بشكوى إصابة بدور برد شديد، وترتفع نسبة الطلب على أدوية البرد المعروفة بشكل يومي لزيادة بلغت 30 % من مبيعات الصيدلية، فمثلًا 1 من كل 5 يتردد على الصيدلية لشراء أدوية البرد والمضادات الحيوية الفعالة".
ويضيف دياب: “طلب منذ أيام مريض كورس علاجي للبرد - واستمرت زيارته للصيدلية أسبوعين، وطالبته بالكشف الطبي بدلًا من أخذ أدوية، خوفًا من أن يكون مُصاب بـ كورونا أو ملحقاتها، لكن الزائر رد: "لا هو دور برد لا يستاهل القلق.. أعطني مضاد حيوي ودواء قوي للبرد ودواء للسيولة".
ويخشى الدكتور علي عثمان، صيدلي بالمنصورة من انتهاء مخزون أدوية البرد في شهرين أو شهر ونصف؛ بسبب كثرة الزوار، وغالبيتهم من الشباب.
ووصف الطبيبان دياب وعثمان، الأعراض الأكثر شيوعًا بين زوار الصيدليات، وهي: "صداع، آلم في الحلق، شعور بالتعب والغثيان، الإسهال، سيلان الأنف، آلام في العضلات والجسم، فقدان حاسة التذوق والشم".
وينصحا بضرورة متابعة الحالة المريضة إذا استمر التعب لفترة طويلة، وضرورة شرب سوائل دافئة بجانب العلاج والابتعاد عن المواد الحافظة، وأخذ الاجراءات الاحترازية حتى اكتمال التعافي.
ويأتي ظهور متحور "إيريس" على الرغم من إعلان منظمة الصحة العالمية منذ 3 شهور انتهاء حالة الطوارئ الصحية لجائحة كورونا في العالم وذلك في مايو الماضي.
وذكرت المنظمة في بيان إعلامي 9 أغسطس الجاري، أن هناك انتشار لمتحور جديد من كورونا وهو "إي جي5” EG.5”، مؤكدة أن خطر ظهور متحور أكثر خطورة يتسبّب في زيادات مفاجئة في عدد حالات الإصابة والوفاة لا يزال قائمًا.
وشددت المنظمة على ضرورة متابعة كل بلد بشكل دوري في رصد المتحور الجديد، وتوخي الحذر والعمل على استراتيجيات للتأهب والاستجابة للتدابير العلاجية، وحث المواطنين على الاستجابة للبرامج العلاجية لتقوية المناعة.
وأصدرت وزارة الصحة الأسبوع الماضي بيانًا حول موقف الفيروس الوبائي كوفيد 19، وأكد فيه الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن المتحور الجديد هو أحد السلالات الفرعية لمتحور أوميكرون والذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في فبراير الماضي، وصُنف في يوليو الماضي أنه متحور تحت المراقبة.
وأوضح متحدث وزارة الصحة، أنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فقد انتشر في 51 دولة بنسب ضئيلة؛ لكن حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أية حالات داخل مصر بالمتحور الجديد؛ على الرغم من سرعة انتشاره وقدرته على الهروب المناعي.
كما أشار عبد الغفار أيضًا إلى أنه تم الإبلاغ عنه لأول مرة في 17 فبراير 2023، وتم تصنيفه كمتحور مثير للاهتمام، إذ يحتوي على سمات وراثية مشابهة للمتحور XBB.1.5 مع وجود طفرات إضافية، موضحًا أنه حتى 7 أغسطس 2023، فقد تم الإبلاغ عن 7354 عينة للمتحور EG.5 من 51 دولة، وبلغت نسبة انتشاره على مستوى العالم 17,4% من بين جميع المتحورات الأخرى خلال الأسبوع الوبائي 29 في الفترة من 17 إلى 23 يوليو 2023، وأن تقييم المخاطر العالمي لـلمتحور EG.5 في الوقت الحالي ما زال منخفضًا مثل XBB.1.16، رغم انتشاره السريع.