ذهابًا وإيابًا ترتاد سلمى محمد طريق ميت غمر- المنصورة السريع. لم تتخلص بعد من شعور الخوف والقلق اللذان باتا يؤرقاها كلما تذكرت حادث سقوط اتوبيس الركاب في الترعة الذي وقع على نفس الطريق منتصف الشهر الجاري.
"مغلوبة على أمرها" كما تقول، فهو الطريق الوحيد الذي يوصلها إلى جامعتها، بل ونفس "الميني باص".
في تقرير النيابة الذي أحيل على أثره سائق أتوبيس الركاب إلى المحاكمة، أعلن وفاة 20 شخص من مستقليه، وإصابة 8 آخرين، بعدما قفز السائق بالأتوبيس في ترعة الرياح التوفيفية محاولًا تفادي الاصطدام بسيارة أخرى على الطريق.
يثبت التقرير أن السائق كان يسير بسرعة، وفيما بعد أثبتت تحاليل الطب الشرعي تعاطيه للمخدرات.
ظروف الحادث ليست بالجديدة على سائقي حافلات الركاب في هذا الطريق، سواء السرعة أو السير عكس الطريق خصوصًا "التوك توك" أو عدم وجود تأمين كافي على أطراف الترعة.
في جامعة المنصورة، العديد من الطلاب مثل سلمى، مضطرون لاستقلال نفس الحافلة ونفس الطريق قادمين من القرى والمراكز الموجودة على أطراف الترعة.
ضخامة عدد وفيات الحادث، والذي راح ضحيته 6 من أسرة واحدة، انعكس بالخوف على الطلاب يرصده هذا التقرير مشيرين إلى أن هناك الكثير من الشكاوى قدمها الأهالي للمحافظ لإصلاح الطريق، ولم يحدث شيء حتى الآن.
تقول سلمى إن مركبات "التوك توك" لا زالت تعيق سير المواصلات، تروي أنها شهدت بنفسها حادث تصادم سيارة بـ"توك توك"، ولكن لم تكن هناك إصابات، مشيرة إلى أنه بعدما انتهت الجهات الرسمية من انتشال الضحايا ونقل المصابين عاد الطريق إلى ما كان عليه، ولا تزال الترعة غير مؤمّنة.
ويتفق معها علي عثمان، طالب بكلية العلوم بالفرقة الأولى من قرية كفر الشهيد بميت غمر، إنه مضطر للسير بهذا الطريق للذهاب للجامعة، مشيرا إلى أنه بالفعل غير مؤمّن.
وأضاف أنه دائما ما يرى حوادث به، بسبب السرعة الزائدة والسير عكس الاتجاه، مشيرا إلى أن أبناء قريته والقرى المجاورة دائما ما يشتكون من الطريق، ولكن لم يحدث تحرك حتى الآن.
أما حسين محمد، طالب بكلية العلوم الفرقة الثالثة من قرية كفر الجوهري بميت غمر، فقال إنه فى الفترة الحالية لم يعد يذهب للجامعة، بسبب الحادثة الأخيرة، وإن عائلته تطلب منه عدم السير بهذا الطريق واتخاذ طريق آخر.
ويضيف أن أحد أفراد عائلته قد أُصيب من قبل إثر حادث تصادم سيارته بسيارة أخرى كانت تسير عكس الاتجاه، مما أدى إلى بتر إحدى قدميه، وأنه دائما ما يسمع عن الحوادث بذلك الطريق وكثرة شكاوى أهالي القرى التي لم تلق استجابة.
ويشير إلى أن الحوادث زادت في الآونة الأخيرة بسبب "التكاتك" التى تسير عكس سير الطريق.
في حين تقول مريم عطية، طالبة بكلية حقوق الفرقة الرابعة من قرية كفر أبو العنين بميت غمر، إنها تتنقل مع أبيها بسيارته في هذا الطريق، وكانت دائما ترى أبيها يتذمر منه، لافتة إلى أن أبيها يكون حريصا بشدة أثناء قيادته به.
يذكر أن قاضي المعارضات بمحكمة أجا الجزئية بمحافظة الدقهلية، قد قرر الاسبوع الماضي تجديد حبس السائق المتسبب في الحادث لمدة 15 يوم على ذمة التحقيقات، واتهامه بتعاطي المواد المخدرة أثناء القيادة مما تسبب في سقوط الميني باص الذي كان يقوده في مياه ترعة الرياح التوفيقي الموازي لطريق "ميت غمر – المنصورة" وهو يحمل عدد كبير من الركاب.
تصوير: تعبيرية - سقوط اتوبيس ركاب في الترعة
كتب/ت روفيدة منتصر
2022-11-28 00:00:00