فقدت سيدة ثلاثينية وابنتها الصغرى حياتهما في حريق اندلع في بيتهما في محافظة الدقهلية نهاية أبريل الماضي، بعد أن استطاعت إنقاذ حماتها وابنتها الكبرى، لكنها في أثناء عودتها لإخراج ابنتها الصغرى سقط عليهما سقف المنزل المبني من قش وخشب، ليلقيا مصرعهما.
الحريق وقع في منزل الضحية في قرية شرقية المعصرة التابعة لمركز بلقاس في محافظة الدقهلية، في التاسع والعشرين من أبريل، وشُيعت جنازتهما في الثلاثين من أبريل، والتي حضرها الرجال والنساء.
ورصدت “قلم المنصورة” شهادات جيران الضحية عن الحريق وموعده، وحكايات عن شهامة وشجاعة الضحية في إنقاذ حماتها وابنتها الكبرى.
تقول زينب محمود ربة منزل، إن الحريق اندلع بعد منتصف الليل، ووقع في منزل الضحية التي تسكن فيه مع أم زوجها وطفلتيهما، تضيف: “عرفنا الموضوع من ريحة الحريق وصوت الجيران”.
أرجعت زينب الحريق لوقوع ماس كهربائي، وبعد اندلاع الحريق انقذت طفلتها الكبرى وأم زوجها، لكنها وهي تحاول إنقاذ طفلتها الصغيرة سقط سقف المنزل عليهما، وهو سقف مبني من القش والخشب، موضحة أن الأم معروفة في المنطقة بشجاعتها وطيبتها وحسن خلقها.
وتضيف زينب، أن الأهالي حاولوا مساعدتها، ولكنهم فشلوا، فاتصلوا بقوات الحماية المدنية “المطافئ" التي استجابت بعد 4 ساعات.
وحدد علي قاسم وهو يعمل في الزراعة، موعد الحريق بوقوعه في الساعة الثانية منتصف الليل، وأنه ذهب للمساعدة حين علم بوقوع الحريق، وطلبوا المطافئ، وبعد وقوع السقف عليهما لم يستطع المحاولة واتصل بزوجها، مضيفًا أن المطافئ وصلت بعد 4 ساعات على الحريق، بعد أن خمدت النار.
ووصف قاسم، الأم بالأصالة والطيبة والشجاعة.
وتقول منة محمد الطالبة، إنها استيقظت على رائحة الحريق، وذهبت قبل ساعة من حضور المطافئ، ولكن لم تستطع المساعدة لأن الحريق هائل.
وتتذكر منة الأم، وتقول بحزن: “نادية في الثلاثين من عمرها، أم لطفلتين أنقذت واحدة وتوفت مع الثانية الصغيرة رودينا، بعد أن وقع عليهما سقف البيت المشتعل”، واصفة الأم بالشجاعة وحسن التربية.