فتيات المنصورة والرياضة: "نلعب الكرة رغم نظرة المجتمع"

تصوير: ندى حنيجل - فريق كرة قدم نسائية بالمنصورة

كتب/ت ندي حنيجل
2021-10-03 00:00:00

بعيدًا عن الخيارات التقليدية، وفساتين الأنيقات، وأحلام الأميرات، اختارت بعض فتيات المنصورة طريقًا آخرًا للتميز، مرّرن فيه الكرة بأقدامهن، أو ضربن المياه بكفوفهن الرقيقة، أو حلمن بلف خصورهن بالحزام الأسود في البطولات الرياضية.

تقول شهد علاء ـ 13 سنة ـ إنها بدأت لعبة الكاراتيه منذ عامين، وحصلت على الحزام الأزرق الأول، لافتة إلى أنها تطمح في الالتحاق بكلية التربية الرياضية، لتستمر في التدريب وتتخصص فيه.

وتكمل في حديثها لـ"قلم المنصورة": "شعرت بالفخر لفوز جيانا فاروق، وفريال أشرف في الأولمبياد، لا سيما وأن الكاراتيه بدأ يلقى اهتمامًا أكبر، خلال الفترة الأخيرة".

وعن الصعوبات المجتمعية التي تلقاها لاختيارها إحدى الألعاب القتالية، تقول شهد، إن معظم المحيطين بها دائمًا يرددون على مسامعها "أن الكاراتيه يليق بالبنين أكثر"، إلا أن اقتناعها باللعبة يزيد من عزيمتها، فضلًا عن تشجيعات والدتها ومدربها كابتن عبد الهادي الدائمة.

وبعكس شهد، لا تواجه ملك عامر ـ 11 عامًا ـ أي انتقادات لممارستها رياضتها المفضلة "السباحة"، وشاركت بالرغم من عمرها الصغير في 3 بطولات، فازت في إحداهن بالمركز الثاني.

أما آية محمد ـ 14 عامًا ـ فكان دخولها لعالم التنس لكسر الملل، وتجربة نشاط جديد؛ إلا أنها انسجمت مع الرياضة، وباتت طامحة لدخول البطولات والحصول على الميداليات.

وتقول في حديثها لـ"قلم المنصورة": "لا أواجه أي انتقادات أو صعوبات من المجتمع، وأكثر لحظة أحبها في التمرين، هي كلمة (Water park)"

وتواجه نادين علي ـ 12 عامًا ـ موجات من الانتقاد بسبب عشقها لكرة القدم، وحرصها على التدرب عليها، إذ لا تكف النصائح لها بـ"اختيار لعبة بناتية وترك الكرة للأولاد".

وبالرغم من تعرضها للكلمات المحبطة، إلا أنها تستعد للاشتراك في إحدى البطولات، قائلة: "لا يوجد فرق بين الفتاة والولد، والذي يريد تحقيق شيء سوف يحققه، إذا تمسك بحلمه ولم يتأثر بكلام الناس".

وفي السياق ذاته، يقول محمد سيد ـ مدرب رياضي ـ إن الرياضة مفيدة للفتيات والبنين كذلك، مؤكدًا أنه لا يوجد أي فرق في المستوى بين اللاعبين واللاعبات عند التدريب.

وأكمل لـ"قلم المنصورة": "بالنسبة للكاراتيه فهو مجال جيد، يتناسب مع الفتيات، إلا أن كرة القدم لا تجذب عددًا كبيرًا من البنات أصلًا، لذلك لا نجد فيها نماذج نسائية كثيرة".

وأضاف: "الانتقادات لا تؤثر في الشخصيات القوية، المتمسكة بحلمها، لكن في رأيي أن الفتيات تعانين من ضغط مجتمعي عند اختيار بعض المجالات، وبعض الرياضات".

وتابع: "مستوى الفتيات عندي في السباحة رائع، وكثير ما يكون لعبهن مميزًا في الرياضات الأخرى، لذلك أنصح كل فتاة تحب رياضة معينة أن تتمسك بها، وتمتلك الإرادة للتفوق وتحصيل الميداليات".