"حد يقوم يرستر الراوتر".. جملة تكررت في بيوت المنصورة، في الليلة الماضية، بعد انقطاع بعض مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ٦ ساعات؛ يتقدمهم فيسبوك، وواتس آب، وماسنجر، وانستجرام.
حالة من التعجب سيطرت على رواد مواقع التواصل الاجتماعي، دفعتهم لنسج الأحاديث الاجتماعية مع أفراد أسرهم هربًا من العطل التقني؛ فتقول بسملة محمود ـ 18 سنة ـ إنها في اللحظات الاولى من تعطل المواقع بادرت بإعادة تشغيل "الراوتر" والاتصال بشركة الاتصالات، ثم شحن كروت الرصيد، حتى أدركت أن المشكلة عالمية.
وتضيف لـ"قلم المنصورة": "واجهت مشكلة حقيقة، فدخلت على كل تطبيق لتجريبه دون جدوى، ملل حقيقي تسلل لروحي في هذا الوقت، ولا يوجد اي شئ يمكن فعله، اكتفيت بالنظر إلى سقف غرفتي، وتدليل قطتي، ثم تسريح شعري هربًا من الفراغ".
أما أمنية محمد ـ 16 سنة ـ فتقول: " أنا من الأشخاص الذين لم يلاحظوا انقطاع النت إلا بعد انتشار عائلتي في البيت محاولين حل المشكلة، فمعظم وقتي أقضيه على تيك توك، أو يوتيوب، وهما لم يواجها أي عطل".
وعن قضاء الليلة مع الاسرة تقول: "بدأ البيت يشهد (دربكة)، و نقاشات، وصراعات بين أمي وأبي، وأخوتي، فوالدي صرحا بتمنيهما انقطاع النت دائمًا وانشغالنا بشيء مفيد، كما بدأ أبي يسرد قصص صباه وشبابه، وحياة ما قبل التكنولوجيا، وسط هلع أخوتي الذين لم يكفوا عن محاولات شحن الباقة هربًا من هذه الأجواء".
وتروي علا محمد ـ 37 عامًا ـ لـ"قلم المنصورة" أجواء ليلتها الماضية، قائلة: "أول ما الموقع قفل بدأ أولادي يخرجون من غرفهم، متوجهين نحو الراوتر لإعادة تشغيله، ثم اتصلوا بشركة الاتصالات، ملقين اللوم على بعضهم البعض بتهمة استهلاك الباقة، لكنني في الحقيقة كنت أراقبهم بسعادة بالغة".
وتكمل: "مرت ساعة كاملة في محاولاتهم شراء كروت الشحن، وإلحاحهم علي لإعادة شحن الباقة، و في نهاية الأمر تجمع الأربعة اولاد، وأعدوا الشاي، واشتروا اللب والسوداني، ثم قضوا الليلة في تبادل الحديث، ومشاهدة إحدى المسرحيات".
أما عزيز محمد ـ 25 سنة ـ فيقول: "والدي ووالدتي كانوا مستمعتين جدًا بانقطاع الإنترنت، كان في أعينهم نظرات انتصار، وكأنهما هم السبب، و بدأوا يتحدثون عن انتهاء زمن ، وعودة الأيام الجميلة، والتواصل الحقيقي بتجمع أفراد الأسرة على العشاء".
ويستطرد: "أبي بدأ يرتب حياتنا المقبلة، وكيفية قضاءها بدون وسائل تواصل، لكنني في الحقيقة كنت منزويًغ في إحدى جنبات المنزل أتواصل مع أصدقائي عبر تيلجرام، وكذا الحال بالنسبة لأخوتي الذين وجدوا في تيك توك ويوتيوب ملجأ من تعطل باقي المواقع".
ويتلفت خالد عصام ـ 18 سنة ـ إلى نقطة أخرى في عطل الأمس، قائلًا: "الإقبال على تيك توك كان تاريخي، اتضح ذلك من (ريتش) مقاطع الفيديو التي تم تحميلها في الليلة الماضية، بعضها عن أزمة النت، وبعضها من داخل الأسر المصرية التي تجمعت بعد غياب مواقع التواصل الاجتماعي".