هزت واقعة مقتل الطبيبة ياسمين بـ 11 طعنة على يد زوجها، فكانت مفاجأة أهل مدينة المنصورة بملابسات الحادث وانتشار مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع نشر عدة قضايا قتل بين الأزواج خلال الفترة الماضية.
واستطلع "قلم المنصورة" رأي الشارع مع الواقعة وتفاعله مع مشاهد العنف الأسري المنتشرة مؤخرًا؛ إذ تقول مروة محمد ـ 33 عام ومتزوجة ـ إن هذه الحوادث منتشرة وموجودة في جميع المحافظات، مطالبة بتدخل الجهات المسؤولة لإنهاء ما وصفته بـ"المهزلة".
وأضافت: "هذه الخلافات تؤثر على الترابط الأسري بالسلب، وتفكك الأسر، خصوصًا في حالة وجود الأطفال،فهم يفقدون الأم مقتولة، ويفقدون الأب مسجونًا أو محكومًا عليه بالإعدام.
كما أكدت أن الخلافات الزوجية مهما بلغت شدتها لا يمكن تصل إلى درجة القتل أيا كان السبب.
أما صابر أسامة ـ متزوج 35 عامًا، فاعتبر أن الحادثة غير متوقعة، نظرًا لأن مرتكب الواقعة طبيب ومثقف، فقط يتخيل المجتمع حدوث مثل هذه الجرائم من شخص تحت تأثير مخدر مثلًا.
وأعرب عن أسفه على حال الأطفال، معتبرًا أن الضرر الأكبر وقع عليهم لفقدهم الأب والأم معًا، فضلًا عن تدمير مستقبلهم.
وتابع:"لا يوجد خلاف يؤدي للقتل إلا إن كان القاتل متعاطٍ للمخدرات، فمهما بلغت العصبية بالزوج لن يذهب لإحضار سكين من المطبخ ويطعن زوجته بهذه الوحشية، وإن فعل ذلك تحت أي تأثير فكان من الممكن أن يحاول إنقاذها بدلًا من الهرب".
وأشارت منى رجب ـ 27عام وغير متزوجة ـ إلى أن واقعة الطبيب ليست الأولى، فخلال الأسبوعين الماضيين قتل طبيب زوجته، وزوجة زوجها ، وأخت أخاها، في مشاهد حزينة للغاية.
واعتبرت أن إشاعة أخبار هذه الحوادث يزيد من جرأة الناس تجاه العنف، خصوصًا لدى المعانين من ضغوطات الحياة، والمعرضين لأي نوع من الاضطهاد.
واستكملت: "العنف يزيد الفجوات بين أفراد الأسرة، ويفاقم المشاكل التي يكون حلها من وجهة نظر أصحابها القتل، إلى أن وصل الحال ببعض الأزواج والزوجات إلى تهديد شركاء حياتهم بالقتل".
وأرجعت تصاعد العنف الأسري إلى غياب الوعي المجتمعي بثقافة الحوار، قائلة إن الخلافات تصل لخصومات شديدة عواقبها قد تكون كارثية فعلًا، ولعل الخلاف الأشهر تاريخيًا يحذرنا من هذه العاقبة بين قابيل وهابيل.
وحذرت من التأثير السلبي لحالة الاحتقان بين الزوجين على الأطفال، ما قد يتسبب في ظهور أطفال غير أسوياء، كما أكدت أن تركيز الإعلام على هذه الحوادث ونشر تفاصيلها الدقيقة يشجع على تكرارها في المجتمع.
يذكر أن قوات الأمن ألقت القبض على الزوج الهارب بعد 72 ساعة من اختفائه، للتحقيق معه في تهمة قتله لزوجته طعنًا، واستكمال الإجراءات اللازمة.