"احكي ياشهرزاد.. احكي لشهريار..اشغلي له ليله لطلوع النهار".. أعتقد أنك قرأتها بلحنها المشهور وصوت سميرة سعيد، وصدى الموسيقى يتردد في أذنك.
"ألف ليلة وليلة" مسلسل إذاعي، بث لأول مرة في شهر رمضان من عام 1955، ليصبح بعدها أحد علامات الشهر الكريم من المسلسلات الترفيهية نتذكرها حتى الآن مع كثير من المسلسلات والبرامج التي شغلت أذهان تلك الأجيال التي قضت أعوام مع الراديو.
يرتبط المصريون بالراديو حتي الآن، قلما تجد بيتا لا يملك راديو يسمع منه إذاعة القرآن الكريم، والبرامج الصباحية لإذاعة الشرق الأوسط، وفي رمضان لا يزال الراديو يرتبط بصوت قرآن الشيخ محمد رفعت قبل آذان المغرب وابتهالات النقشبندي.
تقول أماني عبد السلام-معلمة-: ""الراديو" كان كل حاجة فهو وسيلة للثقافة والتوعية، وكان من السهل أن ينتقل في أي مكان في المنزل، وسيظل له متعة خاصة عند سماع البرامج القديمة."
وتضيف لـ"قلم المنصورة": "كان هناك إذاعات مستمرة طوال اليوم وكان بعضها يغلق بعد منتصف الليل، والعديد من البرامج والمسلسلات، مثل ألف ليلة وليلة ومسلسلات على إذاعة الشرق الأوسط، ولكن برامجي المفضلة: ماذا تفعل لو كنت مكاني، وتسالي، وتليفون بعد نصف الليل ومسلسل أنف وثلاث عيون".
وتشير إلي أنها لم تعد تتابع الراديو، ولكنها تبحث عن حلقات مسجلة لبرامجها القديمة المفضلة عبر الإنترنت، وسبب عدم الاهتمام بالراديو هو الانشغال، ولكن الراديو لن يتراجع إلا عند القليل فهو يوجد في المواصلات العامة والسيارات أكثر من البيوت.
وتقول أنهار كمال -ربة منزل-: "كانت إذاعة القرآن الكريم مستمرة طوال اليوم في البيت، وأتذكر فوازير رمضان لآمال فهمي، التي كنت أتابعها طوال رمضان لأنها كانت في موعد الإفطار، ثم نسمع المسلسلات والبرامج والمسابقات، التي كنت أتابع الكثير منها وأتمنى أن تعرض مرة أخرى على الراديو، مثل مسلسل ألف ليلة وليلة لـ"زوزو نبيل" بصوتها المميز."
وتضيف: "الراديو كان مهم جدًا أكثر من التليفزيون، لأن أباءنا اعتادوا عليه خاصة في موعد حفلات أم كلثوم، وكنا نسمع الراديو طول اليوم، ولكن الآن لا أستمع إلي الراديو لأن التلفاز أصبح له مجال أوسع، فهو يعمل طوال الوقت على عكس الماضي، وكذلك بالنسبة للجميع فمن خلال التلفاز نرى كل شيء، على عكس الراديو الذي يعتمد على تخيل الملابس والشكل والحركة، ونستطيع مشاهدة أفلام ومسلسلات من جميع البلاد.