تُعدّ فرقة بورسعيد للفنون الشعبية واحدة من أعرق الفرق المصرية، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث تأسست عام 1964، واعتُمدت عام 1965، شاركت الفرقة في مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون بدورته الثانية عشرة، والذي اختتم الأحد 23 فبراير، حيث تزامن مع الاحتفالات بتعامد الشمس على معبد أبو سمبل.
التقت "عين الأسواني" بمحمد صالح، المدرب والمصمم الفني للفرقة، للتعرف على كواليس تقديمهم عروض بمهرجان أسوان الدولي للثقافة، مع استعراض أهم إنجازاتهم والتحديات التي تواجهها الفرق الشعبية بالمحافظات.
متى تأسست الفرقة وما هي أبرز مشاركاتها الدولية؟
تأسست فرقة بورسعيد القومية للفنون الشعبية عام 1964، وشاركت في أكثر من 40 مهرجان دولي حول العالم، حيث فازت الفرقة بالمركز الأول عالميًا بمهرجان بولندا للفلكلور الشعبي، وفزت أنا بجائزة أفضل مدرب ومصمم رقصات.
كما شاركنا في افتتاح العام الثقافي في روما ولندن، وقدّمنا عروضًا بمهرجان جرش للثقافة والفنون الدولي في الأردن. ومؤخرًا حصلت الفرقة على المركز الأول على مستوى قصور الثقافة ووزارة الثقافة المصرية في مسابقة "فن بلدي".
كيف وقع الاختيار على الفرقة لأداء عروض مهرجان تعامد الشمس؟
هذا العام هو العاشر على التوالي الذي تشارك فيه الفرقة في أسوان، حيث يتم اختيارها بناءً على أدائها الفني المتميز في المهرجانات المحلية، مثل مهرجان تعامد الشمس المحلي في أكتوبر، وتُرشح الفرقة من خلال مشاركاتها السابقة وإثباتها لجودتها الفنية العالية.
ما المميز في مهرجان تعامد الشمس هذا العام مقارنة بالعام الماضي؟
هناك زيادة في عدد الفرق الأجنبية والمصرية المشاركة، مما زاد من التفاعل والحماس في العروض المقدمة، وأعطى المهرجان طابعًا دوليًا أقوى.
كيف تم تشكيل الفرقة؟ وكم عدد أعضائها؟
في الحقيقة، لدينا فرقتان؛ الأولى تحت اسم الفرقة المدرسية، وهي بمثابة أكاديمية لإعداد الجيل الجديد من الراقصين، وأغلب أعمارها تحت 15 عام، والفرقة الأساسية تسمى الفرقة الكبيرة، وتضم 40 راقصًا وراقصة، ويتراوح أعمار أعضائها بين 15 و30 عامًا، بجانب فرقة موسيقية مصاحبة.
كيف يتم اختيار المشاركين؟ وما أهم أهداف الفرقة؟
يتم اختيار الأعضاء بناءً على الكفاءة والخبرة، كذلك مدى التزامهم وحضورهم للبروفات، تلك العوامل تحدد مدى جاهزية الراقصين للمشاركة في المهرجانات الكبرى.
وحول أهداف الفرقة، ففن الفلكلور الشعبي يظل أحد أعمدة الثقافة المصرية، وفرقة بورسعيد للفنون الشعبية مثالٌ حيّ على الجهد المبذول بهدف الحفاظ على هذا التراث العريق.
ما أكبر التحديات التي واجهتها الفرقة لأداء عرضها بالمهرجان؟
من أكبر التحديات التي نواجهها هي الانتقالات الطويلة، حيث تستغرق بعض الرحلات 21 إلى 22 ساعة سفر، لكن رغم ذلك، نحن مستمتعون جدًا بالمشاركة، خاصة في أسوان، إذ نشعر بدفء أهلها وحبهم للفنون الشعبية.
هل تلعب قصور الثقافة في بورسعيد دورًا في دعم الفرقة؟
بالطبع نحن نتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي لولا دعمها لما استطعنا الحفاظ على الموروث الشعبي وتطويره، ومع ذلك نطمح إلى تحسين الدعم المالي لتغطية تكاليف الملابس والإكسسوارات اللازمة للعروض.
هل يُدعّم محافظ بورسعيد للفرقة؟
نعم، محافظ بورسعيد يدعمنا بشكل كبير، أما عن المحافظ السابق، اللواء أركان حرب عادل الغضبان، فقد قدم لنا دعمًا ماديًا كبيرًا للملابس والإكسسوارات، بالإضافة إلى مكافآت مالية قيمة للفرقة.
المحافظ الحالي، اللواء أركان حرب محب حبشي، دعم الفرقة مؤخرًا بملابس جديدة بقيمة 40 ألف جنيه، إلى جانب مكافآت مالية لتغطية نفقات الفرق، منها 20 ألف جنيه لتصنيع الأحذية الخاصة بالعروض.
ما أكبر المشكلات التي تواجه الفرق الشعبية في بورسعيد؟
تحتاج الفرق الشعبية إلى الدعم المالي المستمر، حيث تتعرض الملابس والأحذية للتلف بسبب كثرة العروض، ومع ذلك نسير وفق إمكانيات الدولة، ونتلقى الدعم المتاح من المحافظة والوزارة، ونأمل أن تشهد الفترة القادمة دعمًا أكبر من وزير الثقافة الحالي، الدكتور أحمد فؤاد هنو.