على إثر تفاقم أزمة تلوث المياه المنتشرة في أسوان، وإصابة نحو 480 شخص بـ"النزلات المعوية" خلال الفترة الماضية، انتشرت مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمحافظة سوهاج تحذيرات من شرب مياه الصنبور بسبب وصول التلوث للمحافظة، كما تداول البعض منشورات تفيد بضرورة تخزين أكبر قدر من المياه لانقطاعها.
وأصدرت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بيانًا رسميًا حول تردد هذه الشائعات عبر صحفتها الرسمية على موقع الفيسبوك تنفي فيه هذه الشائعات.
وتتضمن البيان هذه العبارات " تداول رسائل صوتية على تطبيق "واتس آب" تزعم إصدار شركة المياه منشور تحذيري بعدم استخدام المياه لأغراض الشرب بدءًا من الساعة ٣ صباحاً حتى الساعة ١٠ مساءً نتيجة لتلوثها بميكروب سام، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بنفي تلك الأنباء التي انتشرت في عدة محافظات، من بينها المنيا وسوهاج، مُشددًا على سلامة المياه في كافة أنحاء الجمهورية.
فزغ رغم النفي
ورغم نفي شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج هذه الشائعات حول تلوث مياه الشرب، إلا أن البعض أصابهم حالة من الفزع، إذ تحدثت أهل سوهاج مع سكان المحافظة بعد تردد هذه الشائعات، فتقول سارة جلال ذات الـ43 عامًا، وإحدى سكان منطقة الزهراء بمركز سوهاج، إن أزمة تلوث المياه أصبحت حديث الساعة سواء على مواقع التواصل الإجتماعى أو في الحياة العامة، مُستطردة في حديثها "حتى في العمل، ففي كل مرة أذهب فيها إلى العمل أجد صديقاتي يتحدثون عن هذه الأزمة وكيفية التغلب عليها، فهنالك من قام بشراء فلتر، والبعض منهم لجأوا إلى تخزين المياه، والبعض منهم لجأوا الى الاعتماد على المياه المعدنية".
أما بالنسبة لسارة فقد تدمرت نفسيًا على حد تعبيرها "كنت متوترة جدًا وأصابني القلق على أبنائي"، فيما حاولت إيجاء حلول بديلة إلا أنها كانت مكلفة "يعني شراء المياه المعدنية مكلف ولو اعتمدت على هذا الحل، فلن يكفيني إلا كرتونتين في اليوم على الأقل، وسعرهم حوالي 200 جنيه يوميًا"، أما بالنسبة لشراء فلتر المياه فسعره حاليًا ما بين 4000 إلى 6000 جنيهًا، كما تذكر.
لذا لجأت إلى غلي المياه يوميًا "ومع ذلك الحل ده مكلف بردو بسبب الضغط على أسطوانة الغاز اللي ارتفع سعرها لـ150 جنيه الشهر ده"، لذلك كان ما يشغل تفكيرها هو البحث عن جمعيات حتى تستطيع توفير مبلغ الفلتر لشرائه، وفي النهاية علمت سارة أن التحذيرات المنتشرة شائعات، ورغم أنها تشرب من مياه الصنبور حاليًَا، لكنها لا تزال تشعر ببعض التوتر هي وأبنائها.
وتضيف ياسمين كمال، إحدى سكان مركز أخميم، أنها رأت منشورات الفيسبوك التي تحذر من تلوث المياه منذ حوالي 4 أيام، وتقول إنها في البداية تعاملت مع هذه المنشورات على كونها شائعة، لكن مع انتشارها وكثرة حديث أصدقائها عن أزمة تلوث المياه "بدأ الخوف يتمكن مني وبقيت أركز في شكل ورائحة المية"، حتى امتنعت منذ يومين عن شرب المياه من الصنبور أو استخدامها إطلاقًا، فيما لجأت إلى شراء فلتر المياه الذي كلفها نحو 4500 جنيه، كما قامت بتفريغ كل المياه التي كانت تقوم بتخزينها منذ فترة قريبة، حتى وجدت بالأمس منشور على صفحة شركة مياه الشرب والصرف الصحي ينفي كل هذه الشائعات.
وترى مريم ماهر، طالبة بكلية زراعة وإحدى سكان مركز جرجا، أن ما يحدث هو إهمال كبير وعدم اهتمام من المسؤولين "لأن هذه المسألة تعتبر حياة أو موت"، وتستطرد الطالبة في حديثها "أشعر بالقلق الشديد بسبب احتمالية تكرار ما حدث في أسوان مرة أخرى في محافظة سوهاج، لذلك أصبحت حذرة فى استخدام المياه واتجهت إلى غلي المياه لتعقيمها، ففي الأيام الأخيرة أصبحت أشعر بتغير في طعم المياه".
وتقول أسماء السيد، إحدى سكان منطقة الحواويش، إنها تردد على مسامعها منذ أيام أزمة المياه الملوثة بأسوان، ولم تهتم بالأمر في البداية "لكن لما انتشر الموضوع على الفيسبوك، وشفت منشورات تحذر من شرب المياه، بدأت أقلق"، وأشارت أسماء إلى أن تلوث المياه أصبح حديث الساعة بين أصدقائها وأقاربها "هناك من صدّق هذه المنشورات وقام باستخدام المياه المعدنية، وهناك من لجأ إلى غلي المياه، أما بالنسبة لي فأشرب من مياه الفلتر منذ وقت طويل".
