لو استيقظُ لأجد نفسي حمامة، رُبما كنتُ سأقضي يومي الأوّل استكشفُ جسدي الجديدَ مُستغربًا، لكن بعد وقت سيُصبحُ الأمر مألوفًا بعدَ ذلك. أوّل ما سيُحرّكُ فيَّ إحساسي بالخوف أو الاستغراب لحظةَ استيقاظي غالبًا، والحركة غير المألوفة لأجفاني السُّفليّة، ثمّ لن أنفكَّ أُجرّبُ زوجَيْ الجفونِ الإضافيّين كصبيّ يُجرّب قبضة البلاي ستيشن الجديدة.
لن ألبث أن يُزعجني كوني لا أستطيع الحملقة في منقاري كما يجب، بسببِ عينيَّ الغبيّتين اللّتين تُبصران كل على حدة في جانِبَيْ رأسي الصّغير. ربّما سأتذمّرُ سريعًا؛ ما الفائدةُ من امتلاك منقار لطالما حلمتُ به منذ بداية النص إن لم أكن أستطع إمعان النّظرِ فيه، ثمَّ إنّي – بسبب انعدام إدراك الذات لدى بني ريشتي – لن أستطيع استيعاب النّظرِ في المرآة، وغالبًا سأضطرُّ أن ألجأ إلى ذاكرتي الإنسانيّةِ السّالفة، فأتذكّر أنّني كنتُ أستظرِفُ مناقير الحمام بفتحتَيْ التنفس البارزتين بشكل مضحك، وأنني كنتُ أعشقُ مداعبة مناقير الزغاليل الطرية وأنا أحملها في كفي، كأني أحمل طفلًا، مُستمتعة بوخزِ زغبها.. لو داعبني طفل الآنَ بتلكَ الطّريقة لاستشطتُ غضبًا ونقرت الذي خلفه لامتهان كرامتي الإنسانية… عفوًا، الحماميّة.