على لسان أكاسيا.. زهرة البالد الالتينية

تصوير: أمنية عبداللطيف - زهرة البالد الالتينية

كتب/ت أمنية عبداللطيف
2022-05-15 00:00:00

قبل فترة وجيزة، أخذت أقلب بين منشورات حسابي القديم على الفيسبوك، أنشأته منذ كنت في الصف الرابع االبتدائي تقريًبا، و حتى عامي
بما أعيشه اآلن، فكيف أحاطني هذه الهالة من التفاؤل و حب الحياة قباًلة؟
ً
السادس عشر، أدركت أني كنت ذات حياة وردية مقارن

أدركت أني بمفهومي القديم كنت مخلصة لما اهتممت به في تلك الفترة، وبمفهومي الحديث كنت ساذجة بمعايير قياسية، قلياًل ما شعرت باإلحراج
من بعض المنشورات و لكني تداركت هذا ألنه كان السائد وقتها، إلى أن وقعت عيني على أحد المنشورات التي تكررت عن شخص قريب مني،
.لعله مختلف قلياًل عن عهده السابق، و لكنه ال يزال موجوًدا إلى اآلن
كان مضمون ما كتبته أنني حضرت - ألول مرة - إحدى المحاضرات، وكنت أشعر بالملل كوني ال أدرس ما يقوله المحاضر من األساس، إلى
و التي تعني أحبك باللغة الكورية، لذا فرحت كثيًرا، و صببت جل اهتمامي على بقية المحاضرة، وأنا أحسد 사랑해 أن جذب انتباهي بكلمة
!نفسي على ما امتلكته من نعمة منزلة من السماء
اعتقدت أني أدركت سبب كل تصرفاتي العدوانية مع هذا الشخص اآلن، سبب عدم توافقي و شجاراتي التافهة معه و حتى الكالم الذي أصدره
.دون أن أفكر في أثره عليه
ا كان ملجأي الوحيد، كان حصني إن أردت وصفه بشكل دقيق؛ حتى وقت قريب عقلي ال يصدق التغيير الذي حدث في هيئة ذلك الشخص،
ًق
ساب

.وال ما عاصره من أزمات تكاد تفقد المرء صوابه
!كنت ال أزال أراه في منامي كهيئته القديمة و قميصه الكتاني األزرق يختال بنشاطه و يمسك بيمينه مفاتيحه الرنانة أينما كان
.لم أزل أرى رزانته التي كانت دائًما تعجبني فيه، وحبه للمغامرة أينما كانت، إنه من حاز على منصب مثلى األعلى في عالمي الصغير وقتها
.أدركت أن ما أفعله حالًيا من مضايقات له، وعناد، وعدم موافقة على أي مما يقول سواء كان لمصلحتي أو ال، هو محاولة سلبية أنبذ فيها الواقع
اعتقد عقلي أنه يشجع ذلك الشخص بأن يكون نًدا ال داعما له رغم حاجته الماسة لهذا، وأني بهذه الطريقة أدفعه للحياة أكثر، إال أنني كنت سلبية
..أكثر مما ينبغي
واليوم أنا في موقف ال أحسد عليه ألن كل أفعالي تتناقض مع ما أكنه، و بالطبع تسقط كفة األفعال أرًضا أمام كفة المكنونات في أي ميزان في
.الدنيا واآلخرة
أدركت أني أتعامل مع ما يمر به هذا الشخص على أنه مجرد زكام سينتهي مهما طال، بل كنت متأكدة وكأنني أحمل بيدي روشتة الطبيب ومع
تطبيق العالج لن يأخذ أكثر من ثالثة أيام وسيعود أفضل مما كان عليه ليشاركني تفاصيلي، و ثرثرتي الطائلة عن تساؤالتي الكونية، وكأنه منفذي
..لهذا العالم الكبير
وعلى الرغم من أن ما يتعامل معه هذا الشخص من زكام أخذ ما يقرب العامين والنصف، إال أنني يومًيا كنت أدعو اهلل أن أستيقظ وأجده جواري
.أينما أكون كعادته
أعلم أنه ال يخلف وعده وأن اهلل قادر على كل شيء! و لكن بمجرد أن أصطدم به صباًحا يعود سيناريو عقلي البائس ليتعامل بسلبيته حاماًل
حقيبتين من أسلحته ليوجهها إلى ذلك الشخص، فأسد أي طريق قد تخرج منه التبريرات لتعالج ما يحدث من حروب، وبعدها أفرغ عصبيتي
.بطريقة ما وأعاود الكرة قبل أن أنام كل يوم
!على ما أعتقد.. اكتسبت صفات عدة منذ كنت في السادسة عشر؛ البغض، والسلبية، والجبن.. وربما الكذب أيًضا