عروس النيل

تصوير: بسنت محمود - عروس النيل

كتب/ت بسنت محمود
2022-08-03 00:00:00

 جلس صديقا الطفولة، تامر و ياسر في مقهى قريب،، بعد أن سمح لهما أبوهما بالذهاب مشتر ًط
 الالتزامهم باإلجراءات االحترازية لحمايتهم من المرض

.وخالل ذهابهما إلى المقهى، صادف الرفيقان زميلهما في المدرسة جالًسا يقرأ أحد الكتب بتركيز وتلهف شديد
"!بادره تامر بالتحية: "أهال كريم، ما الذي تقرأه في يديك؟
نظر كريم إليه بابتسامة، ورد قائاًل: "إنني أقرأ عن حدث في غاية األهمية كان يقوم به أسالفنا العظماء الفراعنة، قبل بدء التاريخ تعظيًما لمكانة
."النيل في قلوبهم، والذي يتصادف مع وقتنا هذا
"!نظر إليه كل من تامر و ياسر في تعجب و حيرة، ثم سأل ياسر: "ماذا تقصد يا كريم، أي حدث هذا الذي تتحدث عنه؟
أجاب كريم في شغف: "إن المصريين القدماء يا أصدقائي كانوا أصحاب فكر، وحضارة، وعمارة، وفي الموعد نفسه من كل عام حين يفيض نهر
النيل وتمتلئ شواطئه بالطمي استعداًدا لموسم الزراعة، كانت تصاحبه الصلوات الجلية، واالحتفاالت المبهجة، والسعادة الغامرة بين ربوع مصر
."..و لجميع فئات المصريين
ما كانت تختم االحتفاالت باختيار أجمل الفتيات، بل أكثرهم جمااًل ثم تتزين بأفضل الزينة لتظهر بأبهى صورة إهداًء للنيل، و تعبيًرا عن"
ودائمًا

."حب وإخالص المصريين و شكرهم لما يجلبه من طمي و خير و عطاء يعم مصر لكامل السنة
وأكمل منسجًما: "مع ذلك.. يقول بعض العلماء إن المصريين القدماء كانوا يحترمون اإلنسان، و يقدرون الحياة فهناك من نفى أن المصريين كانوا
".يضحون بحياة شخص بريء بهذه الطريقة
"سأل ياسر:"أتقول إن نهر النيل كان موجوًدا منذ ذلك الحين؟
فجاوبه كريم: "نهر النيل و كما قيل عنه إنه 'هبه مصر' و هو الحجر األساسي في استقرار المصري القديم، وأول من ساعده في بناء الحضارة
قبل أن يبدأ التاريخ حتى، فكانوا يقدرونه بحيث وِضَع قانون يجرم رمي النفايات في النيل حينها و كانت له عقوبة شديدة و كانوا يقسمون على
".ذلك؛ حيث يعتبرون أن النيل هو الحياة
"!رد تامر مبتسما:"يبدوا أنك تحب التاريخ حقا يا كريم
.فضحك األصدقاء وأكملوا حديثهم الحيوي
ونهر النيل الكريم، تلك النعمة التي وهبها اهلل لكل البلدان الواقعة على ضفافه، يأتي كل عام محمل بالطمي الغني ليجدد التربة، ويبدأ موسم
.الزراعة، ويعيد الحياة ألرض مصر وألهلها