نظم المجلس الإقليمي للصحة النفسية بالتعاون مع المركز التخصصي للطب وعلاج الإدمان بسوهاج، يوم الأربعاء الماضي في تمام الساعة 10 صباحاً، المؤتمر الأول في صعيد مصر لمناقشة ظاهرة الإدمان وخطورته على الصحة النفسية للمجتمع بعنوان "مجتمع واعي"، بمركز إعداد القادة بسوهاج، والذي شهد حضور العديد من المسؤولين والمهتمين من جهات مختلفة للتوعية بالإدمان. "أهل سوهاج" كانت هناك ورصدت كلمات المتحدثين، وحاورت عددا من الحضور.
بدأ المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عُزف السلام الجمهوري، ثم تحدث جورج عزوز، مدير المركز التخصصي للطب النفسي وعلاج الإدمان، عن أهمية التوعية عن الإدمان، وكيفية تأثيره على الصحة النفسية للأسرة، والذي يؤثر بدوره سلباً على المجتمع، مشيراً إلى أن الإدمان ما هو إلاّ مرض يأتي بدون سابق إنذار، وشدد على دور الأسرة في الوقاية، وعلى أنها لابد أن تكون على وعي بالاحتياج النفسي لأفرادها من اهتمام وتقدير للمشاعر والمجهود المبذول والمساندة ونبذ مفهوم الحب المشروط، كما أوضح أن الجهل بهذه الاحتياجات النفسية قد يؤدي إلى تنشئة فرد غير سوي.
ونوه إلى أن الإساءات النفسية للأطفال تؤدي إلى تشويه بعض المفاهيم لديهم، بالإضافة إلى أن الأذى الجسدي يشعر الطفل بأن جسده مباح وليس له أهمية، مشيرا إلى أن الإساءة الجنسية للأطفال تجعلهم عرضة للتوجه للإدمان والاستغلال الجنسي.
وقالت الدكتورة جيهان على ربيع، عضو المجلس القومي للمرأة، عن أن الإحصائيات أثبتت أن سوهاج هى الأولى في معدلات الإدمان وفي نسب تعاطي الحشيش، مشيرة إلى أن المدمن يعرّض نفسه وأسرته للعديد من المشاكل، كما أن إدمانه يؤثر على إنتاجيته داخل المجتمع، ودعت إلى تكاتف فئات المجتمع لمواجهة ذلك الخطر، وإنشاء أسر سليمة سوية منتجة.
وتحدث أحمد شعيب، المدير الإقليمي ومدير المكاتب العلمية لقطاع الصعيد والقاهرة الكبرى لشركة دلتا فارم، أن الإدمان لا يقتصر فقط على المواد المخدرة ولكن له أوجه مختلفة منها إدمان السوشيال ميديا والتدخين والكحوليات، وأشار إلى أن مصر تعد الأولى على مستوى الدول العربية في تصنيع الأدوية العلاجية حيث يوجد بها 158 مصنعا،ودعا إلى أن يكون هناك تعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة، لتطوير الأسرة لتكون واعية بالمخاطر حولها لإخراج نشء صالح متزن، كما أشار إلى ضرورة الوعي بالاحتياجات النفسية والاهتمام بالجانب الروحاني وتغذيته عقائديا بشكل سليم، ورعاية الجانب الجسدي للشباب بممارسات الرياضية.
وتحدثت دكتورة سحر فياض، رئيس مجلس الجمعية المصرية للنهوض بالمرأة، عن أهمية تكاتف الجمعيات والمؤسسات للحد من تلك الظاهرة، وعن إنشاء دور لرعاية المتعافين والمرضى.
وتحدثت دكتورة عواطف جابر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "هي"، عن أن هناك 36 قرية في سوهاج تعد الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية، وفي هذا السياق أشارت إلى أن أحد أسباب فشل مشروعات تمكين المرأة في تلك القرى وجود فرد مدمن داخل الأسرة، يقوم بالاستيلاء على المشروع وبيعه لجلب المخدرات، ودعت الأسر لضرورة مراقبة أولادهم بشكل يومي، حتى لا ينساق المراهق إلى طريق الإدمان، كما طالبت من المتخصصين بعلاج الإدمان ضرورة وجود أرقام للتبليغ عن حالات الإدمان الموجودة.
وتحدثت نجلاء محجوب، عضو مجلس النواب عن دائرة قنا، عن أن المخدرات أصبحت الاّن متاحة بشكل كبير، ولكن تحاول الدولة جاهدة معالجة هذه الظاهرة عن طريق صندوق مكافحة ومعالجة الإدمان، وإنشاء مراكز للعلاج على مستوى 17 محافظة، حيث وصل عددهم إلى 28 مركزا، وأشارت إلى أنه يجب علينا إظهار النموذج المتعافي لتشجيع المدمنين على التعافي.
وتحدث الدكتور عبد العاطى مزيد، مدير أوقاف سوهاج ومستشار الأوقاف في شئون الدعوة، أن المدمن يخسر ماله وحياته حيث يلجأ إلى الرشوة أو السرقة ثم قد يصل للانتحار، وأشار إلى أهمية التكاتف بين المؤسسات لمواجهة الإدمان.
وتحدث القس عماد شوقي، راعي الكنيسة الإنجيلية بسوهاج، عن أهمية وجود خطاب ديني يناقش القضية عملياً وسلوكياً ومشبع للشباب، بدون تلقين أو حفظ أو أمر أو نهي، إنما يرتكز على الإقناع والحوار والحجة والمنطق.
وتحدثت الدكتورة رشا حميد، المحامية بمحكمة الأسرة، عن أن الإدمان من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، والذي يكون بسبب عنف الزوج في تعامله مع الزوجة وعدم تحمله المسئولية، واعتماده على دخل الزوجة إذا كانت تعمل، أو بيع مصوغاتها الذهبية أو أثاث المنزل.
وتحدث دكتور عزمي بطرس، مديرعام الأمانة الفنية للمجلس القومي للصحة النفسية بأسيوط، أنه يجب علينا مواجهة تلك المشكلة بحلول أخرى غير الحبس والذى أحياناً لا يجدي، وأن حاليا من يتجهون للإدمان هم الأكثر فقراً ونشء الأسر المسيئة للأطفال، وأيضاً المتعطلون عن العمل.
وأشار إلى أهمية وجود دور للعناية بالمتعافين، ودعا وزارات الشباب والرياضة والإعلام والتضامن الاجتماعى والمؤسسات المختلفة للمشاركة في مواجهة تلك الظاهرة، ودعا الحضور للمشاركة في نشر الوعي ونشر ثقافة الطب النفسي والإبلاغ عن المصحات غير المرخصة.
و تحدث دكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج سابقا، عن أهمية دور المدرسة والجامعة في تأهيل النشء ليكون صالحاً، وأشار إلى أن الجامعة أنشأت قسما خاصا بالصحة النفسية.
وتحدث أيضاً الدكتور مصطفى عبد الخالق، رئيس جامعة سوهاج، عن دور الجامعة في مواجهة الإدمان وتنفيذ برامج توعوية وندوات لنشر الوعي بين الطلاب، وأضاف أنه بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي سيتم إنشاء مركز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان، وأنه تم إنشاء بيت التطوع التابع لصندوق مكافحة الإدمان والذى ضم حوالى 1000 طالب من جميع قرى ونجوع المحافظة، وطالب جميع الهيئات الحكومية والمجتمع المدني والمسئولين بالتكاتف لمواجهة مشكلة الإدمان.
وعلى الجانب الآخر، قالت أسماء قبيصي، طالبة وإحدى الحاضرات للمؤتمر، لـ"أهل سوهاج"، إن المؤتمر أعجبها بشكل عام، وقد راعى منظمو المؤتمر الإجراءات الاحترازية، وعند الدخول قاموا بتوزيع كمامات طبية على الحاضرين، مشيرة إلى أن أكثر فقرة لفتت انتبها هي تكريم المتعافين من الإدمان، ولفتت إلى أن المؤتمر ينقصه تواجد البحث العلمي والابتكارات الطبية لمعالجة الإدمان.
وقال أشرف عبد العال، أحد الحاضرين للمؤتمر، لـ"أهل سوهاج"، إنه استفاد من المؤتمر، وأن تنظيم المؤتمر كان جيدا، ولكنه يرى أنه بدلا من تنفيذ الندوات التي تصرف عليها مبالغ ضخمة، وتوجيه هذه المبالغ على كيفية الكشف على المواد المخدرة وطرق العلاج منها.
أما نادية أحمد، إحدى الحاضرات للمؤتمر، قالت لـ"أهل سوهاج" إن المؤتمر دق ناقوس الخطر في عقل كل حاضر، وان المؤتمر غطى كل الجوانب الاجتماعية والدينية والاقتصادية والنفسية,وأشارت الى اعجابها بالتنظيم واستفادت كأم، انها عليها رعاية الجوانب النفسية لأطفالها.
وأوضحت الدكتورة سحر فياض، إحدى منظمات المؤتمر، لـ"أهل سوهاج"، أن من أسباب تدشين هذا المؤتمر هو زيادة أعداد المدمنين، ودعت المؤسسات المختلفة إلى التكاتف للحد من انتشار هذه الظاهرة ، وأشارت إلى أنه من التحديات التى واجهتهم في تنظيم المؤتمر، وجود مكان لائق لإقامته،وقاعة مناسبة تتسع للعدد المستهدف حضوره، وأنهت حديثها بشكر جميع المتحدثين والمنظمين والحضور.