بين عمادات بني خلاد، تأتي "القبة الكبيرة" كواحدة من بين 7 تابعة لدائرة نابل 2، حسب التقسيم الخاص لانتخابات المجالس المحلية المقررة على مستوى العمادات في كل ولايات تونس اليوم 24 ديسمبر .
وتعد بوابة بني خلاد من جهة نابل؛ ومساحتها الشاسعة ميزتها بحراك فلاحي، وهو ما يعزز من قدرتها في تشكيل رافدًا تنمويًا يدعم مستقبل الجهة.
ويسكن العمادة 3,943 شخص، وترشح عنها ثلاثة: "نسيم بن صالح إبراهيم، محمد علي بن بشير الشافعي، سالم بن إبراهيم شهر محمود بندودو".
وينتظر أبناء "القبة الكبيرة" من المرشحين خدمة المصلحة العامة محليًا.
ويُعَد أحمد الورغي، 25 عامًا، من بين شباب العمادة الذين يتمنون وجود مشاريع فلاحية للفلاحين الشبان؛ دعمًا للمشهد الاقتصادي للعمادة، كما يطالب بإحداث ملعب حي لعشاق ممارسة كرة القدم، فمنذ أكثر من ثلاث سنوات لا يوجد ملعب.
وأضاف: "لم يكن لنا ملعب خاص بنا وطالبنا السلطة المحلية بذلك، لكن هذا ليس ضمن مخطط المشاريع التنموية؛ لأن الميزانية تُرصد من الولاية، وهذا يعني أنه لا مكان لنا لممارسة الأنشطة".
ويوضح سمير عريف، الكاتب العام السابق لبلدية بني خلاد، إن ميزانية المشاريع التنموية تُضبط حسب الأولويات، وما تم رصده كان موجه للبنية التحتية وتعبيد الطرقات والتنوير العمومي، وهو مبلغ يُرصد من قبل الولاية لكل البلديات في ولاية نابل.
ويقول سالم بن عمر، فلاح بالجهة، إن سكان العمادة يعانون من هجمات وادي جرابة، والتي تعطل مسارات التنمية وتهدد أمن الفلاحين، إذ تنزل كميات كبيرة من الأمطار تسبب سيل للماء الذي يصل إلى منازل الناس ويخلف أضرارًا مادية، نتيجة للفيضانات التي تحدث في نابل منذ عام 2018، وعلى الرغم من شكاواهم للسلطة المحلية إلا أن الأمر لم يتغير.
وفيضانات 2018 هي أكبر فيضانات حدثت في نابل وخلفّت ستة قتلى وخسائر مادية كبيرة، وبلغت فيها الأمطار 204 مم، فيما جهزت الجهات المسئولة لجان لمجابهة الكوارث والنظر في المخاطر قبل حدوثها، ولكن تكمن الإشكالية في أن البيوت تقع في منخفضات، والأمر تكرر في 2022.
وتطالب سميحة زيان، ربة بيت، المرشحين بالاعتناء بالبنية التحتية؛ لأن تهالكها يضر السيارات خلال الشتاء حين تتحول الطرق إلى طين، بما يعرقل حركة المرور.
كما دعت "زيان" إلى ضرورة توفير منشآت ثقافية "نادي شباب" وملعب رياضي.
وتؤكد سميحة الشافعي على قول "زيان"، موضحة أن العمادة تعاني من عدة مشاكل أهمها البنية التحتية وتهالك شبكات التطهير، منوهة على أهمية تفكير المرشحين في هذه النقاط.
ويشدد عبدالرزاق عون الله، على أهمية إعطاء المرشحين أولوية في برامجهم للقطاع الفلاحي ولأزمة مياه الري واستغلال الأراضي الدولية؛ لأن مشكلة نقص المياه يعاني منها الفلاحين بالجهة.
وهذه الأزمة تسبب خسائر كبيرة على الأشجار بسبب نقص المياه وضعف المنتج الفلاحي، فالقوارص مثلًا كمياتها أقل من السنة الماضية بنسبة 20 %، نتيجة عدم نزول الأمطار، والماء الذي يوزع على الفلاحين يكون بحصص أقل لا تكفي للزراعة، في حين لم تتخذ الحكومة أية إجراءات سوى الدعوة لترشيد استهلاك المياه، وقطع المياه الصالحة للشراب على كل المتسكانين.
ويطالب حسام الدرويش، بأن يكون للشباب أيضًا حظهم من اهتمام المرشحين، مضيفًَا أنه لم يجد بعد أية تركيز في برامج المرشحين عليهم.
ويتمنى "الدرويش" ألا تكون هذه الانتخابات خيبة أمل جديدة له تضاف على المراحل السابقة القديمة، وألا يهتم المرشحون فقط بمصالحهم الشخصية.
ويوضح سمير عريف، الكاتب العام السابق لبلدية بني خلاد، أن المشاريع التنموية تتطلب مراجعة وموافقة من قبل الولاية لتحديد الميزانية كاملة، موضحًا أن البلدية تدخلت على مستوى البنية التحتية، ونفذت تنويرًا عموميًا وحملات نظافة وعبّدت الطرقات، لكن الإمكانيات المادية لازلت محدودة، وهذا الدور التنموي مسئولية المجلس المحلي.
وسيركز المرشح، محمد علي الشافعي، في برنامجه الانتخابي على إحداث مكاتب بريد، ومراكز صحة أساسية في منطقة القبودي وباطرو وأم هاشم، وبعث دور شباب بكافة عمادات القبة الكبيرة، وبعث ملاعب رياضية، وتخصيص اعتمادات لصيانة المدارس التربوية، وصيانة المساجد والمقابر، والاعتناء بالبنية التحتية داخل الأحياء السكنية من خلال توسيع شبكة التطهير وشبكة الماء الصالح للشرب، والتنوير العمومي، وتعبيد كافة المسالك الفلاحية بعمادة القبة، وتركيز المفترقات المرورية بكل من منطقة القبة الكبيرة والقبودي، وتمكين الفلاحين الشبان من مقاسم فلاحية والإحاطة بهم، والإسراع بإتمام عملية التفويت في المقاسم السكنية والتدخل لدى المصالح الإدارية في تخطي كل الصعوبات التي يعاني منها المتساكنين وإحداث احياء تجارية بكامل المنطقة.
وبخصوص باقي المرشحين فلم نصل بعد إلى برامجهم الانتخابية، وتم الاتصال بهم هاتفيًا، وأكدوا أنهم ليس لهم برامج مكتوبة وأن تركيزهم سيكون فقط على احتياجات المواطنين.