قال الدكتور يوسف بليش، طبيب أسنان، ومختص في الصحة العمومية في بني خلاد، إن مفاهيم وسياسات الصحة ينبغي التعرف عليها بمنطق شامل، وتطوير زادنا المعرفي، وفهم كلمة صحة ثم كلمة سياسة والربط بينهما.
وتفاعل بليش والحضور، خلال ندوة تحسيسية حول سياسات الصحة العامة في تونس، والتي أشرفت عليها جمعية التنمية والإعلام البديل ببني خلاد مساء السبت بالمكتبة العمومية ببني خلاد.
والندوة من تأثيث أطباء من جمعية قرطاج للصحة، وتأتي في إطار مشروع شركة "باشكاتب" في مدينة بني خلاد الذي بدأته منذ أربع سنوات؛ بهدف تكوين اليافعين في مجال الصحافة والإعلام.
وأجاب حضور الندوة حول سؤال بليش عن أول ما يتبادر إلى أذهانهم حول الصحة من كلمات مثل: «حياة، تواصل، علاج، وقاية، صحة نفسية".
وذكر بليش، أن مفهوم سياسات الصحة هي طريقة لإدارة شؤون البلاد، وهي تتمثل في شرح الكلمتين معًا، وهي أن سياسات الصحة تمثل القرارات والإجراءات التي يتم القيام بها لتحقيق غاية صحية محددة الأهداف داخل المجتمع.
واستشهد بليش في حديثه بتجربة مدينة بني خلاد، وصيرورة العمل فيها بنظام سياسات الصحة.
ثم تحدثت الدكتورة إيناس عيسى، المختصة في طب الشغل والأمراض المهنية، عن محددات الصحة، وكيف تقاس وتوزع حسب الخصوصية في كل جهة، وعن هيكلة النظام الصحي.
وتساءل عبدالفتاح الدربالي من الحضور عن كيفية معرفة المحددات الخاصة بالصحة، لتجيب عيسى بأنها مقسمة إلى 4 معايير: «الخصائص البيولوجية المتمثلة في النمط المعيشي، العوامل الاجتماعية والمجتمعية، ظروف المعيشة والعمل، الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية".
وشهدت الندوة تفاعلًا مستمرًا بين الحضور والمدرب، وتنوعًا بين شباب وأفراد في المجتمع المدني وأولياء أمور، وشارك فيها فريق من المشاركين في مشروع "المشعل" التابع لشركة "باشكاتب"، وهي ندوة تأتي في ختام آخر دورة تكوينية كان قد تلقاها فريق المشروع في أواخر شهر جويلية حول سياسات الصحة وكيفية استثمارها في مجال الصحافة.
وأنتج مشاركو "المشعل" بعدها مجموعة من التقارير الصحفية التي تتحدث عن مجال الصحة محليًا في بني خلاد.
ودعت هيفاء بن عايشة، رئيس الهيئة المحلية للهلال الأحمر بمنزل بوزلفة، إلى ضرورة التكثيف من مثل هذه الندوات لتعزيز وعي الشباب بمجال الصحة، والتعامل مع الإجراءات القانونية لتلبية حقوقهم.
وانقسمت الندوة إلى ثلاثة محاور، وهي جانب نظري، ثم نقاش مفتوح وإجابة على أبرز الأسئلة مثل وسائل تمويل النظام الصحي في تونس، ومن المسؤول عن التمويل، وما هي مشمولات نظام التأمين الصحي في تونس، ثم ثالث محور عبارة عن تدريب صغير شارك فيه الحضور لكتابة أبرز المعلومات التي علقت بذاكرتهم بعد انتهاء الندوة.
ومن جانبها قالت إيناس الطوير، رئيس جمعية التنمية والإعلام البديل ببني خلاد، إن أبرز الإخلالات الصحية التي يواجهها المواطن التونسي بشكل يومي والتي تسبب له أمراضًا، هي الإفراط في استخدام السكر في الطعام، وعدم الالتزام بتعليمات الأطباء في العلاج، والاستهتار في عدم الذهاب للطبيب في الوقت المناسب لعلاج الأمراض المزمنة.
وبنهاية الندوة استعرض الحضور ما تعلموه في شكل رسم لشجرة تحمل في فروعها فكرة، بعبارات مثل: «الصحة العامة هي وعي ووقاية، ومعلومات قيمة، هجرة الأطباء، الفرق بين سياسة الصحة والصحة العمومية، المواطن له الحق في المناظرات الصحية، الصحة أساس الحياة".
وكرمت رئيس الجمعية كل من بليش، وعيسى، عبر توزيع شهادات شكر لهما، وووجهت التحية للحضور على قبولهم الدعوة والمشاركة والتفاعل.