بعد أسبوع يبدأ العام الدراسي في تونس، وسط غلاء نال من سوق مستلزمات العودة المدرسية، وظهور محاولات مجتمعية لدعم الأسر الفقيرة غير القادرة على شراء أدوات الدراسة.
وأثقلت أسعار المستلزمات الدراسية كاهل الأسرة، بالإضافة إلى الزي المدرسي.
واضطرت أمهات كثيرات إلى إعادة ترتيب ميزانية البيت وشراء الضروريات فقط، خوفًا من عدم قدرة رب الأسرة على تدبير نفقات الدراسة، وسط عدم وعي الأبناء بهذه المشاغل.
ونحو ثلاثة ملايين تلميذ على مستوى كل الولايات معنيون بالعودة المدرسية لعام 2023 -2024، بحسب إحصائيات وزارة التربية.
وأجرت "المشعل" جولة ميدانية داخل مكتبات مدينة بني خلاد استعدادًا للعودة المدرسية في 15 سبتمبر الجاري.
كما رصدت نظرات المواطنين التي غلب عليها اللوعة والألم والأمل في وصول أبنائهم إلى مراكز عليا في التعليم؛ لكي يشعر الآباء أن تعبهم لم يضع، وسط آمال بتخفيف الدولة الأعباء عن ذوي الدخول الضعيفة.
وقال رئيس الغرفة الوطنية لتجار الجملة والمواد المدرسية في تصريح لإحدى المؤسسات الإعلامية، إن سعر الكتاب المدرسي شهد زيادة نسبية تقدر بـ 5 % بالمقارنة مع السنة الفارطة.
وذكر ماهر، صاحب مكتبة، أن أسعار الورق والشراء بالجملة ارتفعت، وهو ما قاد إلى ارتفاع الأسعار للمستهلك، وأدى إلى عزوف كبير بين المواطنين عن الشراء، خاصة بعد معاناتهم أيضًا من نفقات فصل الصيف.
ويجد المواطن التونسي في مواجهة الأسعار نفسه في موقف صعب، ويفقد قدرته على شراء مستلزمات الدراسة، خصوصًا العائلة التي لديها أكثر من ثلاثة أبناء في مجالات متنوعة.
ورصدت "المشعل" تذمر التونسيين من ارتفاع الأسعار، فتقول أمل وهي عاملة في مصنع للخياطة إن الوضع الحالي حدث نتيجة الوضع
الاقتصادي الصعب، لذا نوجهنا ندائنا إلى السلطات المعنية لحل الأمر، لأن ما يحدث يفوق قدرتنا الشرائية.
ولا تستطيع عائدة، ربة منزل، تدبير احتياجاتها الأساسية وليس أدوات التعليم فقط، ولديها ثلاثة أطفال، تقول : « سعر الأدوات تجاوز 2000 دينار بين أدوات وملابس، ما باليد حيلة سنضطر إلى التقسيط".
كما لا تقوى سعاد الرزقي، عاملة نظافة ووالدة بنتين على شراء الكتب الدراسية، فلجأت إلى الكتب المستعملة التي تحصل عليها من جيرانها أو المشرفين في العمل؛ للتخفيف من حدة أزمة ارتفاع مصاريف الدراسة هذا العام، وتضيف : « باقي المواد سأشتري فقط ما استطيعه حتى لا أحرم بناتي من الدراسة.. أريد لهن مستقبل أفضل".
وطلب محمد الشمنقي، عامل يومي، مساعدة الهلال الأحمر التونسي لتوفير المواد الدراسية؛ لأنهم يوفرونها لضعاف الحال، يقول : « أطلب المساعدة كل عام وبغير هذا لن استطيع تلبية مطالب أبنائي".
ونفذت جمعيات في بني خلاد والهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي حملة لتوزيع التبرعات الخاصة بالعودة المدرسية للسنة الدراسية 2023 -2024، وعدد العائلات التي ستنتفع بهذه المساعدات بلغ 90 عائلة مستحقة ببني خلاد، وفق قائمة من معتمدية بني خلاد، وتستهدف الحملة مساعدة تلاميذ العائلات المحتاجة وذوي الدخل المحدود على العودة المدرسية في ظروف مقبولة.
وبمقارنة للأسعار بين العام الفارط والحالي، نجد أن أسعار الكتب كانت : للسنة الأولى أساسي قفزت من 8100 إلى 9600 دينار، والثانية أساسي من 11600 إلى 13600 دينار، الثالثة أساسي من 19800 إلى 23800 دينار، الرابعة أساسي من 24100 إلى 28100 دينار، الخامسة أساسي من 28100 إلى 32600 دينار، السادسة أساسي من 31000 بالسنة الحالية 35500 دينار".
وفي المرحلة الإعدادية : « السابعة إعدادي من 40200 إلى 43800 دينار، الثامنة إعدادي من 41800 إلى 45600 دينار، التاسعة إعدادي من 40400 إلى 44600 دينار"، والثانوية : « الأولى ثانوي من 45400 إلى 50900 دينار، الثانية ثانوي علوم من 53000 إلى 57600 دينار، الثانية ثانوي آداب من 32800 إلى 37800 دينار، الثانية ثانوي اقتصاد وتصرف من 38800 إلى 44300 دينار".
وبالنسبة لأسعار الكراسات بجميع أحجامها : "كراس 24 من 1080 إلى 1760 دينار، وتقدر الزيادة بـ 62,96%، كراس 48 من 2500 إلى 3267 دينار بزيادة30,68%، كراس 72 من 3150 إلى 4883 دينار بزيادة 55,02% ، كراس المحفوظات من 2100 إلى 3475 دينار بزيادة 65,48% ».