يشعر أمان ساسي بجدال داخلي في هوية اللغة في تونس، ومع احتفال العالم باليوم العالمي للغة الأم يجد نفسه أمام لغة يختلط بها كلمات عربية وفرنسية أصبحت لغة دارجة في تونس.
يقول ساسي شاب عمره 26 سنة، لـ"المشعل": "اللغة الأولى للبلاد التونسية هي العربية، وبعدها أصبحت الفرنسية وتدخل معها لغات أخرى متنوعة، ولكن الحديث اليومي بين الشباب لم يعد يركز بالأساس على اللغة العربية فقط، بل أصبح يتداول المصطلحات الفرنسية والأجنبية لأنهم لا يجدون الكلمة باللغة العربية بمعنى أن تفكيرهم يركز بالأساس على اللغات الأجنبية أكثر لأنهم يجدون اللغة العربية معقدة وبعض الكلمات فيها صعبة في إيصال المعلومة للطرف الآخر في الحوار".
وأضاف: "لذلك فهذا تراث اللغة العربية أو الترتيب لرؤية وجهة نظر الآخرين في اختيار اللغة الأم بالنسبة لهم يختلف من شخص لأخر".
تحتفي منظمة اليونسكو بيوم اللغة الأم في 21 من فبراير من كل عام، وتعتبر المنظمة بحسب موقعها الرسمي، أن التنوّع اللغوي يتعرض إلى تهديد متزايد في ظل اندثار عدد أكبر من اللّغات، ولا يحصل 40% من سكان العالم على التعليم بلغة .يتحدثون بها أو يفهموها، ولكن، ثمّة تقدّم ملموس في إطار التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم.
وكمثال على ذلك تونس لغتها الأم بالأساس هي العربية الفصحى باعتبارها دولة عربية ولكن إلى جانب العربية تأتي اللغة الفرنسية والإنكليزية كلغة معتمدة في الدراسة.
وقالت سناء الزين طالبة 28 عاما، "اللغة الأم في نظري هي العربية ولا يعلو عليها شيء بالنسبة لي باعتبارها الأقرب لكل الناس، التلميذ والطالب والمواطن العادي والفلاح والمرأة لأنه ليس كل الناس متعلمين و يجيدون الحديث بأكثر من لغة أيضا أبسط وأقرب لغة مفهومة وسهلة الاستعمال لكل الناس هي العربية سواء كانت دارجة تونسية وعربية فصحى كلاهما لهما نفس التوجه".
وأضافت: "أدعو الحفاظ على اللغة العربية فهي موروث ثقافي تاريخي للدولة".
وتقول لطيفة المكني ربة بيت تبلغ من العمر 51 عاما: "أتذكر أن أول لغة اعتمدت كثيرا في تونس هي اللغة الفرنسية في عهد بورقيبة أثناء الاستعمار الفرنسي، وأصبح نظام التعليم موجه باللغة الفرنسية وتعلمها الشعب خلال تلك الفترة لتتواصل لغاية اليوم حيث نراها في نظامنا التعليمي وفي تواصلنا اليومي سواء مع الأصدقاء أو في العائلات حين نستعمل بعض الكلمات الفرنسية بشكل مستمر لذلك هي ترى أن اللغة الأم بالنسبة لها هي الفرنسية لظهورها في عصر الأجداد".