دفع انخفاض قيمة الدينار التونسي واقتراب سعره إلى نظيره الريال السعودي، إلى ارتفاع أسعار الحج هذا العام إلى 19 ألفًا و400 دينار، بمقدار ارتفاع بلغ ثلاثة آلاف دينار، وهو ما أحدث استياءً بين عدد من الراغبين في الحج هذا العام.
وهذه التسعيرة، أعلنها إبراهيم الشابي، وزير الشؤون الدينية التونسي، في ندوة صحفية بمقر الوزارة، إذ قال إن تسعيرة الحج حُددت بهذا الرقم للعام 2023، وهي مقسمة بين 16 ألف قيمة التنقل والخدمات المحددة من شركة الخدمة الوطنية والإقامة، وثلاثة آلاف و400 دينار قيمة تذكرة السفر المحددة من شركة الخطوط التونسية.
وسيؤدي فريضة الحج هذا العام عشرة آلاف و982 شخصًا، وهم من تم قبولهم من إجمالي 206 آلاف و840 شخصًا تقدموا للحج، فيما يبلغ عدد أفراد البعثة المرافقين 520 شخصًا.
وعبر مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي، عن الاستياء من ارتفاع تسعيرة الحج، وقالوا إن الحج صار مستحيلًا لضعفاء الحال في هذه الظروف، وأن بهذا صحيح أن نقول إن الحج أصبح لمن استطاع إليه سبيلًا، لأن الوضع الاقتصادي لا يجعل المواطن قادرًا على جمع 19 ألفًا و400 دينار.
ورصد "المشعل" رأي بعض المواطنين في تسعيرة هذا العام المرتفعة، فقال طارق الهيف، صاحب وكالة أسفار، إن الارتفاع يعود إلى انخفاض قيمة الدينار التونسي ليعادل الريال السعودي، وبالتالي فقد قيمته التنافسية.
وأضاف، أنه بعد جائحة كورونا، ارتفعت أسعار السكن والإقامة بنسبة 50%، لأن الفنادق تطلب تجديدًا وإعادة تهيئة وتغييرات لوجستية، حتى تكون هناك ظروف إقامة جيدة للحجاج، بجانب ارتفاع قيمة تذكرة الطائرة لتغطية فروق العملة، وقد ارتفعت تسعيرة الحج في العالم وليس في تونس فقط.
وقال حمادي الطوير، أحد المواطنين التونسيين الذي سيقوم بأداء فريضة الحج هذا العام، إنه من دون مساعدة أولاده على جمع المبلغ، لم يكن ليستطيع السفر، يضيف : « هذا أمر سعيد جدًا بالنسبة لي، انتظر هذه اللحظة منذ 5 سنوات، ومتشوق جدًا لرؤية بيت الله الحرام، والتضرع له والدعاء بطلب الرحمة والمغفرة".
محمد الجربي أيضًا، من الذين سيقومون بالحج هذا العام، ظل يجمع مبلغ السفر لسنوات، وحين حانت لحظة نزول اسمه في كشوف المقبولين كان المبلغ كاملًا، يقول : « كان من الصعب جمع هذا المبلغ في وقت قصير، وسأسافر يوم 17 جوان "يونيو" القادم، وآمل أن يكون حجًا مبرورًا لكل المسلمين".
وتتلخص مراحل الحج الخاصة في: "إعداد الوثائق الخاصة بالسفر، ثم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة واللقاحات المطلوبة قانونيًا بالمركز الصحي المعين من قبل الجهات المختصة، ثم يحتفظ الحجاج بدفتر الصحة الذي يُسلم للحاج ضمن الوثائق الواجب عليه حملها معه".
ثم يُقدم لهم، مجموعة من الدروس الدينية التوعوية لمدة ثلاثة أسابيع، يشرح فيها رجل الدين مراحل أداء فريضة الحج، وضرورة المعرفة بكل الأحداث والمحطات حتى لا يقعون في أية خطأ، خاصة مع وجود أعداد غفيرة من الحجاج من كل الدول، مع ضرورة الحذر والالتزام بقواعد البعثة المرافقة.
والمرحلة الأخيرة، بعد دفع تكاليف السفر، هو تسليم جواز السفر للحصول على التأشيرة.