عانى سكان بني خلاد من انقطاع المياه يوميًا طوال شهر رمضان في الفترة من بعد منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح، وذلك بعد انخفاض كميات المياه الصالحة للشرب بسبب جفاف السدود.
رأى العديد من الأهالي أن حل الأزمة يكمن في سقوط الأمطار التي ستزيد من منسوب المياه في السدود، واليوم الأحد، دب الأمل في قلوب سكان بني خلاد بعدما شعروا بتغير الطقس الذي جلب لهم المطر.
يقول عامر بحبة، خبير في أحوال الطقس، لـ"المشعل": “سيشهد الطقس في تونس تغييرًا بنسبة 180 درجة بسبب منخفض جوي قادم إلينا من شرق أوروبا، وسيكون له تأثيرًا إيجابيًا حيث سيصحبه سقوط الأمطار لمدة ثلاثة أيام، الأحد والاثنين والثلاثاء، ليسود طقس شتوي بارد في شمال ووسط تونس".
وأضاف: “متوقع سقوط الأمطار فوق المناطق الزراعية والأماكن التي تتواجد فيها السدود الكبرى وولاية نابل، فالسحب بدأت تتشكل في اتجاه الشمال الغربي وذاهبة نحو الجنوب الشرقي".
بدأ سقوط الأمطار، صباح اليوم الأحد، على العديد من الولايات التونسية من بينهم ولاية نابل وهذه تعتبر الموجة الأولى في موجة التقلبات الجوية التي تشهدها تونس، حيث من المنتظر أن تشهد نوبة ثانية قريبًا.
يوضح عامر: “يعتبر هذا العام عامًا جافًا استثنائيًا، فقد سجلت جميع السدود نقصًا واضحًا في إمدادات مياه الأمطار، حيث سجلت محطة سيدي سالم 116 مم فقط من الأمطار منذ بداية السنة المطرية في شهر سبتمبر الماضي، بينما معدلها السنوي هو 324 مم أي أنها سجلت هذا العام ثلث المعدل فقط".
يتمنى أهالي بني خلاد سقوط الأمطار وامتلاء السدود حتى لا تنقطع المياه مرة أخرى، حيث أنهم يعيشون حاليًا في وضع مقلق وضاغط، فيقول مصطفى بوزيدي، أحد سكان بني خلاد، لـ"المشعل": “نحتاج إلى سقوط الأمطار بكميات كبيرة لننقذ الأراضي الزراعية، فالفلاح يعاني من جفاف أراضيه بسبب ضعف التزود بالمياه وقرارات وزارة الفلاحة الأخيرة التي منعت استهلاك الماء الصالح للشرب في ري الأرض الزراعية".
يذكر أن المخزون الحالي للمياه الموجودة في السدود حاليًا والتي يبلغ عددها 36 سد هو 722 مليون مترًا مكعبًا فقط من الماء، بينما كان يوجد في العام الماضي في نفس هذا الوقت من العام 1211 مليون مترًا مكعبًا من المياه أي بنقص 489 مترًا معكبًا من المياه عن العام الماضي، هذا بحسب ما نشر في بيان وزارة الفلاحة.