تفاجأ مستفيدي بطاقات التموين في منطقة دار السلام، مطلع الشهر الجاري، بعدم صرف منحة رمضان، التي سبق أن أعلنت عنها وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي يوم 28 فبراير الماضي.
وأعلن وزير المالية، أحمد كجوك، خلال الاجتماع، أن الدعم الإضافي سيشمل الأسر المسجلة على بطاقات التموين التي تضم أطفالًا، وتقديم دعم نقدي إضافي قدره 125 جنيهًا للبطاقة التموينية التي تضم طفلًا واحدًا، في حين ستحصل الأسر التي لديها طفلان على دعم إضافي بقيمة 250 جنيهًا لكل بطاقة، مقررًا موعد الصرف يوم 1 مارس.
يتوجه مستفيدو التموين في منطقة دار السلام إلى منفذ "جمعيتي"، التابع لوزارة التموين، لصرف مستحقاتهم التموينية مطلع كل شهر، من بين هؤلاء، دعاء خالد، ربة منزل من دار السلام، كانت تترقب بداية الشهر الحالي الحصول على منحة رمضان، حاملة بطاقة التموين في حقيبتها، حيث يعد صرف التموين الشهري أولوية لها.
تواجه دعاء صعوبة في تلبية احتياجات أسرتها المكونة من خمسة أفراد، إذ يحصل كل فرد على دعم قدره 50 جنيهًا فقط، تحصل بها على كيس سكر وزجاجة زيت، أو زجاجة زيت وكيلو أرز ولا تكفي لتلبية احتياجات الأسرة.
توجهت دعاء في صباح الأول من مارس إلى المنفذ الأقرب لها على أمل صرف الزيادة، لكنها فوجئت بعدم نزولها، إذ كانت المنحة تمثل جزءًا أساسيًا من خطتها لتأمين احتياجات رمضان، وقالت بحسرة: "كنت عارفة إن المبلغ مش هيجيب حاجات كتير، لكن حتى لو كان كيلو سكر أو زجاجة زيت، كانوا هيفرقوا معايا في رمضان".
أما إيمان عبدالسلام، وهي ربة أسرة من دار السلام، علقت آمالها على المنحة أيضًا، حيث تابعت الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام السابقة لشهر رمضان، بناءً على ذلك، اشترت جميع مستلزمات الشهر، باستثناء السلع التموينية، ظنًّا منها أنها ستتمكن من شرائها باستخدام المنحة، لكنها فوجئت مثل غيرها بعدم صرفها.
لاحقًا، قرأت إيمان خبرًا عن احتمال صرف المنحة خلال رمضان أو في نهايته، مما أثار استياءها، قائلة: "إيه الفايدة منها لو اتصرفت في نص رمضان أو آخره؟ كانت هتبقى أنفع مع بداية الشهر، لما الناس بتستعد وبتشتري احتياجاتها، كانت هتشيل عني مصاريف كتير، خاصة في الزيت والسكر".
تختلف أسعار السلع في منافذ التموين عن نظيرتها في المنافذ الخاصة، ولكن بفوارق ليست كبيرة في بعض المنتجات.
على سبيل المثال، تُباع زجاجة الزيت بحجم 700 جرام في منافذ التموين بسعر 30 جنيهًا، بينما يتراوح سعر زجاجة الزيت ذات اللتر الواحد في المنافذ الخاصة بين 70 و90 جنيهًا، وذلك وفقًا للعلامة التجارية.
أما سعر كيلو السكر في منافذ التموين، فيبلغ 12.5 جنيه، في حين يتراوح سعره في المنافذ الخاصة بين 30 و50 جنيهًا.
وبسبب هذه الفوارق السعرية، تترقب إيمان ودعاء صرف منحة شهر رمضان من وزارة التموين، حتى وإن تأخرت، إذ تمثل الـ 250 جنيهًا فرصة للحصول على زجاجة زيت وكيس سكر وكيلو أرز بسعر أقل مقارنة بالمنافذ الخاصة.
يأتي ذلك في ظل الضغوط المالية التي تفرضها متطلبات الشهر الكريم، إذ ترى إيمان ودعاء وغيرهم أن وجبتي الإفطار والسحور خلال رمضان تشكلان عبئًا ماديًا أكبر مقارنة ببقية أشهر السنة، فكان صرف الزيادة يمثل دعمًا مهمًا لتخفيف هذه الأعباء، خاصة في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إلا أن تأخرها أثار حالة من الإحباط بين المستفيدين.