حديقة الأورمان في "عِلم المجهول".. ووزارة الزراعة تنفي إزالة الأشجار

أعمال الحفر بحديقة الأورمان المنشورة على صفحة "asar"

نفى أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامي باسم وزارة الزراعة، في تصريح رسمي لـ"صوت السلام"، ما يُتداول حول إزالة الأشجار الموجودة بحديقة الأورمان النباتية الموجودة بالجيزة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ قال إن التطوير يشمل الحديقة دون المساس بالأشجار. 

وهو ما أكدت عليه وزارة الزراعة عبر صفحتها الرسمية على "الفيسبوك"، وذكرت في بيانها أن جهات تطوير حديقتي الحيوان والأورمان، التي تولتهما منذ يوليو 2023، تلتزم بالحفاظ على التراث النباتي الفريد بها، لضمان استمرار هذا التراث البيئي للأجيال القادمة. 

وأوضحت وزارة الزراعة إلى أن ما يجري حاليًا هو عمليات تقليم وعناية بالأشجار، كي تبدو في أبهى صورها، فيما لفتت النظر إلى أن افتتاح الحديقة في نهاية العام القادم. 

وبالتحقق من الصور المنشورة على الفيسبوك بتاريخ 28 أكتوبر، عبر أدوات "tineye" والبحث العكسي بجوجل، لم تظهر الصور المُتداولة -التي تبدو حديثة- سوى على صفحة "asar" -آثار- وهي صفحة مهتمة بالتراث المصري، مرفقة بتعليق "الصور دي النهاردة من حديقة الأورمان لعمليات الحفل لعمل مباني الكافيتريات والصرف الصحي، وشال معها أشجار نخيل رخامي وشجر تاني كتير"، وأظهرت الصور أعمال حفر لا تكشف بشكل واضح ما إذا أزيلت أشجار خلال العمليات أم لا، خصوصًا مع إغلاق الحديقة منذ يوليو 2023.

 

تاريخ حديقة الأورمان

وبحسب مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية فإن كلمة "أورمان" تعني الغابة أو الأحراش، فيما ضمّت حوالي 100 ألف شتلة ليمون وبرتقال ويوسفي، تم استجلابهم من جزيرة صقلية في عهد الخديوي إسماعيل، حيث أنشأت الحديقة في خلال عهده عام 1875، بهدف إمداد القصور الخديوية بالفاكهة والموالح والخضر. 

وكانت الحديقة جزءًا من قصر الخديوي- بحسب المركز- حتى قرر الخديوي إسماعيل نقل غابات بولونيا إلى مصر، فاستُقطعت أرض الموالح من الملكية الخاصة، وجلب الخديوي لهذه الحدائق أشجارًا ونباتات مزهرة من جميع أنحاء العالم، وصمّم الحديقة مهندسون فرنسيون على الطراز الطبيعي. 

وكانت الحديقة جزءًا من حدائق سراي الجيزة مع حديقة الحيوان، فيما كانت مساحتها وقت إنشائها 95 فدانًا، وحينما خُطط لشارع الجامعة عام 1934 استُقطع الجزء الجنوبي منها، وضُمّت إلى حديقة الحيوان، فتقلّصت مساحتها إلى 28 فدانًا، وعلى الرغم من تقليل مساحتها لا تزال تعتبر الأورمان من أكبر الحدائق النباتية في العالم. 

وبحسب البيان الرسمي لوزارة الزراعة فإن جهات التطوير- الغير مُشار إليها- تسلمت 3 آلاف شجرة بالحديقة، وقامت بأعمال التقليم على تلك الأشجار، وجرى صندقة حوالي 142 شجرة، للحفاظ عليها حتى الانتهاء من أعمال تطوير الحديقة.

وتضم حديقة الأورمان -بحسب البيان- على حوالي 1200 نوع نبات وأشجار نادرة يتجاوز عمرها أكثر من 100 عام.

تطوير الأورمان

وكان قد تفقد نائب وزير الزراعة، المهندس مصطفى الصياد، حديقة الأورمان، أمس الثلاثاء، بحضور رئيس قطاع الفروع بوزارة البيئة، دكتور عصام عامر، ومسئولي تحالف تطوير الحديقة، و"بيدرو سوتو" الاستشاري العالمي لتطوير حديقتي الحيوان والأورمان، أعمال التطوير الجاري تنفيذها في الحديقة. 

وأكد المهندس أحمد عبد المعطي، رئيس القطاع الهندسي بالتحالف، على حرص فريق العمل في الحفاظ على كافة الأشجار والنباتات الموجودة بها، وأن جميع الأشجار مُرقّمة ومُكوّدة، ويوجد حصر بها. 

ونفى تمامًا إزالة أو قطع أي شجرة، وفي حال الحاجة إلى نقل بعض الأشجار، يتمّ ذلك بأسلوب علمي من خلال مختصين، لافتًا النظر إلى أن تكلفة عمليات النقل للأشجار، أعلى بكثير من تكلفة زراعتها من جديد.

وكان قد بدأ تطوير كلًا من حديقتي الأورمان والحيوان في سبتمبر 2023، الذي يستهدف زيادة عدد فصائل الحيوانات المعروضة من 71 إلى 186 فصيلًا، فضلًا عن زيادة عدد المناطق الجاذبة للزوار ليصل إلى 14 منطقة بدلًا من 3 مناطق.

صور الحفر المنشورة على صفحة "asar"