بين موافق ومعارض لهاشتاج "لا لقطع الكهرباء".. الأهالي: "حياتنا بتضيع"

Photographer: دينا عبد العزيز - شمعة كحل بديل لانقطاع الكهرباء

Written By دينا عبد العزيز - ملك عرفان
2024-04-24 19:34:51

تداولت صفحات شباب دار السلام هاشتاج #لا لقطع-الكهرباء-طالما-بندفع-ثمنها، مع استمرار تخفيف الأحمال بالمحافظات بعد انتهاء شهر رمضان، واختلفت آراء الأهالي حول المشاركة في الهاشتاج، فالبعض رأى أنه لا فائدة منه، وآخرين شاركوا فيه على أمل أن يكون له دور فعال في حل المشكلة. 

وكان مجلس الوزراء قد أصدر قرار بوقف انقطاع الكهرباء خلال شهر رمضان وإجازة عيد الفطر، وأعلنت شركات توزيع الكهرباء في مصر عن عودة قطع الكهرباء في مصر 2024 وجداول مواعيد قطعه في كافة محافظات الجمهورية، بدءً من الاثنين 15 إبريل الجاري من الساعة 11 صباحا وحتى الساعة 5 مساءًا، بحيث تكون ساعتين يوميًا لكل مجموعة، وفقًا لجدول انقطاع محدد.

وأوضحت وزارة الكهرباء أن أسباب استمرار تطبيق "تخفيف الأحمال" في مصر يرجع إلى 4 أسباب؛ نقص الوقود المورد لمحطات الإنتاج، الاستهلاك اليومي للكهرباء، ارتفاع حالات سرقات التيار الكهربائي، ثبات أسعار الكهرباء وعدم تحريكها، وأشار مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء في تصريح صحفي لـروسيا اليوم، إلى أن سبب زيادة ساعات قطع الكهرباء هو استثناء عدد من المناطق الاستراتيجية والمستشفيات والمحافظات مثل مطروح وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر.

 

التحرش يزداد والمذاكرة تتعطّل

على أرض الواقع، لم يقتصر انقطاع التيار الكهربائي على ساعتين فقط لمرة واحدة في اليوم، بل قد يتكرر الانقطاع ويزيد عن الساعات المحددة، فضلًا عن انقطاعه ليلًا أيضًا في بعض المناطق.

وشاركت بسمة جمال، 23 عامًا، في الهاشتاج، مُعربة لـ"صوت السلام" عن أملها في أن صوت المشاركين بالهاشتاج تصل إلى الحكومة "والمشكلة دي تتحل"، وتؤكد الشابة على أن انقطاع الكهرباء يستمر في ساعات الليل أيضًا، مما عرّضها إلى المضايقات والتحرش خلال سيرها، بجانب ذلك أثر انقطاع الكهرباء بالنسبة لبسمة في تعطّل دراستها، لأنها بحاجة لتعلم عدد من الدورات التدريبية المتاحة على شبكة الإنترنت "وكمان ده بيأثر على مرضى الضغط وكبار السن عشان بيعانوا من فوران الدم بسبب قطع الكهرباء"، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة.

واشتركت شيماء محمد، 25 عامًا، في الهاشتاج أيضًا، وبسبب انقطاع الكهرباء يتوقف عملها لساعتين، حيث تعمل في محل لتصوير المستندات، فضلًا عن تعطّلها خلال الأعمال المنزلية مثل الطبخ وغسيل الملابس.

وعلى العكس منهما لم ترَ مريم علي، 18 عام، أن الهاشتاج بإمكانه التأثير على قرار انقطاع الكهرباء قائلة: "أنا لا أقلل منه، لا يجب أن نصمت حتى لو كان كلامنا بلا فائدة"، وترى الطالبة أن حتى حركة انقطاع الكهرباء غير منظمة، وأحيانًا تنقطع لأكثر من ساعتين، وأحيانًا أخرى لا تنقطع يوميًا "ولكن دي مش ميزة لأني بظبط وقتي على حسب أوقات قطعها".

يؤثر ذلك على جدول مهامها اليومية، تقول: "بتعطل عن المحاضرة الأونلاين بتاعتي"، بالإضافة لذلك فإن عليها أن تنتبه لانقطاع الكهرباء في المناطق الأخرى في حالة مرورها بها "أنا مضطرة أتعايش مع كل مكان أتواجد فيه لأن الكهرباء ممكن تقطع فيه في وقت أنا مش عاملة حسابه".

ومن وجهة نظر شيماء محمد، 22 سنة، أن الهاشتاج لن يُجدي نفعًا، ففي السابق  اعترض البعض أيضًا على مشكلات عديدة ولم يسمع أحد شكاوى المواطنين، ويؤثر انقطاع الكهرباء على شيماء كثيرًا، إذ أن المياه تنقطع في منزلها أيضًا بسبب ارتباطها بالكهرباء. 

وأكد رمضان محمد، 44 عامًا، أن قطع الكهرباء يستغرق ساعتين في منطقته بدار السلام، وتتعطل أبسط الحاجات لديه مثل المياه والمراوح، كما تتلف لديه المواد الغذائية المحفوظة في الثلاجة، فضلًا عن تلف الأجهزة الكهربائية ذاتها مثل الثلاجة والتكييف، كذلك تعطل الأعمال المنزلية مثل الطبخ الذي يتم على ضوء الكشاف. 

تتوقف الحياة لدى مي مصطفى أيضًا، 38 عامًا، إذ أنها تعمل كربة منزل، وخلال ذلك الوقت لا تستطيع عمل شيء، كما يتعطّل "التابلت" الذي تحتاجه ابنتها في الدراسة، إذ أنها طالبة بالثانوية العامة، وعمّا يُمكن فعله لتقليل الأثر السلبي لانقطاع الكهرباء، تقوم مي بتخزين المياه حتى تتمكن من الشرب أو استخدامها في أغراض أخرى خلال فترة انقطاع الكهرباء. 

 

أصحاب المحال التجارية: "بنشتغل نص يوم" 

وبجانب ذلك يؤثر انقطاع الكهرباء على أصحاب المحلات التجارية أيضًا، إذ تُشلّ حركة البيع والشراء خلال فترة الانقطاع، وتقول سماح أبو الحمد، 43 عامًا، وهي صاحبة محل ملابس، إذ تضطر للعمل على كشاف الهاتف لبعض الوقت، وتشتكي سماح من فاتورة الكهرباء باهظة الثمن رغم انقطاع الخدمة "كنت أعتقد أن الفاتورة ستأتي أقل ثمنًا بسبب تخفيف الأحمال". 

وكانت الحكومة قد بدأت في يوليو 2014 خطة لإلغاء الدعم عن الكهرباء تدريجيًا، وفي وثيقة نشرتها "الشرق بلومبرج" في إبريل 2022 كشفت عن عدم توجيه أي دعم مالي للمواطنين في الأعوام من 2019 إلى 2021، وفي يناير 2024 أعلن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء زيادة أسعار الكهرباء. 

أثّر ذلك على سماح التي أوقفت عمل التكييفات لديها منذ 3 سنوات، وقامت بتغيير لمبات المحل إلى "ليد" لتوفير الطاقة، وتقول: "ومع ذلك الفاتورة مرتفعة"، وحاليًا تعمل السيدة نصف يوم بسبب انقطاع الكهرباء بعد شهر رمضان. 

نفس الشيء قام به أيضًا صلاح علوي، صاحب محل ملابس، من توقف للتكييفات وشراء لمبات "ليد" لتقليل فاتورة الكهرباء، كما يؤثر انقطاع الكهرباء لديه على البيع والشراء، إذ يقول: "أبدأ في العمل في الواحدة ظهرًا وأنتهي في العاشرة مساء، واستقطاع ساعتين لتخفيف الأحمال صعب جدًا خاصة أن موسم شراء الملابس مستمر حتى عيد الأضحى". 

 واضطر علوي شراء مولد كهرباء تبلغ تكلفته 5 آلاف جنيه "وطبعًا أثّر على الربح الخاص بالمحل، لكن لا يوجد بديل حتى لا يقف أكل عيشنا".  

يُذكر أنه في تصريحات صحفية سابقة قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إنه على الرغم من حصول مصر على التدفقات الدولارية من صفقات وقروض تمّت في الفترة الأخيرة، إلا أن تخفيف الأحمال سيستمر بسبب ارتفاع الاحتياجات الكهربائية نتيجة التوسع العمراني والمشروعات القومية الكبرى، وبمجرد توفر سيولة دولارية تكفي ستنتهي الأزمة.

Photographer: دينا عبد العزيز - انقطاع الكهرباء في دار السلام