"كامل العدد".. وصفة رمضانية للتقبّل

صورة أرشيفية لأبطال المسلسل

Written By مريم أشرف
2024-04-07 14:03:15

لم يخلْ تصفّحي على مواقع التواصل خلال شهر رمضان، من فيديوهات ومنشورات إعجاب شديدة لمسلسل "كامل العدد" الجزء الثاني، والحديث بشكل واضح عن حالة المسلسل العائلية التي خلقت سعادة خاصة لدى المشاهدين، وأنا واحدة منهم، فرغم تعليقاتي على اختيار الممثلين والأداء التمثيلي في المسلسل، لكن تأثرت بالحالة الدرامية، وتركت آرائي النقدية جانبًا لأستمتع بمشاهدة المسلسل.

أتفهم تعلّق المشاهدين بالمسلسلات العائلية مثل سابع جار وأبو العروسة، ذلك لأننا افتقدنا هذا النوع من الدراما التليفزيونية، بعد أن كانت المسلسلات المصرية عامرة بالحكايات العائلية على مدار عقود، لكن مع تطور الدراما في السنوات الأخيرة والانفتاح على الدراما الأجنبية، فقدنا هذا النوع لأجل أنواع مختلفة من الدراما العصرية التي تعتمد بالأساس على صراع البطل النفسي والأخلاقي والاجتماعي، فيما تكون الأسرة على هامش الأحداث.

مسلسل "كامل العدد +1"، هو تأليف رنا ابو ريش ويسر طاهر وإخراج خالد الحلفاوي، ومن بطولة دينا الشربيني "ليلي" وشريف سلامة "أحمد"، ويعتبر هو الموسم الثاني بعد أن قدّم لنا الموسم الأول في رمضان 2023، ولاقى نجاح مماثل، ويتكون الموسم الواحد من 15 حلقة، ويعتبر المسلسل أحد النُسخ العصرية لفيلم "عالم عيال عيال"، الذي عُرض في عام 1976.

وعلى مدار الموسمين احتفينا كمشاهدين بحالة كوننا جزء من عائلة سعيدة ومُتقبّلة، بها تنوع في الشخصيات، حتى تجد نفسك كمتفرج في شخصية منهم، فيزداد تأثرك وتعلقك بالمسلسل، إذ يحكي المسلسل عن ليلى وأحمد اللذان تقابلا في رحلة سياحية في أسوان وقررا الزواج، لكن لكل منهم أطفال من زيجات سابقة، فيبدآ معًا في تكوين أسرة تجمع بين أفراد المنزل السبعة.

في الموسم الثاني نخوض رحلة مع ليلى وأحمد في علاقتهما العاطفية والزوجية، لكن الأهم في المسلسل المواقف التي تقابل الأسرة، "أمنية" الابنة التي قررت دخول عالم مواقع التواصل الاجتماعي والعمل كصانعة محتوى، وقد أخطأت بدخولها هذا العالم دون معرفة أسرتها، ما جعلها تتعرض إلى مسائلة قانونية، وعلى الرغم من جهل الأسرة، إلا أنه حالما علموا بالأمر قرروا دعمها نفسيًا،كما أنها اعترفت بخطئها واعتذرت.

لم تقع أمينة في الخطأ وحدها، بل إن جميع الأبناء يقعون في أخطاء بهدف التجربة، لكنهم يعتذرون بعدها، فيما تتصرف الأسرة بشكل إنساني وحكيم، دون استخدام خطاب وعظي دعائي للتربية الإيجابية، ولا الترويج للعنف الأسري.

تخلل المسلسل مواقف حميمية ولطيفة بين الأسرة، بعضها لم يخلْ من المبالغة الشديدة، بينما اعتمد المسلسل في بعض المواقف على الكوميديا التي أشبعت الحوار الدرامي وأنقذته من أن يكون دراما تقليدية عن التربية أو يتحول لنسخة حديثة من مسلسل "ونيس" الذي له كل الاحترام لصُنّاعه.

تعيش أسرة "ليلى" و"أحمد" في طبقة اجتماعية عُليا، وحسب تصوير المكان فهما يعيشان داخل "كومباوند"، لكن كانت أحد العلامات الجيدة هي عدم اعتماد المسلسل على تصدير هذه النقطة، فكانت الشخصيات تتصرف بشكل طبيعي مهتمين دراميًا بإبراز الحدث.

على عكس ما لاحظناه خلال السنوات الماضية التي تعتمد على تصدير الطبقة الاجتماعية وحياة "الكومباوند" فقط في كل تفاصيل الدراما، لدرجة إطلاق بعض النقاد عليها "دراما الكومباوندات"، إلى جانب اختفاء ملحوظ لتواجد الطبقة المتوسطة في الدراما.

كان كامل العدد إضافة جميلة لموسم رمضان 2024، بمثابة طبق الحلويات بعد وجبة الإفطار، طاقة من الدراما العائلية الحميمة، التي تجذب أغلب الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، بسبب التنوع الذي يتوافر في ذلك النوع الدرامي، رغم بعض الأخطاء التقنية، إلا إنه مشروع فني مميز.