في عام 2024 اضطرت ياسمين عبد البديع -33 عامًا، ترك أحلامها وعملها في السودان نتيجة الحرب الدائرة هناك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ورغم معاناتها وآلام النزوح واللجوء لم تستسلم لظروف لجوئها في مصر، إذ قررت تطوير نفسها من خلال حضور تدريبات متنوعة تقدمها جمعيات أهلية للتعرف على سوق العمل في مصر.
عملت ياسمين في السودان في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في الإدارة والصوتيات، فيما تتمنى وضع بصمة خاصة لها في مصر من خلال خبراتها في الإعلام، منذ أن جاءت إلى مصر من خمس شهور شاركت في العديد من التدريبات، ولكنها كانت ترى أن "نادي البحث عن وظيفة " يختلف تمامًا عنهم، وبالأخص مشاركة مختلف الجنسيات والثقافات فيه مثل السوري والمصري أو السوداني والجنوب السوداني أو الإريتري، مما أكسبها مهارة التعامل مع الثقافات المختلفة "وأنهم مترابطين ولا يوجد اختلافات بينهم"، على حد قولها.
بالإضافة إلى طريقة التعامل الجيدة من المدربين وحترام ثقافاتهم، وقد نسبت لهم الفضل في مساعدتها في معرفة سوق العمل وفهم شخصيتها وطريقة كتابة سيرة ذاتية.
خلال الخمسة أشهر الماضية قابلت ياسمين عدد من التحديات في سوق العمل؛ من بينها تحديات اللهجة المصرية وعدم فهم المصريين للهجتها، بجانب تفضيلهم العمل مع مصريين أكثر من العمل مع الجنسيات الأخرى، بالإضافة إلى حاجة سوق العمل في مصر لخبرات واسعة في المجالات المختلفة، بخلاف العمل في السودان الذي كان يعتمد اعتماد كامل على الشهادات، حتى إن الفرص المتاحة كانت محدودة جدًا على حد وصفها ومنحصرة على العمل في المصانع والمبيعات فقط.
بالتعاون مع مبادرة بصمة إبداع بمنطقة حدائق المعادي ومنظمة العمل الدولية شاركت ياسمين على مدار عشر أيام في ورش تدريبية " نادي البحث عن وظيفة" لمساعدة الشباب من 18 عامًا إلى 35 عامًا بمختلف الجنسيات في البحث عن وظيفة جيدة داخل مصر.
أوضحت رقية عبدالله، صاحبة مبادرة بصمة إبداع، أن الهدف من إنشاء نادي البحث عن وظيفة تأهيل الشباب لسوق العمل من حيث معرفة قدراتهم وإمكانياتهم وطريقة كتابة السيرة الذاتية بشكل احترافي، وكيفية عمل مقابلات والتقدم لوظائف وتوسيع شبكة العلاقات والترابط والربط بين الثقافات المختلفة، ونجحت المبادرة في تخريج 27 باحث وباحثة عن عمل من مختلف الجنسيات حتى الآن.
ترى آلاء عبد الرقيب 20 عامًا، أنها تواجه صعوبات في الحصول على وظيفة مناسبة وطريقة كتابة سيرة ذاتية احترافية، لذلك قررت أن تنضم للنادي، فهي تدرس في كلية الهندسة وتبحث عن عمل بجانب دراستها، فيما تكمن الصعوبات لحاجة سوق العمل إلى خبرات كثيرة، لا علاقة لها بجنسيتها اليمنية، مؤكدة على أنها كانت تجد الألفة بين الشعب المصري وبينهم كيمنيين في مصر، وساعدتها الورشة في كسر حاجز الخوف في تكوين علاقات اجتماعية، كما استطاعت فهم واستيعاب اختلافات الثقافات الموجود.
كانت تجربة جديدة على نعمة محمد 34عامًا، مصرية الجنسية، انضمامها للنادي، وتقول إنها عرفت عن النادي من خلال جمعية بصمة إبداع، فيما مثّلت بالنسبة لها تجربة جديدة لمعرفة سوق العمل وفهم نفسها وشخصيتها، وكان دافعها للانضمام هو أملها في تطوير عملها كبائعة فطائر، إذ أنها تعمل من أجل أطفالها الثلاثة.
لم يكن انضمام نعمة للنادي سهلًا، إذ واجهتها العديد من التحديات بين تنظيم الوقت في يومها وعملها وأسرتها حتى تتمكن من حضور الورشة، فقد كانت تواجه صعوبة في القبول في بعض المقابلات وكانت تجد صعوبة في الحصول على وظيفة بجانب عملها لأنها تعول أطفالها.
الجدير بالذكر أن بصمة إبداع هي مبادرة مجتمعية شبابية تأسست سنة 2018 على يد مجموعة من الشباب بمختلف الجنسيات، وهدفهم خدمة المجتمع من خلال برامج تعليمية للأطفال وتقديم خدمات توعوية وصحية وقانونية، بالتعاون مع مراكز مجتمعية ومنظمات شريكة، فيما تهدف إلى تحسين أحوال اللاجئين في مصر والاهتمام بصحة المرأة والطفل النفسية وتثقيف الأفراد من خلال العمل التطوعي داخل المبادرة.