كلما شاهدت الرابر المصري ويجز أو سمعت أحد أغانيه أتذكر الممثل المصري عادل إمام. ليس لشراكة فنية أو صلة قرابة أو حتى تشابه في نفس نوع الفن، ولكن خطوات ويجز في مساره الفني – وإن كانت لا تقارن مع إمام من حيث الاستمرارية حتى الآن والسنوات- ولكن لا أنكر ما يعجبني في ويجز من اجتهاد ومحاولات جادة لعمل شيء مخلف وناجح في الراب.
يربط ذهني بينهما؛ ليس اعتمادًا على تحليل أسباب هذا النجاح فنيًا، ولكن فيما أراه واضحًا بالنسبة لي هو اشتراكهما في عدم تخليهم بشكل أو بآخر عن التعبير عن الناس العادية فهم استفادوا من نشأتهم الاجتماعية فلا تُخفى هذه الملامح في أعمالهم التي حققت شهرة واسعة.
فمن قرية شها في الدقهلية انتقل عادل إمام إلى حي السيدة عائشة ثم الحلمية، ولا أستبعد أن هذا التنقل ساعده في التعامل مع كل الطبقات والفئات مما جعله يقدم فنًا يحمل بداخله همومًا نعيشها بالفعل، فهو يشبه كثير من الناس حتى في طريقة كلامه.
ومثله ويجز أو أحمد علي، المغني الذي وُلد في منطقة الورديان بالأسكندرية، المنطقة التي جعلته يقابل مختلف الطبقات والفئات المجتمعية منذ صغره، فاستطاع أن يكتب ويغني أغنيات تعبر عن مشاكل جيله والتحديات والظروف المحيطة به مثل أغنيات 21، أميرة ومنحوس.
نعم قدّم إمام أفلامًا تجارية بحتة ولكنه صنع أيضًا أفلامًا ذات قيمة فنية مازالت تعيش بيننا إلى الآن مثل "حتي لايطير الدخان" و"الحريف"، وكذلك ويجز الذي قدّم معظم أنواع المزيكا التي يتكون منها فن الراب مثل التراب، أفرو، دريل، رومانسي، إليكترو شعبي ومهرجانات شعبية، مما جعله أكثر الرابرز العرب استماعًا على أحد المنصات الموسيقية الشهيرة لثلاثة أعوام متتالية.
المتابع لأعمال ويجز سيجده قدّم أكثر من ثنائية ناجحة ومتنوعة مثل ثنائية ويجز مع صانع الموسيقى دي جي توتي الذي أنتج لويجز عددًا من التراكات الناجحة مثل، متواليش، باظت، كدا كدا، سكرتي، على راحتي وكان نفسي، هذا بجانب ثنائية مولوتوف الذي صنع معه أغنيات، دورك جاي، أسياد البلد وبالسلامة وثنائية الرابر الفايف حيث غنى مع ويجزالعديد من التراكات الناجحة مثل، مدينة المذنبين، إسكيمو، خد وهات وكوزومو وواندا، وكل هذه الثنائيات جعلت ويجز يختلف عن بعض الرابرز الآخرين الذين لا يجددون من أنفسهم سواء من جهة تكرار الموضوعات في التراكات الخاصة بهم أو من جهة عدم تغيير فريق عملهم.
ويدل على ذلك كلام ويجز نفسه فهو قال في آخر ظهور إعلامي له عقب غناؤه مع الفنانة المصرية أنغام، إنه يسمع كل أنواع الموسيقى منذ أن كان عمره 5 سنوات.
قد يكون سبب ربط ذهني بين إمام وويجز أيضًا له علاقة بـ "كاريزما" تظهر على كل منهما بوضوح، بناها عادل إمام بينه وبين جمهوره على مدار سنوات طويلة ولا يستطيع أحد إنكار وجودها لدى ويجز، وهذا يعجب المصريون الذين يحبون أصحاب الدم الخفيف.
بعيدًا عن النماذج التي قد تحقق نجاحًا لحظيًا ثم تعود إلى الخفوت من جديد، فنموذج نجاح ويجز لا يأت من فراغ، تتابع لقاءاته الإعلامية أو حتى منشوراته على حساباته على مواقع السوشيال ميديا فلا تستطع سوى أن تقول أنك أمام شابًا ناضجًا على دراية بمتطلبات السوق ويجتهد في تقديم أعماله سواء على مستوى الغناء أو حتى في تجربته التمثيلية الأولى – والوحيدة له حتى الآن- وهو مسلسل "بيمبو".