شهود عيان يروون وقائع حادث قطار المنيا: "كنا في حالة فزع من شدة الصوت"

Photographer: عبد الرحمن خليفة - رفع إحدى عربات قطار المنيا من ترعة الإبراهيمية

Written By عبدالرحمن خليفة
2024-10-13 21:19:55

بعد مرور أكثر من 12 ساعة؛ يُسدل الستار على حادث قطار النوم الذي وقع فجر اليوم، الأحد، عند مزلقان قرية ماقوسة الواقعة بين المنيا ومركز أبو قرقاص، والذي نتج عنه إصابة 20 شخص ووفاة اثنان، هما محمد رمضان، وفني السكة الحديد، حامد مصطفى. 

ووقع الحادث عقب اصطدام مؤخرة القطار القادم من أسوان ومتجه إلى القاهرة بجرار مما أدى إلى وقوع عربتي ركاب وقوى على ضفاف ترعة الإبراهيمية الواقعة عند مزلقان القرية. 

وقد تواجد "المنياوية" منذ الصباح الباكر في موقع الحادث، الذي أحاط به كردون أمني بينما توافد عليه مسؤولي النقل وجهات التحقيق، ومسؤولي الإنقاذ النهري والإسعاف، بينما تواجدت الأوناش وعمال السكك الحديدية لرفع حطام القطار وإعادة ضبط خطوط السكك الحديدية لإعادة حركة القطارات.

وتواجد عدد من شهود العيان، من المصلين بمسجد الصفا والمروة المقابل لخط السكة الحديد بقرية ماقوسة، الذي تحدثوا عن أنهم سمعوا صوت تصادم القطار في الخامسة و50 دقيقة صباحًا، أثناء صلاتهم الفجر، وأنهم أسرعوا إلى الخارج للمساعدة في إخراج المصابين، وأكد أحدهم أن سيارات الإسعاف لم تستغرق وقتًا طويلًا للوصول. 

"كنا في حالة فزع من شدة الصوت"

يصف محمد الجزار، أحد شهود العيان، صوت الاصطدام بـ"الضخم"، وأنه أثار "حالة فزع" من شدته، مشيرًا إلى أن أهالي عزبة الجارحي التابعة لقرية ماقوسة كانوا أول من وصل إلى موقع الحادث لإغاثة المصابين، مشيرًا إلى أنه بمجرد أن وصل "كان صوت صراخ الركاب داخل القطار يملأ المكان". 

وبحسب شهادة الجزار فقد سارع الصيادين في الإنقاذ أيضًا، للركاب في العربات التي سقطت في ترعة الابراهيمية، واستمر ذلك حتى بعد وصول قوات الإنقاذ النهري التي عملت أيضًا على تمشيط الموقع بحثًا عن جثث أو مصابين داخل الترعة. 

وأشار الجزار أن محافظ المنيا اللواء عماد كدواني وصل إلى موقع الحادث مبكرًا، وأنه مع وصوله تواجد عدد من السيارات خصصتها المحافظة لإعادة من يرغب من الركاب إلى المحافظة القادمين منها.

وأشار محمد بكر، مسؤول الشباب والتطوع بالهلال الأحمر المصري فرع المنيا، إلى قدوم إخطار من غرفة العمليات المركزية والهلال الأحمر، بوقوع حادث بين مزلقان ماقوسة ومزلقان المنصورة، وأكد على وصول فرقة الطوارئ والاستجابة للأزمات والحوادث في السابعة صباحًا. 

وأضاف: "قدمنا الإسعافات الأولية للمصابين، وقمنا بإخراجهم من عربات القطار وتقديم الدعم النفسي لهم". وكانت وزارة الصحة والسكان قد أعلنت في أول بيان لها عن الحادث إصابة 20 شخص وعدم وجود وفيات، قبل أن تعلن لاحقًا عن حالة وفاة واحدة. وتلقى 19 من المصابين العلاج في مستشفى المنيا العام، ما عدا مصاب واحد انتقل إلى مستشفى المنيا الجامعي. 

وقال أحد رجال الإنقاذ النهري المتواجدين في موقع الحادث-تحفظ على ذكر اسمه- إنهم متواجدون منذ الـ6:00 صباحًا، مضيفًا: "أخرجنا الركاب من العربة المقلوبة في ترعة الإبراهيمية التابعة لقطار النوم، وانتشلنا جثة شخص، وتوجد أقاويل نبحث من خلالها حول وجود جثة شخص آخر وفني تابع لهيئة السكة الحديد، وحتى الآن لم نجد الجثث، لكن توجد غرفة مبهمة داخل القطار نحاول فتحها، قد يوجد فيها أشخاص، وهي الغرفة المسؤولة عن تأمين القطار". 

وفي حوالي الساعة السابعة مساء اليوم، استطاعت بالفعل قوات الإنقاذ النهري انتشال جثة الضحية الثانية، ويدعى حامد مصطفى، وهو شاب بالغ من العمر 23 عامًا، ويعمل بالسكة الحديد، الذي ظلت والدته في موقع الحادث منذ الصباح انتظارًا للوصول لأي معلومة عن ولدها. 

وكان الغريب في الأمر أن أحد العاملين المسؤولين عن المزلقان لم يكن يعرف أن قطار الحادث هو "النوم"، بل قال في حديثه لـ "المنياوية" أن القطار رقمه 83، وبالبحث على الموقع الرسمي للسكة الحديد، وجدنا أنه بالفعل يوجد قطار نوم رقم 83، في جدول مواعيد اليوم. لكنه تحرك من أسوان في الرابعة والثلث عصر السبت، ومن المفترض وصوله إلى القاهرة، اليوم، في الخامسة والنصف فجرًا، مما يشير إلى ضعف الرواية المذكورة. 

ووفقًا للمواعيد السابقة، تحرك قطار النوم رقم 1087، تحرك من أسوان في الثامنة والنصف من مساء السبت، وكان من المفترض وصوله إلى القاهرة في حوالي العاشرة إلا ربع من صباح اليوم الأحد. 

 

لغز توقف قطار النوم

وداخل موقع الحادث تحدث بعض موظفي السكة الحديد إلى وفد النيابة الإدارية القادم لعمل تقرير عن الحادث، وقال أحد الموظفين أن الاصطدام وقع أثناء وقوف قطار النوم القادم من أسوان إلى القاهرة، دون أن يذكروا سبب توقف القطار، وقال الموظف للجنة التحقيق، وجود جرارين في موقع الحادث، وكلاهما تم نقلهما إلى الورشة التابعة لهيئة السكة بالمنيا. 

وأضاف أعضاء هيئة السكك الحديدية أن العربيتين الواقعتين في ترعة الإبراهيمية هما عربة ركاب قطار النوم، والأخرى هي عربة الدفع الخلفية للقطار، ورجحوا في حديثهم أن تكون الغرفة الموجودة في العربة المحطة، هي المخصصة لأفراد تأمين القطار، وقد توفى بداخلها الضحية الثانية وهو حامد مصطفى. 

وفي وقت سابق: نشرت وزارة النقل بيانًا تتوعد فيه المتسببين في حادث قطار المنيا وتحويلهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، ومحاسبتهم وتوقيع أقصى عقوبة.

Photographer: عبد الرحمن خليفة - موقع حادث قطار المنيا