يعتبر عيد الفطر المبارك من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية التي نحتفل بها منذ القدم، وبينما تتغير العادات والتقاليد مع مرور الزمن، تظلّ روح العيد قائمة تجمع الأهل والأصدقاء في أجواء من البهجة والسرور والضحك واللعب.
ومن أهم العادات القديمة والمُقرّبة للجميع أنه كنا نستعد لعيد الفطر قبل قدومه بأيام طويلة، حيث تتجمع السيدات داخل البيوت لصناعة الكحك والبسكويت يدويًا، بمشاركة الجيران والأقارب مستخدمين وصفات تقليدية موروثة عبر الأجيال، وكانت الأجواء مليئة بالبهجة مع تبادل الأحاديث والضحكات أثناء تحضير الحلويات.
كان الأطفال يرتدون ملابسهم الجديدة فجر يوم العيد، ويخرجون إلى الشوارع والساحات للاحتفال، بينما يجتمع الكبار في البيوت للمعايدة واستقبال الضيوف.
أما صلاة العيد، فكانت ولا تزال ركنًا أساسيًا في الاحتفال، حيث يجتمع الكل في الساحات والمساجد، وأحيانًا في الشوارع حيث تُفرش بالسجاد لأداء الصلاة في أجواء إيمانية مميزة، بعدها تبدأ الزيارات العائلية حيث يتبادل الأقارب التهاني ويوزعون العيدية على الأطفال.
وبعد شهر من الصيام، كان المصريون يحتفلون بأول إفطار في العيد بطريقة مميزة حيث يفضل الكثيرون تناول الكحك والبسكويت مع الشاي أو القهوة، بينما كان البعض يحرص على تناول الفتة واللحم كوجبة أساسية بعد صلاة العيد.
لكن في العادات الحديثة مع تسارع نمط الحياة، أصبحت العائلات تفضل شراء الكحك والبسكويت جاهزًا من المحال التجارية والمخابز، بدلًا من صناعته في المنزل، مما قلل من الأجواء العائلية التي كانت تصاحب تحضيره قديمًا.
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزء رئيسى من تهاني العيد حيث يرسل الكثيرون الرسائل النصية والصور، بدلًا من الزيارات العائلية التقليدية مما جعل التواصل أسرع، لكنه أفقد العيد جزء من طابعه الجميل.
ولم يعد التلفزيون المصدر الوحيد للترفيه خلال العيد، بل أصبحت منصات البث الرقمية؛ مثل نتفليكس وشاهد الوسيلة المفضلة لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، مما منح الأفراد حرية الاختيار، لكنه أفقد العيد بعض طقوسه الجماعية.
ومن العادات التي كانت ولاتزال موجودة خصوصًا بين عائلتي هي تناول الفسيخ والرنجة في أول أيام عيد الفطر المبارك، ومن هذه العادات أيضًا رمي الصواريخ في الشوارع بين الأطفال والكبار. أرى أن العادات القديمة كانت أفضل بكثير لأنها تُجمع العائلة وتُقوّي الترابط الاجتماعي بيننا، وأتمنى أن تعود هذه الأيام القديمة المقربة إلينا.