بسمة عبدالمعز للمنياوية: العزوف عن الرضاعة الطبيعية سببه "إشاعات خاطئة"

صورة أرشيفية للطبيبة بسمة عبدالمعز

Written By عبدالرحمن خليفة
2024-08-07 10:00:04

حددت منظمة الصحة العالمية، الأسبوع الأول من شهر أغسطس من كل عام، لتنظيم الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وفي 2024 اختارت المنظمة تحديد أولويتها لهذا العام على "سد الفجوة ودعم الرضاعة الطبيعية من أجل الجميع"، إذ تُحثّ المنظمة على تكريم الأمهات اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية لأطفالهن.

وفي هذا السياق تجري المنياوية حوارًا مع الطبيبة بسمة عبدالمعز، مديرة قسم الأطفال بمستشفى المنيا الجامعى للنساء والتوليد، وأستاذة طب الأطفال بجامعة المنيا، للحديث عن أسباب الفجوة بين نسب الرضاعة الطبيعية والصناعية للأطفال، وأسباب عزوف أو فشل النساء في الرضاعة الطبيعية.. عبر السطور التالية

في البداية ما الفرق بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية؟

يوجد فارق كبير بين لبن الأم والألبان الصناعية المستخلصة من لبن الأبقار، ونطلق على لبن الأم مصطلح  الطعام السحري للطفل، حيث يحتوي على المكونات الغذائية اللازمة للطفل على المستوى العقلي والبدني والنفسي.

الأمر الهام أيضًا أن جسد الأم يفرز مكونات مختلفة في لبن الرضاعة، بما يتناسب مع  جنس المولود، فتتغير عناصره إذا ما كان الجنين ذكرًا، أما اللبن الصناعي فليس به فارق، مما قد يتسبب في بعض الخلل في التكوين الجسماني للطفل، وتُجرى أبحاث على لبن الأم تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية تقي الطفل من مرض الزهايمر في المستقبل.

لماذا تعتمد الأمهات على الرضاعة الصناعية؟

السبب الأساسي هو نقل خبرات سلبية من الفتيات إلى بعضهن، مثل الإشاعات بأن الرضاعة الطبيعية تزيد وزن الأم، وأن الطفل لا يحصل على غذاء كاف، أو أن الأم قد تُصاب بمرض الأنيميا، وهذا يجعل بعض الإناث يخترن اللبن الصناعي، الذي يزيد في وزن الطفل لأنه يحتوي على كميات كبيرة من الدهون، ما يرفع نسبة الدهون في جسد الطفل وليس العضلات.

وأرى أن الحل الوحيد هو توعية الفتيات المُقبلات على الزواج بأهمية الرضاعة الطبيعية، ويجب أن تتبنى المؤسسات التعليمية توعية الأجيال المقبلة من الأمهات حول ثقافة الرضاعة الطبيعية وأهميتها بالنسبة للأم والطفل والمجتمع.

ما مشكلة الرضاعة الصناعية على صحة الطفل؟

 تتسبب الألبان الصناعية في كثير من أمراض الحساسية بأنواعها، وكذلك مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال، كما قد تتسبب في بعض مشكلات المؤدية لتوقف وظائف الكلى، فيما تتسبب الدهون في بعض المشكلات للأطفال بعد تقدم العمر.

كيف تؤثر الحالة النفسية للأم على لبن الثدي؟

بالفعل يتأثر اللبن بحالة الأم النفسية، فمثلًا عندما تحدث حالة وفاة أو غيرها من الأحداث المحزنة للأم تقل كمية اللبن التي ينتجها جسدها، والإناث يتأثرن بكل الأشياء التي تحدث حولهن، ويتسبب ذلك بأضرار على أجسادهن، لذا وجب التنويه على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للأمهات المرضعات.


ما العوامل المؤدية لنقص اللبن في ثدي الأم؟

عدم الغذاء الجيد لا يؤثر على كمية اللبن في ثدي الأم على عكس ماهو شائع،  وإنما عدم شرب المياه هو الذي يسبب ذلك، فنسبة 90% من لبن الأم عبارة عن ماء، أما عدم حصول الأم على تغذية جيدة سيكون على حساب جسدها، وليس على حساب جسد الطفل أو إفراز اللبن بشكل طبيعي.

لماذا يفضل الطفل اللبن الصناعي على لبن الأم؟

عندما يمتص الطفل ثدي الأم تصل إشارات إلى مخها فيفرز المخ بعدها هرمون البرولاكتين، ففي حالة وضع الأم لابنها لإرضاعه على الثدي بطريقة صحيحة، مُراعية الفترات الزمنية، تضمن الأم إفراز اللبن.

 أما إذا أخذ الطفل لبن صناعي فتقل فترة جلوسه على ثدي الأم، وسوف يقل إفراز الهرمون مما يتسبب نقص اللبن في الثدي، ما سيؤدي في النهاية لتفضيل الطفل للبن الصناعي.

كيف تتحدد مسؤولية طبيب النساء وطبيب الأطفال؟

 من المُلزم على طبيب النساء تجهيز ثدي الأم قبل أن تلد، خاصة إذا كان طفلها الأول، فمن الأخطاء الشائعة  تعريض الطفل إلى "حلمة الببرونة"، مما يصيبه بالتباس الحلمات بعد فترة زمنية قصيرة، فيرفض الطفل ثدي الأم مما يجعله يتناول اللبن الصناعي.

كيف يكون التعامل مع مشكلة نقص اللبن في ثدي الأم؟ 

نقص اللبن له عدة طرق عديدة في العلاج، وأبسطها "تعصير الثدي"، والحقيقة أن نسبة المُصابات بخلل في الهرمونات نتيجة استخدام وسيلة منع الحمل هن من يعانين ذلك، أيضًا الأمهات اللاتي يتناولن أدوية مثل أدوية مرض السرطان لا يستطيعن أن يرضعن أطفالهن.

توجد حالات للأطفال يحتاجوا عندها ألبان صناعية.. ما هي؟ 

توجد ألبان مخصصة لبعض الأطفال ناقصي الوزن، وألبان أخرى للأطفال الذين يكون لديهم إرتجاع، وتوجد نوعية من الأطفال لديهم مرض مثل اضطرابات التمثيل الغذائي؛ هؤلاء لا يكونوا قادرين على الرضاعة من ثدي الأم لأنهم يحتاجوا إلى لبن منزوع منه بعض المواد.


ما العمر المناسب لإطعام الطفل بالتوازي مع إرضاعهم؟

 من عمر ستة أشهر تكون الأم في إمكانها إطعام طفلها، الطعام المخصص هو الخضار والفاكهة وكل صنف يُقدّم للطفل على حدة، في حالة تعرضه لنوع من أنواع الحساسية تجاه طعام ما، وتُزوّد الكميات تدريجيًا، إذا كان الطفل ولدًا يكون هناك تأجيل في إطعامه للبقوليات ذات الفلقتين، حتى يبلغ 11 شهرًا تجنبًا لتعرضه لأنيميا الفول.

كيف ترين وضع الرضاعة الطبيعية داخل محافظة المنيا؟

من خلال عملي والعينات العشوائية التي تتردد عليّ، أرى أن مناطق المنيا المركزية تختلف فيها المراكز عن القرى، فالقرى تعتبر من أكثر الأماكن التي تتبنى الرضاعة الطبيعية، فبفطرتهن عندما تكبر الفتاة ترى أمها تُرضع أخوتها، وتقلّ تلك النسبة في المدينة بسبب توجههن للرضاعة الصناعية.