نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان أنشطة وحدة السكان، الخاصة بالفترة من أكتوبر 2023 وحتى سبتمبر 2024، ومن بينها معدلات نسب البطالة لدى الذكور والإناث، ووفقًا للتقرير شهدت نسبة البطالة لدى السيدات انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 6.9% في عام 2023، مقارنة بالرجال بنسبة 0.9%، وقد سجلت نسبة البطالة للسيدات 46.4%. مقابل نسبة البطالة لدى الرجال 4.5%.
ورغم الانخفاض النسبي لبطالة السيدات، إلا أن الأرقام عكست تباينًا كبيرًا لتحديات أكبر تواجه النساء في سوق العمل، فمنى محمود البالغة من العمر 20 عامًا، والتي تحمل شهادة دبلوم تجارة، أوضحت في حديثها لـ"عين الأسواني" مدى معاناتها في البحث عن عمل مناسب يتيح لها الاستقلال المادي.
فعلى الرغم من محاولاتها للبحث عن وظائف عبر الإنترنت ومجموعات الفيسبوك، وهي الطرق الوحيدة التي تستطيع فيها البحث عن وظائف حسب قولها، إلا أن الرواتب المعروضة لا تتماشى مع احتياجاتها ومتطلبات الحياة، والتخفيف عن عاتق أسرتها خاصة مع ارتفاع الأسعار.
موضحة "بدأت البحث عن وظيفة منذ عام في محال تجارية أو أعمال مكتبية، لكن الراتب لم يزد عن 1500 جنيه في الشهر"، وأضافت "وهذا ضعيف مقارنة بعدد ساعات العمل التي تصل لثماني ساعات، إلى جانب مصاريف المواصلات التي تصل 8 جنيهات يوميًا"، ولا تزال الشابة تبحث عن وظيفة براتب مناسب، ولم تجد بعد الفرصة.
مرتبات هزيلة
أما أروى، فقد قبلت وظيفة مشرفة باص في حضانة براتب 700 جنيه شهريًا، في مقابل تحمّل الحضانة مصاريف الانتقال، وهي الوظيفة المتاحة التي وجدتها بعد بحث، ورغم أنها تخرجت من كلية التربية قبل عامين، إلا أنها لم تُوفّق في الحصول على وظيفة في المدارس الخاصة، ونظرًا لعدم وجود وظائف في الحكومة، قررت قبول الوظيفة.
موضحة "مع ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، أصبح الراتب لا يسدّ أي من حاجاتي، فقررت ترك العمل والبحث عن وظيفة أخرى عن طريق الإنترنت التي يستخدمها أصحاب العمل للإعلان عن وظائفهم، لكن المرتبات المعروضة أصبحت بمثابة إعلان لمن يريد تضييع أوقات فراغه، وليس للمساهمة في تحمل نفقاته الشخصية كما أريد التخفيف عن أسرتي أو لمن لديه التزامات".
انخفاض فرص العمل في أسوان
يُعلّق هلال الدندراوي، مستشار الاتحاد المحلي لعمال مصر ورئيس اتحاد عمال أسوان السابق، في حديثه لـ"عين الأسواني"، عن مشكلة البطالة في أسوان، خاصة بالنسبة للسيدات. إذ أشار إلى أن زيادة عدد الخريجين فاقم الوضع، مُقارنة بانخفاض فرص العمل، وذلك بسبب نقص المشاريع الاستثمارية التي تعاني منها أسوان، وهذا ما يضاعف المشكلة لدى السيدات.
وينتقد الدندراوي الشركات التي تعمل في أسوان، وتتخذ من القاهرة مقرًا لها، إذ تُوظّف العمالة من خارج أسوان، مما يُحرّم أبناء المدينة من الفرص المتاحة، مُفسرًا "نظرًا لأن الشركات تُعلن عن هذه الوظائف خارج أسوان، فلا تصل إعلاناتها لأبناء أسوان نفسها، فضلًا عن الشركات التي تتخذ من أسوان مقرًا لها، لكن مجلس إدارتها غير مقيم بأسوان مما يجعلنا في نفس الدائرة".
ويضيف أن بعض إعلانات الوظائف تتطلب فيها الاختبارات أن تُعقد في القاهرة، رغم أن الوظيفة في أسوان، وهذا قد لا يتناسب مع العديد من الأفراد خاصة السيدات، إلى جانب بعض إعلانات الوظائف التي تطلب رجال فقط، واصفًا ذلك بأنه "تعصب ضدهم".