قال خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، في مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الصداقة التخصصي في أسوان، إن المعامل المركزية بالقاهرة كشفت عن وجود مرض البكتيريا الإشريكية "الإي كولاي" بين عينات البراز للحالات المصابة في أسوان، وتحديدًا في قريتي أبوالريش ودراو، وذلك بحضور المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان، واللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان.
بداية ظهور الحالات وحصيلة الأزمة
أوضح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن أول ظهور لحالات النزلات المعوية بأسوان كانت في 16 سبتمبر الجاري، بإجمالي عدد الحالات التي ترددت على المستشفيات 480 حالة، احتاج منها 168 حالة احتاجت الدخول إلى الأقسام الداخلية بالمستشفيات، بسبب تأخر توجهها للمستشفى، إضافة إلى 36 حالة في العناية المركزة لكونهم من أصحاب الأمراض المزمنة.
وبلغ عدد حالات الوفاة 5 أشخاص لكن لم يتأكد ارتباط الحالات بالحدث، لكن حديث وزير الصحة يتناقض مع ما ذكره عدد من أهالي قرية أبو الريش، وتحدثت معهم عين الأسواني، أن بعض ممن توفي كان يعاني من أعراض إسهال وقيء وهي نفس الأعراض التي تسببها بكتيريا "إي كولاي" التي أشار إليها وزير الصحة بعد نتائج الفحوصات الظاهرة لوجود عدوى بكتيرية من نوع "قولونية" والتي تأتي نتيجة تلوث في المياه أو الطعام.
وقال وزير الصحة إن الحالات التي تم تقديرها بحوالي 480 حالة تردد على المستشفيات هي "أسوان الجامعي، الصداقة التخصصي، دراو المركزي، المسلة"، بينما أغفل ذكر موقف الحالات المصابة التي ترددت إلى العيادات الخاصة وأكدها أهالي القرية لعين الأسواني.
أشار الوزير إلى أن عدد الحالات التي تستدعي الحجز في المستشفيات قد شهد انخفاضًا ملحوظًا، وثبات معدل التردد اليومي على المستشفيات، وعلل ذلك بزيادة وعي المواطنين، وأوضح أن تأخر بعض المرضى في طلب العلاج بسبب عدم درايتهم بطبيعة الأزمة، أدى إلى تفاقم حالتهم الصحية، مما استدعى دخولهم إلى وحدات العناية المركزة.
وفي الوقت الذي أشار إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ"المرض اللغز" كما يروج البعض، فأي مرض هو منهج علمي للتعرف على المرض وأسبابه والتعامل مع أعراضه، ونفى إخفاء الدولة أي شيء في تعاملها مع الحالات المرضية في أسوان، إلا أن المؤتمر جاء بعد أكثر من أسبوع لحالات المرض التي انتشرت بقرية أبو القريش.
سلامة مياه الشرب بأسوان
أكد وزير الصحة سلامة مياه الشرب في جميع محطات المياه بأسوان، وخلوها من أي تلوث من خلال أخذ عينات من عدد من المحطات لفحصها، مُشيرًا إلى أن هناك نظام لحوكمة مياه النيل تشترك فيه أكثر من وزارة، إضافة إلى وجود منظومة رقابية متكاملة تشمل عدة جهات حكومية تعمل على ضمان جودة مياه الشرب بشكل مستمر، في تضارب حول أسباب طبيعة المرض الذي اجتاح قرية أبو الريش ومركز دراو وأشار إليها وزير الصحة التي نتجت عن بكتيريا، تتواجد في مياه ملوثة أو طعام ملوث، خاصة مع عدم وجود منظومة صرف صحي في القرية والتي أكدها الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان في بيان سابق.
وقال وزير الصحة إنه لا يوجد مسؤول عن المرض، مُستشهدًا بما حدث في جائحة كورونا، وصرح الدكتور شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة خلال المؤتمر حول جهود الدولة لتقديم خدمة آمنة بمياه الشرب، خاصة بمحافظة أسوان التي أشار لوجود 108 محطات مياه شرب؛ منها 5 محطات رئيسية تخدم حوالي مليون و600 ألف نسمة، رغم أن عدد المحطات التي وجدها عين الأسواني في الموقع الإلكتروني بشركة مياه الشرب بأسوان 100 محطة فقط.
وأكد وزير الإسكان أنه جرى تكثيف تحليل العينات بعد ظهور حالات النزلات المعوية، وكانت النتيجة سلامة المياه بشكل تام، في غياب لتوضيح وزير الصحة والسكان عن سبب تلوث المياه التي أدت إلى ظهور حالات مصابة بالنزلات المعوية.
وقال وزير الإسكان إنه يوجد غرفة عمليات وفريق عمل من الوزارة والشركة القابضة لتأمين شبكات المياه، ورصدها حتى الوصلات الداخلية بالمنازل، في الوقت نفسه ذكر وزير الصحة أنه جرى رصد بيارات أنشأها الأهالي لصرف المياه، في الأماكن التي لا تحتوي على صرف صحي، لتقوم بهذه المهمة، مما يجعل مخلفاتها تختلط بمياه الشرب.
