يعاني سكان منطقة الصداقة القديمة وتحديدًا في شارع الملعب من انعدام الانترنت المنزلي، وهذا بسبب غياب البنية التحتية لشبكات الهاتف المنزلي "الأرضي".
فمنذ سكنوا المنطقة لا تتوافر "بوكسات" أرضية في محيطهم أو بأحد الشوارع القريبة منهم.
وتستفيد ما لا يقل عن 360 ألف أسرة في أسوان من خدمات الهاتف الأرضي، وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للعام 2021 - 2022.
وشبكة الإنترنت المنزلي تعتبر اليوم من الاحتياجات الأساسية لكل منزل؛ لأن معظم الأسر لا تستطيع الاستغناء عنه لاعتماد أبنائهم على استخدامه في العملية الدراسية، بجانب عدد من يعملون في مهن تتطلب وجودًا للانترنت.
وتقول لواحظ مرسى، ربة منزل، إنها مضطرة لدفع الكثير من المال لشحن الباقات الهاتفية لعدم وجود إنترنت منزلي، إذ اعتمد أحفادها على شحن باقات الإنترنت للمحمول أثناء فترة تفشي وباء كورونا.
واشترت "لواحظ" جهاز واي فاي متنقل "mifi “؛ لكن سعة باقته لم تكفِ حجم استخدام أحفادها لنهاية الشهر، وعلقت قائلة "كانت باقته الشهرية غالية جدًا 1400 جنيه".
وحول أزمة البنية التحتية لشبكة الهاتف الأرضي والإنترنت المنزلي، قالت: "عندما ذهبت إلى الشركة منذ ثلاثة أعوام للتقدم بشكوى، أرسلوا لي موظفًا لعمل معاينة بالشارع، فقال لها أنه سيعود إليها بعد عام ويوصل لها خط الهاتف المنزلي، ولكنه لم يأتِ”.
وكانت وزارة الاتصالات قد نشرت على موقعها الرسمي، رابطًا تشرح فيه الإنجازات التي حققتها منذ عام 2013 وحتى العام 2023، وبين الإنجازات، تنفيذ خطة عمل متكاملة من خلال الشركة المصرية للاتصالات باستثمارات 100 مليار جنيه في مراحلها الثلاثة لتحسين شبكات الاتصالات وتطوير البنية التحتية للاتصالات في كافة أنحاء الجمهورية.
لكن فيما يبدو أن منطقة الصداقة خارج خطة الوزارة، على حد توضيح أ.أ. ربة منزل، التي تقول: “ذهبت للشركة للتقديم على خدمات خط الهاتف الأرضي، فقال لي الموظف المنوط إنه لا توجد أية بوكسات أرضية في الشارع ولا حتى شارع قريب منها وأنه أقرب بوكس أرضي في شارع الطاحونة بمنطقة الصداقة القديمة، ويبعد عنهم بأكثر من 100 متر تقريبًا، وهو ما لن يمكنهم من توصيل خدمات الهاتف الأرضي عبره".
ورغم تضررها والسكان فحين فكرت أ.أ في تقديم شكوى، لم تجد لذلك صدى عند السكان، لينتهي الأمر بشراء كروت شحن مستمرة للهاتف المحمول لتغطية احتياجاتها من استخدام الانترنت.
ويقول سيد خلف الله، موظف بشركة مقاولات، إنه ذهب منذ خمسة شهور إلى الشركة المصرية للاتصالات والتي يقع مقرها بمنطقة النفق، وتحدث مع المدير الذي أكد أن الأمر يحتاج جدية وعدد كبير من السكان، وأنهم لو ذهبوا ليقدموا طلب جماعي بتركيب بوكس أرضي في شارعهم فهناك احتمالًا كبيرًا أن توافق الشركة على طلبهم.
وأمام تفسير مدير السنترال لم يستطع" خلف الله" الحصول من جميع السكان على موافقة تقديم طلب جماعي بتوصيل خطوط التليفون الأرضي بالمنطقة.
وتنتظر شمس أبوالحجاج، طالبة جامعية وتدرس في كلية التربية، هدايا التطبيق الخاص بشركة المحمول التي تحصل منها على الخدمة؛ لتتصفح منها مواقع التواصل الاجتماعي.
أما مصطفى محمود، عامل في كافتيريا، فقال إنه اشترى "واي فاي" متنقل ويدفع لباقته 300 جنيه شهريًا تعطيه 58 ألف ميجابايت، ولكن سعة تحميل تلك الباقة لم تكفيه لنهاية الشهر فتركه ولجأ لشراء كروت الشحن اليومية، وعندما قدم لطلب توصيل خط أرضي منذ سنوات جاؤه موظف من الشركة وقال له أنه سيقوم بتوصيل خط له ومنذ وقتها لم يحدثه أو يجيب على اتصالاته.
وتشتري رضوى محمود، طالبة في المرحلة الثانوية الصناعية، كارت الشحن بـ 15 جنيه، ويظل معها يوم أو يومان على الأكثر، وهكذا تدفع 180 جنيه شهريًا تقريبا لكروت الشحن، وعندما ينتهي الكارت تلجأ إلى التلفاز وألعاب الهاتف.
وعندما ذهبنا في "عين الأسواني" للمسؤولين في شركة المصرية للاتصالات بمنطقة النفق أرسلونا إلى الفرع الرئيسي للشركة على الكورنيش بجوار المحكمة، وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك خطة لتطوير الشبكات وتطوير البنية التحتية في المناطق التي تحتاج إلى بوكسات أرضية، وأن سبب تأخيرهم هو أنه لا توجد ميزانية كافية في الشركة؛ لأن الموضوع يحتاج لتكلفة باهظة بسبب الأسلاك والتوصيات، وأنهم يذهبون الى منطقة تلو الأخري حتى يقومون بالتوصيل لها.
يُذكر أن أشرف عطية، محافظ أسوان، كان قد صرح في 24 أغسطس 2021، أن وزارة الاتصالات بدأت بالفعل في تنفيذ خطة إدخال 650 من كابلات الألياف الضوئية الخاصة بالإنترنت والهاتف الأرضي بثلاثة مراكز بالمحافظة، وتشارك وزارة الاتصالات بالتعاون مع الوزارات المعنية فى تنفيذها ويتمحور دورها الرئيسي فى تطوير البنية التحتية التكنولوجية وتوصيل كابلات الألياف الضوئية.