ليست المرة الأولى.. استمرار تعكر مياه الشرب بأسوان وسط قلق المواطنين

صورة من شكوى ساكن في أحد مجموعات "فيس بوك"

Written By أمنية حسن - ملك محمود - شهد محمد
2023-10-31 00:00:00

اشتكى مواطنون في عدة مناطق بأسوان من تغير لون ورائحة وطعم مياه الشرب ووجود أتربة بها على مدار الأسبوعين الماضيين، وهم  من مناطق: "المحمودية، مدينة ناصر، الصداقة، عباس فريد، العقاد، السيل"، وكلهم في المدينة.

وحسبما رصد "عين الأسواني" حتى الآن، فإن الأزمة لازالت مستمرة في رائحة المياه وطعمها.

ويغلب على المناطق السكنية المذكورة التابعة لأربعة أحياء: "جنوب، شرق غرب، شمال" الطابع السكني، كما تبعد عن الأراضي الزراعية، وتقترب الأحياء السكنية من بعضها ويمكن التنقل بينها خلال 20 دقيقة بحد أقصى، بخلاف مناطق مثل أبو الريش والجزيرة  القريبة من الأراضي الزراعية ويقعان بشمال المدينة.

وتساءل مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي حول أسباب حدوث المشكلة، في ظل انتشار مخاوف من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي أو الزراعي.

ورغم صلتهم المباشرة بالأزمة، فإن تصريحات المسئولين في الأجهزة التنفيذية في المحافظة والمديريات أظهرت تخبطًا وارتباكًا وعدم علم بأساس المشكلة، بل إن البعض ألقى بالمسئولية على جهات تنفيذية أخرى يتداخل عملها مع أزمة المياه.

وردًا على مخاوف اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، قال حسني عبدالستار، وكيل مديرية الزراعة في أسوان، إن حدوث تعكر في مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الزراعي أمر غير وارد؛ لأن أسوان لا تتمتع غالبية أراضيها بصرف زراعي مثل مراكز أخرى فتربتها رملية وتؤدي عملية الصرف بمفردها، مضيفًا لـ"عين الأسواني": "في حالة وجود صرف زراعي فالمناطق الزراعية بعيدة عن السكنية، ومواسير الصرف الزراعي تقع داخل الأرض وتوجه ناحية المصرف".

وتداولت صفحات محلية بأسوان على "فيس بوك" تعليقات حول أزمة المياه، مما دفع شركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسوان إلى إصدار بيان   في مطلع أكتوبر الجاري ينفي وجود مشكلة بالمياه، وفق الشكاوي التي وردتها عبر الخط الساخن 125.

وأقرت الشركة أنها شكلت لجنة من قطاع المعامل و قطاع مياه الشرب لأخذ عينات من المياه في بعض المنازل التي اشتكى أصحابها، لإجراءات التحليل المعملي، وكانت نتائجها مطابقة للمواصفات.

ولاحقًا نشرت الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان عبر "فيس بوك" بيانًا نفت فيه حدوث تغير في رائحة وطعم مياه الشرب بالمناطق الواقعة بطريق السادات والمحمودية، وأن عينات مياه الشرب التي خضعت لإجراءات التحليل المعملي أكدت مطابقتها للمواصفات الفنية والصحية، مؤكدة عدم ورود أي بلاغ لمديرية الصحة والسكان بحدوث حالات مرضية فى هذا الشأن للمستشفيات.

وناشدت المحافظة المستخدمين على الصفحة بالتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات معينة قد تثير بلبلة، كما حجبت تعليقات شكوى الأهالي على ما نشرته، واكتفت بعرض تعليق واحد فقط من أصل 18 تعليق مرفق ببيان المحافظة.

 
لكن مواطنين من أكثر من منطقة تواصلت معهم "عين الأسواني" أكدوا وجود المشكلة واستمرارها ولجوئهم إلى زجاجات المياه المعدنية كحل مؤقت وبديل، إذ أوضحت هناء أحمد، من سكان منطقة السيل شرق المدينة، أن مياه الشرب في الصنابير تحولت إلى اللون الأصفر وبشكل مستمر على مدار أسبوعين، والذي نتج عنها آلام ومغص في المعدة هي وأبنائها، لكنها اكتفت بتناول المسكنات والمشروبات الدافئة.

كما اشتكت إيمان مصطفى، من نفس المنطقة من الأزمة، ورغم اختفاء الرائحة الكريهة إلا أن المياه ما زال لونها أصفر، واصفة بأن المياه يظهر عليها وجود أتربة بها. 

وقررت والدة جودي أحمد، من منطقة العقاد، تركيب فلتر للمياه المخصصة للشرب بعد استمرار الرائحة الكريهة وتغير لون المياه، فيما اشتكت فاطمة عبدالستار بنفس المنطقة من وجود مشكلة في مياه الشرب موضحة: "في الأيام الماضية كان للمياه رائحة سيئة وتغير في الطعم، وعانيت من آلام ومغص في المعدة، لكن لم أذهب للطبيب، ورغم أن رائحة المياه السيئة بدأت تختفي إلا أن طعم ولون المياه مازال متغير، واتصلت بالخط الساخن لشركة مياه الشرب لكن لم يتم الرد، لذا اعتمدت على زجاجات المياه المعدنية".

وتأخذ كل يوم، بسملة عبدالرحمن، مياه من منزل والدتها للاستخدام طوال اليوم الدراسي؛ لأن المياه في مدرستها "الشهيد عمرو فريد" بحي جنوب ذات طعم ورائحة كريهة.

وطالت الأزمة حي غرب أيضًا، إذ اشتكت هدى محمد، من سكان حي أطلس، من تغير لون المياه إلى الأصفر، وقالت: "الاصفرار يزيد كل يوم عن الأول، ويصاحبه رائحة كريهة جدًا، وتصورت أن المشكلة فردية حتى فوجئت بأن هناك من يعاني أيضًا في نفس الحي". 

كما اشتكت مريم حسن، وتسكن في منطقة محيطة للمسجد الجامع، من تغير لون المياه ورائحتها الكريهة في منزلها وفي المدرسة؛ لذا خففت من تناول مياه الشرب يوميًا. 

وأوضح مصدر بيئي مسئول، لـ"عين الأسواني" - طلب عدم نشر اسمه - أن تعكر مياه النيل يختلف كليًا عن تعكر مياه الشرب وهو أمر يخص وزارتيّ الصحة والري، مؤكدًا أن العكارة دليل على وجود أيونات وكيتونات تسبب عكارة، وهي ليست دليل على وجود تلوث.

وأضاف: "أما عن عكارة النيل فتختلف، فالنيل متجدد والخلط ما بين مياه ومياه يمكن أن يسبب عكارة، والطقس يمكن أن يسبب عكارة المياه؛ لأن الهواء مرتبط بالمياه، فمثلًا وجود مصنع حولك من الممكن أن ينقل الجسيمات الملوثة في الهواء وتهبط في النيل فتسبب العكارة".

ولاحقًا أكد مصدر آخر مسؤول، بأحد فروع شركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسوان، أن ظاهرة تعكر المياه تكررت قبل ذلك عدة مرات أثناء العمل؛ بسبب تعرض أحد مواسير المياه في المنطقة لعطل وبعد قطع المياه عن المنطقة لتصليح العطل قد تُخزن المياه في المواسير وبعد الإصلاح وإعادة التشغيل تختلط المياه الراكدة وقتها مع المياه الأخرى فتحدث رائحة كريهة تستمر لأيام.

وأضاف المصدر لـ"عين الأسواني"، أنه عند إصلاح ماسورة بأحد المناطق تتعرض ماسورة أخرى للصرف للكسر فتختلط المياه وفي هذه الحالات تعود المياه إلى طبيعتها بعد تشغيل صنبور المياه لفترة طويلة حتى تٌنقى المياه.وذكر المصدر أن هذا الأمر حدث العام الماضي أثناء إصلاح إحدى خطوط المياه. 

وأجرت "عين الأسواني" اتصالًا بالخط الساخن لشركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسوان للاستفسار عن أسباب المشكلة، ورفضت الشركة توضيح أية معلومات أو أسباب الشكاوى المتكررة للمواطنين، موضحة أنه من الممكن أخذ عينة من مياه الشرب لصاحب الشكوى وتحليلها، ثم إبداء الرأي فيها.